الأموال
الأموال

عاجل

انطلاق فعاليات ”أسبوع القاهرة الثامن للمياه” تحت رعاية الرئيس السيسي

وزير الري
فتحي السايح -

حلول مبتكرة لمواجهة تغير المناخ واستدامة الموارد المائية

انطلقت اليوم فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه، الذي يُعقد تحت شعار "حلول مبتكرة للتكيف مع تغير المناخ واستدامة المياه"، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر 2025، بمشاركة واسعة من 15 وزيرًا من دول عربية وأفريقية وآسيوية وأوروبية، إلى جانب 8 نواب وزراء من السعودية والصين واليابان، ومبعوثين من فنلندا وهولندا، وعدد من كبار مسؤولي المنظمات الدولية والإقليمية.

شهد حفل الافتتاح كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، أعقبها كلمة للدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، الذي رحّب بالوفود المشاركة في القاهرة، مؤكدًا أن مصر – بعراقتها الحضارية وريادتها في مجال إدارة المياه – تستضيف هذا الحدث الدولي للعام الثامن على التوالي، تعزيزًا للحوار العالمي حول قضايا المياه.

وقال سويلم في كلمته: "يسعدني أن أرحب بكم جميعًا في القاهرة، عاصمة التاريخ والحضارة، في شهر أكتوبر الذي يرمز في وجدان المصريين للعزيمة والإرادة. نلتقي اليوم لنحوّل قضايا المياه من نقاشات إلى قرارات، ومن أفكار إلى تنفيذ، قائم على شراكاتٍ عابرة للحدود وسياساتٍ واضحة ومستدامة."

وأضاف الوزير أن مصر تمتلك إرثًا فريدًا في إدارة المياه منذ فجر الحضارة، حيث وُلد أول نظام ريٍّ منظم في التاريخ على ضفاف النيل، ليؤسس ما يُعرف بـ"مدرسة الري المصرية" التي طوّرت أدواتها عبر العصور، من الشادوف والساقية إلى التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي.

وأوضح أن الدولة انتقلت إلى الجيل الثاني من منظومة إدارة المياه، القائمة على المرونة والابتكار، من خلال دمج التكنولوجيا الرقمية والاستشعار عن بُعد والذكاء الاصطناعي في التخطيط المائي، مشيرًا إلى أن هذا التطور يجسّد تحول مصر من "الإرث إلى الريادة، ومن الخبرة التاريخية إلى الإدارة الذكية".

وبيّن أن منظومة الجيل الثاني ترتكز على عشرة محاور رئيسية، تشمل:

المعالجة والتحلية لخدمة الأمن الغذائي، عبر إعادة استخدام مياه المصارف الزراعية من خلال مشروعات ضخمة مثل بحر البقر، المحسمة، والدلتا الجديدة، لتلبية احتياجات الاستصلاح الزراعي في سيناء والدلتا الجديدة.

تحلية المياه بالطاقة المتجددة لخفض التكاليف وضمان الاستدامة، مع تطوير البحث العلمي وزراعة المحاصيل المتحمّلة للملوحة.

الإدارة الذكية والتحول الرقمي باستخدام الأقمار الصناعية والدرونز لتقدير احتياجات الري ورصد المخالفات وتقييم المنشآت المائية، إلى جانب تطبيق تقنيات Machine Learning للتنبؤ بالمناسيب وإدارة المخاطر التشغيلية.

التكيف مع التغيرات المناخية من خلال تحديث البنية الهيدروليكية وتأهيل الترع، وتطوير منظومات تشغيل السد العالي، وتنفيذ مشروعات حماية السواحل من الإسكندرية إلى مطروح باستخدام مواد صديقة للبيئة، فضلًا عن إقامة منشآت للحماية من السيول وتخزين مياه الأمطار لخدمة المجتمعات المحلية.

ضبط وحماية نهر النيل عبر إزالة التعديات، واستخدام نظم الاستشعار عن بعد للرفع المساحي لجسور النهر، وتطبيق ضوابط لاستخدام أراضي طرح النهر، مع تطوير الواجهات النيلية في المحافظات.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل على رفع كفاءة العنصر البشري عبر برنامج “قيادات الجيل الثاني”، وبناء كوادر شابة مؤهلة لإدارة المنظومة الحديثة، إلى جانب تعزيز الاستثمار والشراكة مع القطاع الخاص لزيادة العائد الاقتصادي وتحسين دخل العاملين بالوزارة بنسبة تجاوزت 200% حتى الآن، مع استهداف زيادته 100% أخرى بحلول عام 2026.

كما لفت سويلم إلى أن رؤية الوزارة 2030 تستهدف تحقيق دخلٍ تنافسي للعاملين وضمان استدامة الكوادر الفنية، مؤكدًا أن هذا التطوير المؤسسي هو حجر الأساس في نجاح إدارة الموارد المائية.

وفي ختام كلمته، أشار الوزير إلى أن الجهود المصرية بقيادة الرئيس السيسي نجحت مؤخرًا في التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة بعد مفاوضات ناجحة في شرم الشيخ، معربًا عن تهنئة مصر للأشقاء الفلسطينيين، ومؤكدًا استعداد وزارة الموارد المائية والري لدعم جهود إعادة الإعمار ونقل الخبرات المصرية في مشروعات المياه والخدمات الأساسية.