الأموال
الأموال

أسواق وريادة أعمال

ملاك عبدالله: زوال الطبقة الوسطى ينذر بمجاعة.. والوعي الجماعي هو الحل

ملاك عبدالله
فتحي السايح و محمود حاحا -

حذر ملاك عبدالله، رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي بمؤسسة النماء، من أن اختفاء الطبقة الوسطى يشكل تهديدًا مباشرًا بحدوث مجاعة مستقبلية، مؤكدًا أن إدارة السياسة المالية في مصر تحتاج إلى إعادة نظر جذرية تقوم على المهنية والابتكار بعيدًا عن الأساليب التقليدية.

وأوضح عبدالله أن كثيرًا من القائمين على إدارة الملفات المالية يفتقرون للخبرة الحقيقية ويمارسون مهامهم بعقلية "الحافظ وليس الفاهم"، وهو ما انعكس على الأزمات الاقتصادية الراهنة.

وأشار إلى أن الأزمات المتلاحقة وارتفاع الأسعار دفعت الكثيرين للبحث عن حلول غير تقليدية، ما ساهم في زيادة أعداد "نموذج المستريح"، نتيجة غياب بدائل واقعية تخفف من الضغوط المعيشية.

وفي هذا السياق، لفت إلى تجربة الريان التاريخية، حيث لم تأتِ خسائره من تآكل رأس المال فقط، بل من عمليات فساد وسرقات داخلية، داعيًا إلى الاستفادة من هذه الدروس وعدم تكرارها.

وأكد عبدالله أن نموذج البنوك التقليدية يتراجع عالميًا، بينما ينتشر توظيف الأموال في أشكال متعددة، مثل "شركات المحصّة" التي تنشأ لمشروع محدد وتنتهي بانتهائه. لكنه في المقابل حذّر من انتشار عمليات النصب في سوق العقارات والتعاملات التجارية، مشددًا على ضرورة توجيه الأموال لمشروعات حقيقية قائمة على الشراكة والثقة، وضرب مثالًا بتجربة الراحل محمود العربي كنموذج ناجح يمكن الاقتداء به.

وأضاف أن الذهب يظل الملاذ الآمن لحفظ قيمة الأموال في حال غياب المشروعات المضمونة، معتبرًا أن مقولة "حافظ على القيمة من قلة القيمة" أصبحت شعار المرحلة مع تراجع القوة الشرائية للنقود.

واكد عبدالله على أن الوعي والتعليم والتدريب يمثلون الركيزة الأساسية لعبور الأزمات، مشيرًا إلى دور مؤسسة النماء في هذا الإطار من خلال برنامج "فرص النماء" ومنصتها التعليمية، التي تقدم دورات متخصصة أبرزها "رفع كفاءة الاستثمار في زمن انهيار الاقتصاد النقدي".