هاني الفيومي: إفريقيا كنز الفرص.. ومصر بوابتها السياحية والاستثمارية

أكد هاني الفيومي، رئيس مجلس إدارة شركة H Y F للسياحة والمشروعات السياحية، وعضو غرفة شركات السياحة، ورئيس لجنة السياحة والطيران بجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن القارة الإفريقية تمثل منجمًا زاخرًا بالفرص الاستثمارية والسياحية، داعيًا إلى ضرورة تفعيل دور مصر كبوابة رئيسية للقارة في جذب الاستثمارات والسياحة.
وأشار الفيومي إلى أن إفريقيا تستورد سلعًا وخدمات بقيمة تتجاوز 560 مليار دولار سنويًا، بينما لا تزال حصة مصر من هذه السوق الضخمة محدودة، رغم ما تمتلكه من مقومات تؤهلها للعب دور محوري، موضحًا أن دولًا كبرى، وفي مقدمتها الصين التي تستحوذ على نحو 45% من الاستثمارات الإفريقية، استطاعت النفاذ إلى القارة بقوة عبر مشروعات ضخمة.
وأوضح أن الجمعية، منذ تأسيسها قبل خمس سنوات، حرصت على تجاوز الإطار السياسي في العلاقات مع إفريقيا، وركزت على بناء شراكات اقتصادية وتجارية فاعلة، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن التكامل الحقيقي مع القارة هو مفتاح الدور المصري المستحق.
وفي ملف السياحة، أشار الفيومي إلى أن إفريقيا تمثل نحو 10% من حركة السياحة العالمية، في حين لا تزال الأرقام الوافدة من القارة إلى مصر دون الطموح، رغم ارتباط السائح الإفريقي الوثيق بالمقصد المصري. وقال إن مصر قادرة على مضاعفة أعداد السياح إلى 30 أو حتى 40 مليون سائح سنويًا، أسوة بتجارب دول مثل إسبانيا، خاصة مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير.
وكشف أن القاهرة الكبرى بحاجة إلى إنشاء نحو 26 ألف غرفة فندقية جديدة، إلى جانب 14 ألف غرفة أخرى في الساحل الشمالي وحده، لتلبية الطلب المتوقع في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أهمية تنوع الفئات الفندقية لتناسب مختلف شرائح السياح.
وطالب الفيومي بضرورة تسهيل دخول الأفارقة إلى مصر، من خلال تفعيل نظام التأشيرة عند الوصول أو إلكترونيًا، باعتباره أحد المفاتيح المهمة لتنشيط السياحة الإفريقية الوافدة، لافتًا إلى أن أول زيارة خارجية مرتقبة لوزير الخارجية المصري السفير بدر عبد العاطي ستكون إلى نيجيريا، البلد الذي يزيد عدد سكانه عن 230 مليون نسمة، وتمثل فرصة استثمارية وسياحية هائلة.
وتحدث الفيومي عن التحديات التي تواجه تعميق العلاقات الاقتصادية مع إفريقيا، وعلى رأسها ضعف الثقة في الأنظمة المصرفية الإفريقية، مشددًا على أهمية دخول البنوك المصرية إلى السوق الإفريقية لتكون الضامن والوسيط الآمن للمستثمرين، وربط التمويل بالتبادل التجاري والمشروعات المشتركة.
كما لفت إلى ضرورة تأسيس شركة طيران مصرية – إفريقية، حتى لو لم تكن منتظمة، لتيسير حركة السياحة والتجارة بين الجانبين، خاصة في ظل وجود دول مثل زامبيا تستقبل رحلات من 6 شركات دولية دون تمثيل مصري حتى الآن.
وقال إن الجمعية تعمل حاليًا على تنفيذ برامج سياحية خاصة تستهدف السائح الإفريقي، بالتنسيق مع السفارات المصرية لتنظيم زيارات تعريفية لوفود مؤثرة من القارة، وتعريفهم بالتجربة المصرية في التنمية، وذلك في إطار خطة للتعاون في أكثر من 21 مجالًا اقتصاديًا واستثماريًا.
وأكد الفيومي أن الجمعية تسعى لتوسيع نطاق الترويج السياحي لمصر داخل إفريقيا، من خلال فتح مكاتب لشركات السياحة المصرية في العواصم الإفريقية، على غرار ما فعلته تركيا في روسيا، إلى جانب تعزيز خطوط الطيران والشحن، لجعل مصر المركز اللوجستي الأهم بين القارة السمراء وأوروبا.
وأضاف أن الجمعية نظّمت عدة فعاليات وندوات للتعريف بإمكانات السوق الإفريقية، من بينها أنشطة في شرم الشيخ، تهدف إلى بناء وعي حقيقي داخل المجتمع المصري بأهمية الانفتاح على إفريقيا.
ودعا الفيومي هيئة تنشيط السياحة لإطلاق حملة دعائية ضخمة للترويج لافتتاح المتحف المصري الكبير، تتضمن شاشات دعائية في العواصم المستهدفة وعدًا تنازليًا رسميًا، لتعزيز الصورة الذهنية لمصر كوجهة حضارية وسياحية عالمية.