الأموال
الأموال

أسواق وريادة أعمال

تحالف مصري ياباني لتدريب جيل صناعي جديد في العاشر من رمضان

جانب من التوقيع
فتحي السايح ومحمود حاحا -

أكد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والنقل، أن اليوم يمثل علامة فارقة في مسيرة الصناعة الوطنية والتعليم الفني، وذلك خلال مشاركته في مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني وصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، بحضور وزيري التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور، والتربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف.

وأوضح الوزير أن الاتفاق يأتي بالتنسيق مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا"، ويهدف إلى تدشين تعاون فني وتعليمي جديد لدعم وتطوير معهد الكوزن المصري الياباني بمركز العاشر من رمضان، ليكون منصة لتخريج كوادر فنية مدرّبة في مجالات الإلكترونيات والطاقة الخضراء، وفق أحدث المعايير الدولية.

وشدّد الوزير على أهمية التنسيق المستمر بين المصلحة واتحاد الصناعات والغرف الصناعية لضمان تأهيل الفنيين قبل التحاقهم بسوق العمل، مؤكدًا أن مثل هذه الخطوة تسهم في رفع كفاءة العمالة وتُسرّع من وتيرة الإنتاج داخل المصانع.

وأشار إلى توقيع 40 بروتوكول تعاون مع شركات خاصة للمشاركة في إدارة وتشغيل مراكز التدريب التابعة للمصلحة، وتطوير برامج التدريب بها، ما يُعزز قدرة القطاع الصناعي على سد احتياجاته من العمالة الماهرة والمدرّبة.

وفي سياق متصل، اعتبر الوزير هذا المشروع أحد الأركان الأساسية في خطة الوزارة العاجلة لتحديث القطاع الصناعي، من خلال تطوير منظومة التدريب المهني بالتعاون مع الجهات التعليمية والهيئات الدولية، بما يتماشى مع التحولات العالمية في مجالات الإنتاج والتصنيع النظيف، لاسيما مع اقتراب دخول آلية تعديل حدود الكربون الأوروبية (CBAM) حيز التنفيذ عام 2027.

ومن جانبه، أوضح الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، أن التعاون مع "جايكا" يأتي امتدادًا لتجربة ناجحة بدأت منذ سنوات، من بينها الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، مؤكدًا أن نظام الكوزن يهدف إلى إعداد جيل جديد من الفنيين والتكنولوجيين يتمتعون بكفاءة تؤهلهم للعمل إقليميًا ودوليًا، عبر برامج تعليمية تبدأ بعد المرحلة الإعدادية وتدمج بين الجانب الأكاديمي والتدريب العملي.

وفي الإطار ذاته، لفت الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى أن وزارته تعمل على ترسيخ ثقافة التعليم الفني كمسار أساسي لبناء الاقتصاد المصري، مؤكدًا أن منظومة التعليم الجديدة ترتكز على شهادات دولية، وتوسيع التعاون مع الشركاء الدوليين، من بينها اليابان وألمانيا وإيطاليا، عبر نماذج "كوزن"، و"دون بوسكو"، والتعليم المزدوج، الذي يجمع بين الدراسة النظرية والتدريب داخل المصانع.

كما أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في إنشاء مراكز تميز فنية وفقًا للمعايير الأوروبية، بما يضمن تأهيل طلاب المدارس الفنية للعمل في الشركات العالمية، والتوسع في التخصصات المطلوبة في السوق المحلي والعالمي.

من جانبها، أوضحت الدكتورة رشا شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم، أن نظام الكوزن يمثل نموذجًا تعليمياً متخصصًا، يمتد لخمس سنوات بعد الإعدادية، ويركز على التجارب العملية والتأهيل المبكر، مشيرة إلى أن أول دفعة ستبدأ الدراسة فعليًا في سبتمبر المقبل، بعد تجهيز المعامل والفصول والمحتوى العلمي بالتعاون مع الشركاء اليابانيين.

وفي كلمته، أوضح اللواء مهندس إيهاب رمضان، رئيس مصلحة الكفاية الإنتاجية، أن البروتوكول ينص على تخصيص مركز التدريب بالعاشر من رمضان لاستقبال طلاب المعهد، مع تقديم برامج متخصصة في تكنولوجيا الرقائق والطاقة المتجددة والإلكترونيات الدقيقة، بالإضافة إلى تدريب المدربين وتبادل الخبرات مع الجانب الياباني، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعزز التوجه نحو توطين الصناعة وتأهيل الكوادر الوطنية لتكون قادرة على المنافسة إقليميًا وعالميًا.

واختتم رمضان بالإشارة إلى أن الشراكة تمهد الطريق لتكامل فعلي بين التعليم الفني والصناعة، وتُرسّخ لمفهوم التعليم التطبيقي كرافعة حقيقية لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والإنتاج.