رواية ”مرايا في بلاط العميان”.. ملحمة جديدة توثق وحدة المصريين تحت حكم المماليك
أطلقت دار مدبولي للطباعة والنشر عملًا أدبيًا جديدًا للكاتب محمد عثمان الإمام، جاء بعنوان «مرايا في بلاط العميان» حيث يغوص المؤلف في أعماق العصر المملوكي، ليكشف عن ملامح مجتمع مزقته السيوف ووحّده الألم، ويقدم سردًا متماسكًا لحياة المهمشين الذين لجؤوا إلى التكايا بحثًا عن مأوى يقيهم عسف السلطة وجبروت الجند.
التنوع الإنساني والتقاطع الثقافي
في حبكة سردية تتسم بالتنوع الإنساني والتقاطع الثقافي، يتناول الإمام مسارات متباينة لأشخاص جمعتهم المعاناة: قطاع طرق تابوا فأصبحوا حماة للفقراء، ومتصوفة تجردوا من الزيف ليكونوا سندًا للضعفاء، ومسلمون وأقباط نسجوا معًا خيوط مجتمع لا تُختزل انتماءاته في المعتقدات، بل في القيم التي توارثها الناس رغم سواد المرحلة.
إسقاط عميق على العمى السياسي والاجتماعي
الرواية ترصد مقاومة جماعية لأمراء السيف والذهب، حيث يتحول أبطال الرواية إلى كتلة واحدة تصدّ تغوّل الطغاة، في مشهد رمزي جمعهم كأنهم "مرايا" وسط محفل لا يبصر، في إسقاط عميق على العمى السياسي والاجتماعي الذي سيطر على تلك الحقبة.
محمد عثمان الإمام، كاتب روائي متخصص في السرد التاريخي، يشغل منصبًا إداريًا بأحد أحياء القاهرة، ويحمل خلفية أكاديمية تجمع بين الآداب والتربية والإعلام، إلى جانب درجة الماجستير في العلوم السياسية والاستراتيجية.
فهم واقعي للتركيبة المجتمعية في مصر عبر العصور
وقد انعكست هذه الخبرات المتنوعة في أعماله التي تحمل طابعًا تحليليًا ورؤية نقدية تستند إلى فهم واقعي للتركيبة المجتمعية في مصر عبر العصور.
يمتاز أسلوب الإمام بدمج السرد التاريخي مع البعد الإنساني، ويمنح القارئ نافذة للتأمل في تشابهات الحاضر والماضي، حيث تتكرر أشكال القهر، لكن تتكرر معها أيضًا أشكال المقاومة.