الساحل الشمالي يتحول إلى كنز استثماري.. وقطر تدخل على خط المنافسة الخليجية

تحول الساحل الشمالي في مصر خلال السنوات الأخيرة إلى واحد من أكثر المناطق جذبا للاستثمارات الإقليمية، بفضل موقعه الاستراتيجي على البحر المتوسط، ومناخه المعتدل، والبنية التحتية المتطورة التي تشهد توسعا سريعا.
وفي ظل هذا الزخم، دخلت كبرى الكيانات الخليجية في سباق متسارع للاستثمار في المنطقة، وفي مقدمتها دولة الإمارات من خلال صفقة تطوير "رأس الحكمة"، لتلحق بها الآن قطر التي تدرس تنفيذ مشروع سياحي ضخم بقيمة 3.5 مليار دولار، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج إن قطر تدرس تنفيذ صفقة استثمارية ضخمة بقيمة 3.5 مليار دولار في قطاع السياحة والضيافة داخل منطقة الساحل الشمالي بمصر، وهو ما يبرز تصاعد اهتمام دول الخليج بضخ استثمارات استراتيجية في مصر.
وأكدت الوكالة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن المناقشات لا تزال في مراحلها الأولية، دون الإفصاح عن تفاصيل الكيانات القطرية المعنية أو نطاق المشروع المزمع، إلا أن التقديرات تشير إلى أن المشروع قد يشمل تطوير وجهة سياحية كبرى أو منتجع متكامل، على غرار المشروعات العقارية العملاقة التي يجري تنفيذها حاليا في الساحل الشمالي.
كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، قد ذكر وجود طلب رسمي من الجانب القطري للاستثمار في مشروعات الضيافة والسياحة بالساحل الشمالي، مؤكدا ترحيب الحكومة المصرية بكافة الاستثمارات الخليجية في هذا الإطار، وخاصة تلك التي تسهم في دعم قطاع السياحة وزيادة موارد العملة الأجنبية.
صفقة "رأس الحكمة" الإماراتية تفتح الباب لاستثمارات مماثلة
وتأتي هذه الصفقة القطرية المحتملة بعد أشهر قليلة من إعلان الحكومة المصرية عن توقيع واحدة من أكبر صفقات الاستثمار الأجنبي المباشر مع دولة الإمارات، حيث تم التوصل إلى اتفاق بقيمة 35 مليار دولار لتطوير منطقة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي.
وتضمنت الصفقة تنازل مصر عن حقوق تطوير المنطقة لصالح شركة تابعة لشركة أبوظبي القابضة (ADQ)، مقابل ضخ استثمارات مباشرة وغير مباشرة في الاقتصاد المصري، من ضمنها جزء من قيمة وديعة إماراتية طويلة الأجل.
هذه الخطوة مثلت نقطة تحول كبيرة في العلاقة الاستثمارية بين مصر والخليج، وخلقت زخما كبيرا دفع بدول أخرى، من بينها قطر والسعودية، إلى دراسة فرص مماثلة في نفس المنطقة الجغرافية، التي تعد من أكثر المواقع السياحية الواعدة على البحر المتوسط.
استثمارات استراتيجية تعزز الثقة بالاقتصاد المصري
هذه التحركات الخليجية تؤكد تجدد الثقة في الاقتصاد المصري، خاصة بعد برنامج الإصلاح الاقتصادي الجديد الذي أطلقته الحكومة بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، والجهود المبذولة لضبط أسعار الصرف وتحفيز مناخ الاستثمار.
مستقبل واعد للساحل الشمالي
وتسعى مصر إلى تحويل الساحل الشمالي إلى وجهة سياحية عالمية على مدار العام، وليس فقط خلال شهور الصيف، من خلال تطوير البنية التحتية، وإنشاء مطارات جديدة، وجذب علامات تجارية سياحية عالمية.
وقد بات الساحل الشمالي مرشحا ليكون مركزا اقتصاديًا متكاملا يشمل السياحة والعقارات والخدمات، مما يعزز قدرته على جذب استثمارات إضافية من شركاء استراتيجيين في المنطقة وخارجها.