الأموال
الأموال

كُتاب الأموال

عبدالعزيز سلام يكتب: الرئيس الصيني يرسم ملامح شراكة جديدة في منتدى الصين-آسيا الوسطى

عبدالعزيز سلام
-

انفتاح، تنمية، ومصير مشترك ..

في لحظة لافتة تعكس تحولات عميقة في النظام الدولي، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم كلمة محورية خلال منتدى الصين-آسيا الوسطى، جاءت بمثابة خارطة طريق لعهد جديد من التعاون الإقليمي والانفتاح العالمي. الكلمة لم تكن مجرد خطاب سياسي، بل إعلان نوايا واضح لعالم تشاركي تتصدر فيه التنمية والسلام والاحترام المتبادل أجندة الصين في علاقاتها الخارجية. من قلب آسيا، وجه الرئيس الصيني رسالة قوية: الصين ليست فقط قوة اقتصادية صاعدة، بل شريك صادق يسعى لبناء مستقبل مشترك مع دول الجوار والعالم.

مضمون الكلمة: انفتاح وشراكة وتنمية مستدامة

أكد الرئيس شي جين بينغ في كلمته أن الصين تعتبر دول آسيا الوسطى شركاء استراتيجيين في بناء عالم أكثر توازنًا وإنصافًا. وركز على أهمية تعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية، التجارة، الابتكار التكنولوجي، والزراعة الخضراء، مشيرًا إلى أن الصين ستواصل فتح أسواقها وتعزيز الترابط مع دول المنطقة من خلال مبادرة “الحزام والطريق”.

وتعهد شي بأن الصين ستدعم مشاريع تنموية نوعية في آسيا الوسطى، وتوسع التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والنقل العابر للحدود، مع الدفع نحو “تنمية عالية الجودة” لا تقتصر على الأرقام الاقتصادية، بل تشمل الرفاهية الاجتماعية والاستدامة البيئية.

رسالة انفتاح في وجه التحديات العالمية

جاءت كلمة الرئيس الصيني في وقت يشهد فيه العالم توترًا جيوسياسيًا وتراجعًا في الثقة الدولية. وفي هذا السياق، حرص شي على التأكيد أن الصين لا تنغلق خلف حدودها، بل تمد يدها لدول الجوار والعالم، ساعية إلى تحقيق “التنمية المشتركة” بدلًا من التنافس الصفري.

لقد كرّر شي موقف الصين الداعم للتعددية الحقيقية، ورفض الهيمنة والضغوط الأحادية، مشيرًا إلى أن مستقبل الأمن الإقليمي لا يصنع بالتحالفات العسكرية بل بالشراكات الاقتصادية والثقة السياسية المتبادلة.

منتدى يتحول إلى منصة إستراتيجية إقليمية

منتدى الصين-آسيا الوسطى، الذي انعقد هذا العام وسط حضور رفيع من قادة الدول، لم يعد مجرد منصة للتعاون الاقتصادي، بل بات واجهة دبلوماسية تعكس تحول موازين القوى العالمية نحو الشرق. وتحمل مشاركة الصين ورسائل قيادتها في المنتدى دلالة واضحة على رؤيتها الطويلة الأمد لعلاقات أكثر توازنًا، تقوم على احترام السيادة، وتبادل المنفعة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

الصين تكتب فصلًا جديدًا في دبلوماسية التنمية

كلمة الرئيس الصيني لم تكن موجهة فقط لدول آسيا الوسطى، بل كانت رسالة إلى العالم بأن الصين تنظر إلى المستقبل بعين الانفتاح والتعاون لا الصراع والمواجهة. من خلال هذا المنتدى، تضع بكين الأسس لتحالف تنموي إقليمي قائم على المصالح المتبادلة والمصير المشترك، وتعيد صياغة دورها كقوة داعمة للاستقرار والنمو في عالم تتغير خرائطه بسرعة.