بداية توقف انتاج البترول بسبب ارتفاع سعر الغاز
عبدالعزيز صبره الرفاعي الأموالتحولت مصافي البترول الكندية إلى انتاج الخام الخفيف بسبب ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي الذي يستخدم في عمليات المعالجة لخام النفط
وبدأت المصافي تبحث في ساحل خليج المكسيك والغرب الأوسط وشرق كندا عن خامات النفط الخفيفة والتي تتميز بنسب اقل من الكبريت وذلك هربا من استخدام الغاز الطبيعي بعد صعود سعره بمستويات زادت معها تكلفة معالجة برميل النفط الواحد بـ6 دولارات
وكثيراً ما يتساءل الناس عن العلاقة بين الغاز الطبيعي والبترول من جهة الأسعار، فبرغم أن كلا منهما مصدر للطاقة، وكلا منهما بهذا يعتبر بديل للآخر، ومن هنا فالعلاقة تبدو طبيعية، فإذا ارتفع سعر الأول فمن المؤكد سيزيد سعر البديل الثاني.
ولكن، إذا أضفنا إلى ما سبق أن معظم الأجهزة والمنشآت الصناعية التي تعمل بالغاز الطبيعي، لا تعمل بالبترول في الغالب، أو لا يمكن استبدال مشتقات البترول مثل البنزين والسولارأو حتى المازوت بالغاز الطبيعي لفترات طويلة، إذ يكون ذلك سببا في تدمير المنشآت والمعدات مثل محطات توليد الكهرباء كواحد من أكبر مستهلكي الغاز، وكذلك بعض الصناعات مثل الحديد والصلب والأسمدة والتي يدخل فيها الغاز الطبيعي كمدر طاقة ووقود وفير، أو كمادة خام.فهنا تبدو العلاقة غير متلازمة .
وقدر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان حجم التحول من إستخدام الغاز الطبيعي إلى البترول بين 500 ألف و600 ألف برميل يومياً فقط.
وأضاف الأمير عبد العزيز أن صعود أسعار الوقود بمختلف أنواعه بسبب انخفاض الاستثمارفي الهيدروكربونات وتراجع المخزونات وتزايد الطلب بسبب بداية تعافي الاقتصاد العالمي من آثار جائحة كورونا.
وأكد الأمير عبد العزيز بن سلمان "أن العالم بحاجة للاهتمام بجدية بتأمين الامدادات..وأن العالم سيظل بحاجة للوقود الأحفوري وأن مخزونات البنزين والغاز منخفضة".
وعلى مدى الأسابيع التسع الحالية ارتفعت أسعار البترول إلى 86 دولارا للبرميل كأعلى سعر منذ 7سنوات ، بسبب زيادة الطلب بعد تعافي العالم من كورونا ووبداية أزمة طاقة في العالم في شقين أوروبي وأسيوي، إذ بدأت في أوروبا مع توقعات برفض روسيا زيادة شحنات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، المقبلة على فصل الشتاء، ما لم تقتنص موافقة الجهات التنظيمية لبدء تشغيل خط أنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل.
وكذلك بدأت الأزمة في أسيا بنقص حاد في الفحم الحراري في الصين وفي الهند.
وووضع الارتفاع الحاد في أسعار الغاز الطبيعي، إنتاج البترول في خطر، لانه تسبب في خفض أرباح البترول، وتآكل الأرباح التي تجنيها بعض مصافي النفط من الوقود، حيث يستخدم في عمليات المعالجة لخام البترول .
والغاز الطبيعي (الميثان) يستخدم بشكل أساسي في صناعة الهيدروجين والذي يستخدم بدوره في مصافي النفط في آلات إنتاج الديزل، في عملية تسمى بالتكسير الهيدروجيني والمعالجات المائية، وتساعد على التخلص من الكبريت.
ونتج عن زيادة سعر الغاز الطبيعي إلى زيادة تكلفة معالجة برميل النفط من الكبريت العالي بنحو 6 دولارات، بزيادة تكلفة هذه العملية بعشرة أضعاف ما كانت عليه قبل عامين.
وبذلك تدخل أزمة الطاقة في حلقة جديدة وتزداد تعقيدا وتشابكا، لتدور ارتفاعات أسعار كلا من الغاز الطبيعي والبترول في دائرة لا تنتهي، و يدفع كلا منهما الآخر.