الأموال
الخميس، 18 أبريل 2024 04:28 مـ
  • hdb
9 شوال 1445
18 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : حسابات المكسب والخسارة فى العدوان الصهيونى والمقاومة الفلسطينية (٣)

الأموال


تثبيت التهدئة مرهون بوقف جرائم الحرب الإسرائيلية
وسط كل هذه الجهود الحثيثة والتحركات الدؤوبة السياسية والدبلوماسية والأمنية التى تقوم بها مصر فى الوقت الراهن لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية مع الاستعداد لبدء عملية إعادة إعمار غزة والتي بلغت ذروتها بزيارة الوزير عباس كامل مدير المخابرات العامة لكل من تل أبيب ورام الله وغزة والتى سبقها المباحثات التى أجراها سامح شكرى وزير الخارجية مع وزير الخارجية الإسرائيلى في القاهرة.. وسط كل هذه الجهود والتحركات فإن نجاحها يبقي رهنا بوقف الممارسات والاستفزازات القمعية والعنصرية الإسرائيلية فى القدس وضد المواطنين الفلسطينيين والمسجد الأقصى.
إن ما يثير القلق هو أن نتنياهو يريد أن يكون الرابح الوحيد من وقف إطلاق النار بالحصول علي مكاسب سياسية وأمنية وعسكرية فى مقدمتها اشتراطه الربط بين بدء إعادة إعمار غزة والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدي حماس وبمعزل عن إجراء صفقة لتبادل الأسرى مع الأسرى الفلسطينيين وذلك دون أن يقوم بأى مبادرة حسن نية تشير إلى تغيير حقيقى في الممارسات الصهيونية، ثم إنه بدا واضحا أنه يريد أن يدس أنفه في عملية الإعمار من خلال حديثه عن الآلية التى يجرى من خلالها هذا الإعمار وهو الأمر الذى يكشف عن رغبة في تجريد حماس من أسلحة المقاومة، وهو بذلك يريد أن يمارس سلطة احتلال على غزة المحررة غير الخاضعة لإسرائيل وإن كانت تحت حصارها برا وبحرا.
< ‫<‬ ‫<‬
هذا التوجه الصهيونى من جانب نتنياهو والذى يستهدف استمرار سطوة إسرائيل بقدر ما يستهدف عرقلة جهود التهدئة والإعمار.. يتعين أن يواجه بقوة وبحسم من جانب القوى الإقليمية والدولية المعنية حتى لا تظل إسرائيل الدولة المارقة الوحيدة فى العالم وأن تعتبر نفسها فوق القانون والشرعية الدولية بدعم من الغرب الأوروبى والأمريكى المنحاز لها والمتواطئ معها علي طول الخط بعد أن زرعها فى قلب المنطقة العربية علي حساب الشعب الفلسطينى وفوق أرضه.. نائبا عن الاستعمار القديم.
‫<‬ ‫<‬ ‫<‬
وفى نفس الوقت فقد بدا مرجحا وكما أسلفت فى الأسبوعين الماضيين أن خلافا سوف يتفجر بشأن آلية إعمار غزة سواء بين السلطة الفلسطينية في رام الله وبين حماس وفصائل المقاومة الأخرى في غزة من جهة، وبين الأطراف الأخرى فى ضوء اشتراطات نتنياهو وفي ضوء الموقف الأمريكى الذى يشترط أن تجرى عملية الإعمار من خلال السلطة الفلسطينية باعتبارها السلطة الشرعية وبعيداً عن حماس، مع ملاحظة أن حماس تعتبر نفسها شريكا أصيلا في عملية الإعمار خاصة بعد المعركة التي خاضتها لصد العدوان الإسرائيلى ودفاعا عن المسجد الأقصى ومدينة القدس.
‫<‬ ‫<‬ ‫<‬
ولذا تأتى أهمية الدور المصرى أولا لأنه من الواضح أن مصر هى التى ستتولى آلية إعادة الإعمار بالتنسيق مع الفلسطينيين جميعا وثانيا لتحركها نحو إنهاء الانقسام الفلسطينى واتمام المصالحة بين منظمة التحرير وفتح والسلطة فى رام الله وبين حماس ودهس أحدهم كان يلهو بدراجاته ويرفع علم فلسطين أمام باب العمود.. بينما لاتزال دماء عشرات من ضحايا العدوان علي غزة الذين استشهدوا جراء قصف الغارات الحربية وبينما لاتزال أرواح ٦٧ طفلا تفضح جرائم الكيان الصهيونى.
ولقد كان لافتا قيام صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بنشر صور هؤلاء الأطفال ضحايا العدوان الإسرائيلى فى تقرير مفصل، بينما كان لافتا أكثر أن تعيد صحيفة هآارتس الإسرائيلية نشر ما نشرته الصحيفة الأمريكية وهو الأمر الذى أثار غضب اليمين الإسرائيلى الذى وصف «هآارتس» بأنها صحيفة حماس.
وفي هذا السياق جاء قرار مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بفتح تحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة وبقية الأراضى الفلسطينية المحتلة، غير أنه من المؤسف أن تعترض الولايات المتحدة على هذا القرار وهو الأمر الذى يكشف خللا فادحا وفاضحا في توجهات الرئيس بايدن وإدارته لتغيير السياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحل الدولتين.
ثم إنه كان لافتا أيضا توقيع رؤساء حكومات ووزراء أوروبيين سابقين على وثيقة تدعو إلى وقف الدعم الذى تتلقاه إسرائيل للاستمرار فى سياساتها وممارستها العنصرية في نفس الوقت الذى اعترضوا فيه على اتهام إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية بمعاداة السامية وهي التهمة التي ظلت إسرائيل ترهب بها كل من يدين جرائمها فأبطلها رؤساء الحكومات الأوروبيون السابقون.
‫<‬ ‫<‬ ‫<‬
يبقي أن أهم ما يتعين الانتباه إليه وسط التحركات السياسية الجارية هو عدم الفصل بين جهود تعزيز وقف إطلاق النار والتهدئة بما فى ذلك عملية إعادة إعمار غزة من جهة وبين التزام إسرائيل بوقف الممارسات العنصرية والقمعية ضد سكان القدس وكل الفلسطينيين من جهة أخرى، إذ إنه بدون الربط بين المسارين وعلى نحو متزامن فإن ذلك يعد مكافأة مجانية للكيان الصهيونى واستمراراً لدوران القضية الفلسطينية في حلقة مفرغة دون التوصل للحل النهائى وإقامة الدولة، وذلك هو مكمن الخطر أو بالأحرى الفخ الصهيونى الذى يمكن أن تقع فيه جهود التهدئة وقد يكون ذلك ما يخطط له نتنياهو فى نهاية المطاف، لذا يلزم التنويه والتنبيه والتحذير.
‫<‬ ‫<‬ ‫<‬
ولذا تأتى أيضا أهمية الدور المصرى حيث جاءت رسالة مصر شديدة الوضوح على لسان وزير خارجيتها خلال مباحثاته مع نظيره الإسرائيلى حيث تضمنت مطلبين أساسيين.. الأول ضرورة وقف أى ممارسات تؤدى لتصعيد الأوضاح فى الأراضى الفلسطينية.. والثانى ضرورة اتخاذ تدابير لتعزيز التهدئة تمهيداً للعودة إلى المسار السياسى والحل النهائى بإقامة الدولة الفلسطينية وبذلك فإن استجابة إسرائيل وتجاوبها مع الرسالة تعد استكمالا لازمًا لما تم التوصل إليه بوقف إطلاق النار وتعزيزاً له.
‫<<‬ ‫<‬
خلاصة القول هى أن التهدئة الحالية بين المقاومة وإسرائيل تبقي قابلة للتجدد في أى لحظة طالما استمرت تل أبيب في ممارساتها العنصرية والقمعية والاستيطانية، ومن ثم فإن السؤال الملح هو: ماذا عن وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل على الشعب الفلسطينى والإجابة عن هذا السؤال هى بيت القصيد في كل التحركات الجارية حاليا، حيث من غير المقبول أن تكون إسرائيل هى الرابح الوحيد علي حساب الشعب الفلسطينى بالمقاومة التى نجحت في إعادة الزخم المفقود للقضية.

..وحكومة التغيير الإسرائيلية تنهى حقبة نتنياهو
بإعلان يائير لابيد زعيم حزب «يوجد مستقبل» والجريدة ماثلة للطبع عن نجاحه في تشكيل حكومة ائتلافية جديدة فإن تغييرا دراماتيكيا كان متوقعا قد جرى في المشهد السياسى الإسرائيلى أنهى حقبة نتنياهو.. المتهم في قضايا فساد والمهدد بالسجن
غير أن عامل الضعف فى هذا الائتلاف الحكومى الذى يضم سبعة أحزاب من اليمين والوسط واليسار.. بينها القائمة العربية الموحدة لأول مرة هو ما بينها من اختلافات سياسية وتباينات أيديولوجية عميقة، بينما لا يجمع بينها سوى هدف واحد وهو إقصاء نتنياهو عن السلطة بعد ١٢ عاما أمضاها فى رئاسة الحكومة.
ولذا فإن ثمة تحليلات سياسية إسرائيلية لا يمكن إغفالها ترجح فشل هذا الائتلاف الحكومى الذى يوصف بـ«الهش» ما لم تتمكن هذه الحكومة الجديدة من التماسك وتجاوز التباينات السياسية والأيديولوجية سواء على صعيد القضايا الداخلية أو فى مواجهة أهم ما يواجهها من تحديات بشأن التعامل مع الفلسطينيين.
غير أنه يبقي من المهم فلسطينيا عدم الإفراط في التفاؤل بإقصاء نتنياهو ومجىء الحكومة الجديدة ومن ثم التعويل كثيراً أو قليلاً علي تغيير ملحوظ في مسار الصراع خاصة فيما يتعلق بالاستيطان والقدس والمسجد الأقصى وغزة المحاصرة وبالتالى حل الدولتين..
وللحديث بقية..

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE