الأموال
الجمعة، 26 أبريل 2024 02:15 مـ
  • hdb
17 شوال 1445
26 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

مركز الأموال للدراسات

الداعية د.خالد راتب يوضح جزاء الصدق وكيف نكون من الصادقين

الأموال

الداعية الدكتور خالد راتب يشرح. في خطبة الجمعة اليوم جزاء الصدق وكيف نكون من الصادقين فيقول ..

• أولا: حقيقة الصدق: استواءُ السِّرِّ والعلانية.

• ثانيا: مجالات الصدق:

1- الصدق في الأقوال: هو مطابقة الأقوال مع الواقع من غير تحريف. وقد رُوِي عن عائشة -رضي الله عنها - قالت: "يُعرَف المؤمن بوقاره، ولين كلامه، وصدق حديثه".

2- الصدق في الأعمال: وهو استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد.

3- الصدق في الأحوال والنيات والهمم: وهو استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطاقة فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق ، { فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ }. ( محمد:21 ).

• ثالثا: كيف نكون من أهل الصدق:

هناك وسائل مهمة إذا طبقها الإنسان كان من أهل الصدق، منها:

1- أن يقيس نفسه على مجالات الصدق الثلاثة وهي: الصدق في الأقوال، و الصدق في الأعمال، والصدق في الأحوال والنيات والهمم).فإذا اختل مقام من هذه المقامات فلابد أن تحاسب نفسك وتقومها؛ لتكون مع الصادقين، فهذا أمر إلهي ،قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة: 119).وهذه الأمور تحتاج إلى مجاهدة ومثابرة.

2- حدد هدفك وسدد وقارب: تحديد الهدف بداية كل نجاح ،والهدف الأسمى لكل مسلم أن يكون مستقيما في أقواله وأفعاله وأحواله ونيته ،استقامة لا عوج فيها ولا انحراف، استقامة كما أمرنا لا كما نريد، قال تعالى:" فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْت"( هود : 112)، فينبغي أن يجتهد الإنسان في القرب من الاستقامة إن لم يقدر على حقيقتها، قال –صلى الله عليه وسلم-:" سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله الجنة وإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل "( متفق عليه).

3- ارع قلبك واحفظه من الشهوات والشبهات وقوه بتقوى الله:

لا يصل الإنسان إلى حقيقية الصدق وهي استواء السر والعلانية إلا إذا صدق القلب في إيمانه وتقواه ،ومن هنا يجب على الإنسان أن يراعى قلبه ويحفظه من كل شهوة تضعف الإيمان، وكل شبهة تؤثر على اليقين والصدق.

4- راقب جوارحك: كل إنسان سيجد ما قدمه يوم القيامة محضرا ،قال تعالى:" يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا"(آل عمران : 30). فأعمال الجوارح ستعرض على الله ،فلا تجعل جوارحك شاهدة عليك بشر، وراقب هذه الجوارح وحاسبها قبل يوم الحساب، فحق على كل عبد أن يحفظ ألفاظه فلا يتكلم إلا بالصدق وكمال صدق القول الاحتراز عن المعاريض فقد قيل في المعاريض مندوحة عن الكذب وذلك لأنها تقوم مقام الكذب إلا أن ذلك مما تمس إليه الحاجة وتقتضيه المصلحة.

5- كن صادقا مع الله : " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " ،وصادقا مع نفسك، ولا تغتر بمدح الناس لك، ولا تحزن بذمهم ما دمت مستقيما، وصادق مع الناس فلا تخلف وعدا ،ولا تغش، ولا تخادع، وكن ناصحا أمينا.

6- اللجوء إلى الله :فقد أمر الله رسوله ﷺ أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق: وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً [الإسراء:80].وأخبر عن خليله إبراهيم-عليه السلام- أنه سأله أن يهب له لسان صدقٍ في الآخرين، فقال: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ[الشعراء:84].

7- معرفة فوائد الصدق في الدنيا والآخرة:

أ‌- الصادق أفضل الناس: عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: "قيل: "يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: "كلُّ مَخْموم القلب، صدوق اللسان..."(ابن ماجه).

ب‌- الصدق نجاة: "تحرَّوُا الصِّدقَ، وإن رأيتُم أنَّ فيهِ الهلَكةَ، فإنَّ فيهِ النَّجاةَ، واجتَنبوا الكذبَ وإن رأيتُم أنَّ فيهِ النَّجاةَ، فإنَّ فيهِ الهلَكةَ”(السيوطي /الجامع الصغير /3253). وما نجى الثلاثة الذين خلفوا يوم تبوك إلا صدقهم مع الله تعالى ورسوله.

ج- الصادقون هم المتقون:،يقول الله تعالى: "وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”(الزمر/ 33).

د- الصدق سبب لراحة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر : "الصِّدقَ طُمَأنِينَةٌ، وَالكَذِبَ رِيبَةٌ"( رواه الترمذي ، وقال : ( حديث صحيح ).

هـ- بالصدق تحل البركة : يقول -صلى الله عليه وسلم-:" الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا”(البخاري ومسلم).

و- الصادقون مخلدون في جنته، قال الله جلَّ وعلا:" هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "(المائدة: 119).

8- معرفة خطورة الكذب والنفاق:

عنْ أبي هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صلي الله عليه وسلم: "ثَلاثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمْ اللَّه يوْمَ الْقِيَامةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلا ينْظُرُ إلَيْهِمْ، ولَهُمْ عذَابٌ أليمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، ومَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِل مُسْتَكْبِرٌ"(مسلم).

وقَالَ - صلي الله عليه وسلم-:"و لا يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار"(متفق عليه).

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE