الأموال
الخميس، 25 أبريل 2024 09:32 صـ
  • hdb
16 شوال 1445
25 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

مركز الأموال للدراسات

رواية ”صرخة 2020” ترصد مخاطر الكورونا وتحذر  من وباء جديد 

الأموال


تعانقت فصوله بأيامه.. واختلط ليله بنهاره.. وتزاوج فرحه بألمه.. فسطر العذاب، وغيب السكينة، ووهب الفزع.. ولم ينمو طبيعياً فأعمى الأبصار بالإبهار.. وفقدنا معرفة الليل من النهار.. وصار اليوم كالساعة.. والشهر كالليلة.. والعام هو الزمن كله ماضيه وحاضره ومستقبله.. إنها حال لم تكتبها أنامل خيال، ولكنه واقع تجاوز المحال ولم يخطر ببال.. إنه المولود الذي تحدد عمره ويومه وساعته، كما تحدد موعد رحيله.. لكننا لا ندرى ماذا يُبقي في رحلته قبل أن يغادرنا؟!.. إنه العام 2020.. بتلك المشاهد أبحر الكاتب الصحفي بسام عبد السميع حول الحياة في 2020 بروايته الجديدة “ صرخة 2020” الصادرة عن دار الجمهورية للطباعة والنشر


وأضاف الصحفي بسام عبد السميع : بدأت مظاهر قدومه مع رحيل شقيقه وسابقه العام 2019.. فاعتقدنا أن هذه المظاهر ملامح حمل كاذب!!.


كما ظن كثيرون أنها صحوة قبل الموت لعام 2019، فتعاملنا مع هذه الإشارات على أنها طبيعة الأشياء.. واعتقدنا أنه سيعقبها إشارات مضادة لأن الأشقاء يتنافسون وقد يقتتلون.. فأسقطنا سلوكنا على الزمان فنحن بني البشر أفضل المخلوقات يقتتل فينا الأشقاء!!.


وقال الصحفي بسام عبد السميع :” إننا نعتقد أن الموبقات حينما تنتشر وتزدهر فإنها من قبيل طبيعة الأشياء، فكان الانسجام برؤية الصراع بين 2019 و2020 من قبيل أنفسنا، فالوريث يأمل بذهاب من يرثه .


ومضى يناير 2020 وبدأ البعض من الأسرة البشرية يسمعون صراخ المولود، الذي نما بصورة مذهلة فاقت الذكاء الاصطناعي وسرعة الصوت!!.


وجاء فبراير فاعتقدنا أنها صرخة مولود تعرض لولادة قيصرية.. وما إن قارب المولود 25% من عمره المعدود، أغلق الجميع قصوره وأبوابه وطرقاته.. وتحول النهار إلى ليل من أزمان الرعب.. وأعلن الجميع أسفه وندمه على غفلته، ليتحرك المولود الذي صار عملاقاً بخطوات كأنه الريح فاهتزت له الأرض !!.


وتساءل الكاتب : هل فهمنا صراخه؟! .. وهل وعينا رسالته، أم مانزال نفقه الأشياء على رغباتنا ؟!!.. وهل يصرخ القاتل؟!.. وهل نسمع صوته؟!.. وهل نفسر نغمات الصوت ؟!!.. ولم أستكمل تساؤلاتي حتى فاجأني صوت من أعماقي قائلاً : ألم نصرخ من العام 2020 ؟! ونحن الذين نسارع في القتل !! .. ألم نتألم ونرتعد من الفيروس "كورونا" ونحن الذين صنعنا آلات التدمير وفيروسات الإهلاك ؟!!.


إنها مفارقة عجيبة أن يصرخ القاتل.. فمن يفسر الواقع من المدعين بعلم الأحلام والمنام، فقد توفرت الصور والإشارات والدلالات والضحايا والإصابات!!.


ومع انقضاء 75 % من رحلته المقررة سلفاً، وعودة حركته المتسارعة لورقته الرابحة "كورونا".. نعيش بين الرجاء والخوف، والانكماش والاندفاع.. فترتسم على شفاهنا حروف العبارات التي تسكن القلوب في مشهد الغروب، مرددين : هل سيستكمل 2020 عجائبه فيصحب معه الوباء لنودعه سعداء، رغم إيلامه لنا جميعاً.. أم يمضي ملتزماً بطبيعة تغيراته وتناقضاته في رسالة لنا بضرورة الالتزام.. أم سيستمر على حال غير معلوم وغير متوقع؟!!.


إنها المرة الأولى، التي ترغب البشرية فيها بحدوث التناقض أملاً في عودة الحياة إليها بعد رحيلها بسبب 2020.. فقد احتفلنا بميلاده قبل قدومه وتألمنا لوجوده وقلنا :"ليته لم يأت".. لكنها الحياة ستمضي وسنمضي، فكلانا راحل بعد أن يؤدى مهمته أو يخوض اختباره !

وأضاف الكاتب الصحفي بسام عبد السميع : قرأت بشائره وتحذيراته، لكنني اعتقدت كغيري أنها لن تصيبنا، ولن تزورنا!!.. واعتبرتها ملامح وإشارات ليست له، وأنها أحوال طبيعية وتلقائية سواء له أو لغيره، كحال سابقيه، إلا أنه مع ميلاده أطلق صرخات متقطعة لم يستطع أحد من المختصين والرعاة لهذا النوع من المواليد أن يرسم الملامح ويتنبأ بالمستقبل رغم ضجيجهم وعويلهم ونحيبهم وأكاذيبهم!


وكان هذا المولود هو النجم الأول، والمؤثر الأول، والقاتل الأول، والمرعب الأول، عبر ذراعه الممتدة "كورونا"، والذي حقق أرقاماً قياسية في مشاهديه ومتابعيه.


وأرعب كورونا أكثر من 7 مليارات نسمة، وخاض مباراة شارك فيها الجميع موزعاً بين متابع؛ ومشاهد؛ ومستمع ؛ ولاعب.. وكان سكان الكوكب يشكلون الفريق والجمهور معاً.. وكان هذا المولود هو الفريق المقابل، الذي يحرز الأهداف رغم تكاتف عناصر الدفاع وكثرتها.


وتهتز منطقة الشرق الأوسط عقب صراخ 2020 بنحو 64 ساعة؛ وبصورة مفاجئة ليعلن المولود عنوانه الدائم "المفاجأة" لكنها دوما كانت مؤلمة، فيبدأ بمقتل قاسم سليماني.. وسقوط الطائرة الماليزية.. وسكون الكوكب.. وظهور الوحوش والطيور في شوارع العواصم العالمية ضمن حلقات يومية …

مصر للطيران
بنك الاسكان
NBE