الأموال
الخميس، 25 أبريل 2024 08:53 صـ
  • hdb
16 شوال 1445
25 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : التعايش مع كورونا.. المحاذير والتدابير

الأموال


مع العودة إلى تمديد ساعات الحركة وتقليل ساعات الحظر بداية من أمس «السبت»، وبعد انتهاء الحظر الشامل الذى عاشته مصر طوال الأسبوع الماضى واستمر ستة أيام، فإن مرحلة جديدة بدأت فى الحرب على كورونا أو بالأحرى فى التصدى لعدوان ذلك الفيروس القاتل مع دخول البلاد مرحلة جديدة من تزايد معدلات الإصابة حسبما تشير الأرقام مؤخرا وحيث تشير التوقعات إلى ارتفاع منحنى الوباء.
المثير للقلق خلال الفترة القادمة هو أنه كان لافتًا بشدة استهانة أعداد كبيرة من المصريين في التعاطى مع الإجراءات الوقائية خلال الأسابيع الفائتة، حيث لم يلتزم هؤلاء بارتداء الكمامات فى أماكن التجمعات والأسواق التى اكتظت بالمترددين عليها إضافة إلى إصرار البعض على إقامة الأفراح والحفلات فى كثير من الشوارع الخلفية فى المدن وفى كثير من القرى فى سائر المحافظات فى تحد لقرار الحظر والإغلاق.
< < <
ثم إنه بدا واضحًا التحايل على قرار الحظر الشامل خلال أسبوع العيد المنقضى ووقف وسائل النقل العام، إذ إن القرار الذى لم ينطبق على السيارات الخاصة كان بمثابة ثغرة فى جدار الحظر الشامل نفذ منها الكثيرون بالسفر إلى المنتجعات وبما قلل كثيرًا من جدوى وفلسفة وهدف الحظر فى ذلك الأسبوع.
لقد غاب عن قرار الحكومة بالحظر الشامل فى أسبوع العيد أن المصريين معتادون على السفر إلى المدن الساحلية والقرى قبل بدء العيد بأيام، ولذا فقد كان ضروريًا أن يبدأ الحظر قبل العيد بعدة أيام تحقيقًا للهدف منه على نحو أكثر دقة وفائدة في سياق التصدى لتفشى الفيروس.
< < <
إن أهم وأخطر مرحلة فى التصدى لتفشي الوباء هى التى سوف تبدأ بعد أسبوعين، حيث يبدأ التعايش مع الفيروس مع عودة الحياة الطبيعية والتى تبدأ بامتحانات الثانوية العامة والدبلومات الفنية ثم امتحانات السنوات النهائية بالجامعات، وحيث يتعين أن تكون تجربة ناجحة فى كل مواقع الإنتاج والجهاز الإدارى والمصانع والأسواق والتجمعات ووسائل النقل العام، حيث ينجح المصريون فى تجربة التعايش التى اتجهت إليها دول العالم تباعًا بما فى ذلك التى كانت أكثر تضررًا من الوباء.
< <<
ومع بدء مرحلة التعايش مع الفيروس فى مصر فإنه يتعين الانتباه إلى محاذير كثيرة ومهمة حتى تمر هذه المرحلة بأمان وبأقل الأضرار من الإصابات والوفيات ريثما يتم انحسار الفيروس والقضاء عليه نهائيًا.. آجلا أو عاجلا.
فى مقدمة تلك المحاذير استمرار سلوكيات الاستهانة بالإجراءات الوقائية التى باتت بالغة الأهمية خلال فترة التعايش باعتبار أنها وحدها الكفيلة بمنع تفشى الوباء، مع ملاحظة أن إصابة مواطن واحد ربما تعنى إصابة عشرة آخرين على الأقل وهكذا تتزايد معدلات الإصابة فى متوالية لا نهاية لها.
وفى نفس الوقت يأتى إهمال النظافة الشخصية بداية من غسل الأيدى بالماء والصابون باستمرار ثم تطهير الأسطح بما فيها الأحذية عند العودة من الخارج والأهم من ذلك ارتداء الكمامات فى أماكن التجمعات ووسائل النقل العام.
ورغم أن كل تلك الإجراءات الوقائية باتت متواترة ومعلومة للجميع من كل الطبقات الاجتماعية والثقافية والتي تبثها وسائل الإعلام ليلا ونهارا على مدار الأربع والعشرين ساعة، فإنه لم يعد مقبولا تجاهل الالتزام بها خاصة في مرحلة التعايش مع الفيروس.
< < <
لعله لم يعد خافيًا أن التغافل عن تلك المحاذير وهذه الإجراءات الوقائية واللتين تمثلان الحد الفاصل بين الحياة والموت سيكون له عواقب وخيمة من شأنها دخول مصر مرحلة خطيرة من تفشى الوباء وعلى النحو الذى يصعب معها بل يستحيل مواجهته ومواجهة تداعياته وحيث من الممكن أن تصل معدلات الإصابة والوفيات إلى مستويات كبرى مثلما حدث في أمريكا وأوروبا ثم فى البرازيل ودول أمريكا اللاتينية حاليًا، مع ملاحظة الفارق بين إمكانيات تلك الدول وإمكانيات مصر على سبيل المثال.
< < <
بعد ذلك ومعه تبقى التدابير المطلوبة والضرورية التى يتعين على الحكومة والسلطات الصحية الاهتمام بها على نحو أفضل بكثير مقارنة بالفترة الماضية، لعل فى مقدمتها توفير الكمامات والقفازات للمواطنين وبأسعارها الحقيقية غير المبالغ فيها السابقة على تفشى الوباء، وحيث لم يكن سعر الكمامة يزيد على جنيه واحد، بل إن من الضرورى توفيرها وتوزيعها بالمجان حتى تكون في متناول محدودى الدخل والفقراء غير القادرين على شرائها، خاصة بعد أن تقرر ارتداؤها إجباريًا في الأماكن العامة ووسائل النقل.
< < <
وإذا كانت التجربة طوال الأسابيع الماضية قد أظهرت نقصًا ملحوظًا وشديدًا فى أماكن وإجراءات ومستلزمات العزل الطبى سواء فى المستشفيات أو غيرها، فإن مواجهة هذا النقص والذى بدأت بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية تستلزم مزيدًا من المواجهة على أرض الواقع خاصة مع دخول مرحلة تزايد معدلات الإصابة.
< < <
ويبقى الأهم فى تلك التدابير هو ضرورة توفير وسائل الحماية والوقاية للأطباء والممرضين الذين يواجهون خطر الإصابة والوفاة جراء مخالطتهم وعلاجهم للمصابين، وحيث تزايدت شكاوى الأطقم الطبية من النقص الشديد فى وسائل الحماية وفى أماكن عزل المصابين منهم.
ولعله حسنًا فعلت السلطات الصحية مؤخرًا بتخصيص طابق فى كل مستشفى عزل للطواقم الطبية، وهو الإجراء الذى يتعين تفعيله واستمراره.. حفاظًا على صحة وحياة الكوادر الطبية التي تقف على خط المواجهة الأول للفيروس.
< <<
إن الأمر جد خطير.. وخلاصة القول هى أن الانتباه جيدًا إلى المحاذير والاهتمام الكبير بالتدابير هما كلمة السر فى تحقيق الانتصار على كورونا ووقف تفشيه ريثما يتم انحساره ونهايته بفعل الطبيعة أو بالتوصل إلى علاج ولقاح، وحتى لا يتحول التعايش مع الفيروس إلى العكس من المستهدف وإلى ما يمكن وصفه بـ«التماوت».
< < <
حفظ الله مصر وشعبها ورفع عنها وعن البشرية ذلك البلاء.

مصر للطيران
بنك الاسكان
NBE