الأموال
الأربعاء، 24 أبريل 2024 06:10 صـ
  • hdb
15 شوال 1445
24 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

مركز الأموال للدراسات

الصيام من كتاب ”الإســلام” شريعة وطريقة وحقيقة  للامام صلاح الدين القوصى

الأموال

قال الامام صلاح الدين القوصى فى فريضة الصيام فى كتابه " الإســلام" شريعة وطريقة ان الصيام فى اللغة العربية معناه الامتناع ، أى الإمساك عن شئ ما، فالصيام عن الكلام مثلاً هو السكوت ، والصيام فى الدين معناه الامتناع عن كل ما يفطر من طعام وشراب وخلافهما، من فجر اليوم إلى غروب شمسه.
وقد فُرِضَ صيام شهر رمضان فى السنة الثانية لـلـهجرة بنص الآيات الشريفة (البقرة 183 إلى 185)
ولا يخفى ما فى الصوم من فوائد عظيمة ، سواء للصحة أو تربية النفس على العزيمة ، وقوة الإرادة والصبر ، وإحساس الغنى بجوع الفقير، والتعود على مراقبة الـلـه سبحانه وتعالى فى السر والعلن ، والشعور بوحدة الأمة الإسلامية كلها فى شهر رمضان. كما أن للصوم حكمة عالية أخرى ألا وهى خروج المسلم من صفاته البشرية من طعام وشراب وشهوات إلى التشبه بالملائكة ، ولذلك وضَّحَ الرسول r آداب الصيام بالامتناع عن الغيبة والنميمة والسب والغضب والانتقام للنفس ، وانشغال القلب بغير ذكر الـلـه ، أو بمعنى آخر هو الصيام عما يغضب الـلـه عامة من فعل أو قول أو ظن.
واضاف ورد فى فضل الصيام والصائمين آيات وأحاديث كثيرة ، منها مارواه البخارى فى الصحيح ، عن أب هريرة،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". بمعنى أن كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لـلـه جل شأنه وسيجزيه به ، ليس بعشر أمثاله أو بسبعمائة ضعف ، بل بما يشاء الـلـه تعالى من الفضل العظيم، ويكفى الصائم جـزاءً أن نومه عبادة ، وصمته تسبيـح() ، وأن فى الجنةبـابــاً اسمه الريان لا يدخله إلا الصائمون.
أما ما ورد عن فضل شهر رمضان فلا يُعَدُّ ولا يحصى ، ويكفى أن أوله مغفرة ، وأوسطه رحمه ، وآخره عتق من النار ، وإذا أَهَلَّ شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وأُغلقت أبواب النار وقيدت الشياطين وقيل للجنة تزيَّنِى للصائمين ، وفضل ليلة القدر لا ينكر.
ولذلك شدد الدين على المفطر بغير عذر فى رمضان ، وأفتى بعض الأئمة بأنه إذا أصر على الإفطار بدون عذر وجب قتله ، وجعل كفارة إفطاره عن اليوم الواحد هى صيام شهرين متتابعين غير صوم يوم بدلاً عن الذى أفطر فيه ، أو إطعام ستين مسكيناً لكل منهم وجبتان من أوسط ما يأكل هو عادة.
ورغم هذا فإنه لا يكون قد أوفى اليوم الذى أفطره حقه.
وقال عن أقسام الصيام ينقسم الصوم إلى فرض، وسنة، ومكروه، وحرام:
الفرض
السنة (التطوع أو النفل) ومنه
المكروه منه
الحرام
1- صوم شهر رمضان.
2- صوم الكفارةمثلكفارة اليمين.
3- الصوم المنذور (مثل من نذر لـلـه أن يصوم يوماً أو أياماً لحاجة فى نفسه ).
1- صيام ستة أيام من شوال سواءمتصلةأو منفصلة عن بعضها.
2- صوم يوم عرفة لغير الحاج.
3- صوم يومى 9 ، 10 من المحرم .
4- صوم أيام 13 ، 14 ، 15 من كل شهر عربى.
5- صوم يومى الإثنين والخميس.
6- صوم يوم 15 شعبان.
7- صوم يوم 27 رجب.
8- التسع الأول من شهر ذى الحجة.
9- صيام ثلاثة أيام من الأشهر الحرم ( وهى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب ) والإكثار من الصوم فى الأشهر الحرم أفضل.
10- الإكثار من الصوم فى شهرى رجب وشعبان.
1- صيام يوم الجمعة منفرداً.
2- صيام يوم السبت منفرداً.
3- صيام يوم عاشوراء بدون التاسع من محرم.
4- مواصلة الصوم بالليل إلى اليوم التالى
5- صوم يوم المولد النبوى.
6- صوم الضيف المقيم بدون إذن صاحب المنزل.
7- صيام التطوع إذا كان عليه صوم قضاء من رمضان أو نذر.
8- صيام يوم ( 30 شعبان) قبل شهر رمضان ( يسمى يوم الشك).
1-صيام يوم عيد الفطر أو عيد الأضحى وأيام التشريق.
2- صـــيـــــــام المــرأة تطوعاً بـــــــدون إذن زوجها أو مع عــــــدم رضــاه عنه ( إلا إذا كـــانغــائبــــاً عنـــــــها) .
3-صيام الحائض والنفساء.




وقال صوم رمضان
صوم رمضان فرض على كل مسلم ومسلمة بالشروط التالية
1- أن يكون بالغاً ( سن البلوغ فى مصر يبدأ فى المتوسط من 13 إلى 15 سنة ).
2- أن يكون عاقلاً.
3- أن يعلم بدخول شهر رمضان.
4- أن يكون خالياً مما يمنع الصيام مثل ( الدورة الشهرية أو النفاس عند المرأة ).
ومنكر الصوم يعتبر كافراً ، والمفطر فى رمضان بغير عذر مما سيأتى تفصيله يسجن ويقام عليه الحد بالجلد ، وأباح بعض الأئمة قتله ، ومن أفطر يوما من رمضان عامداً فيلزمه إعادة صيام يوم بدلاً عنه ، ثم صيام شهرين متتاليين ، أو إطعام ستين مسكيناً لكل منهم وجبتان من أوسط ما يأكل ( يلاحظ أن الأولى للغنى الصوم وللفقير الإطعام ، لأن الغنى لو أطعم المساكين فإن هذا لا يعتبر تأديباً له لكثرة ماله ، كذلك الفقير لو صام ستين يوماً لا يعتبر تأديباً له ، فلعله هو صائم بحكم ظروف معيشته المعسرة ، لذلك فالأولى له الإطعام ليذوق وبال أمره )
ومن أفطر يوماً فى رمضان لعذر مما سيذكر بعد ، فيلزمه قضاء اليوم أو الأيام التى يفطرها بدون كفارة ، ويلزم السيدات قضاء ما فاتهن من أيام رمضان أثناء الدورة الشهرية قبل دخول رمضان التالى ، وهو فرض فى عنقها حتى الموت.
ويثبت دخول شهر رمضان بإعلان ولى الأمر بذلك ، وإذا اتحدت مطالع الهلال فى عدة أقطار فيجب الصوم على كل الأقطار.
والصوم هو الإمساك عن إدخال شئ إلى جوفه ، سواء من فمه أوأنفه أو القبل أو الدبر ، ( كالحقنة الشرجية مثلاً ) ، وكذلك الإمساك عن الجماع وما شابهه ، وذلك من طلوع الفجر حتى أذان المغرب.
( الإمساك المعروف عندنا يكون قبل الفجر بزمن يسير ، ويفضل الالتزام به ، حيث أن أذان الفجر وكذلك أذان كل صلاة لا ينادى به إلا بعد دخول الوقت فعلاً بزمن يسمى وقت التثبيت ، فلو التزم الصائم بأذان الفجر ، فمعنى هذا أنه قد استمر على فطره زمناً من دخول وقت الفجر حتى الأذان ، والأحوط له أن يلتزم بالإمساك المشهور ).
وهناك أمور تفسد الصوم وتوجب على كل من فسد صومه إعادته مع الكفارة ، وأمور يفسد بها الصوم وتوجب القضاء بدون كفارة.
* ما يفسد الصوم ويوجب الكفارة ، وما لا يوجبها :
مما يفسد الصوم ويوجب الكفارة مع القضاء
مما يفسد الصوم ويوجب القضاء بدون كفارة
1- الأكل أو الشرب متعمداً برغبته فيهما.

1- أكل أو شرب شيئاً مما لا يتغذى به عادة مثل الأشياء النيئة أو ابتلاع عجين أو دقيق عفواً بدون قصد.
2- الجماع وإن لم ينزل منه شئ.
2- تناول دواء من الفم للتداوى بأمر الطبيب.
3- مجرد التقاء الختانين بين الرجل والمرأة وإن لم ينزل منه شئ.
3- دخول شئ إلى جوفه خطأ ، مثل ابتلاع الماء خطأ أثناء المضمضة أو الاستنشاق فى الوضوء، لأنه إهمال فى الحرص الواجب.
4- شرب أو ابتلاع أى شئ حتى ولو كانت سمسمة أو دواء ( بغير عذر مبيح للفطر ).
4- استعمال دواء من الخارج فوصل إلى جوفه أو رأسه ( مثل نقط الأنف ).

5- تدخين السجاير وما يماثلها.

5- إذا أكل شاكاً فى طلوع الفجر أو غروب الشمس ثم ظهر أن الفجر قد طلع أو أن الشمس لم تغرب.
6- إذا قبل أحداً وابتلع ريق من قبله.
6- إذا أنزل الرجل لسبب غير الجماع ، مثل القبلة أو المداعبة أو اللمس ، أما إذا كان الإنزال لمجرد التفكير أو النظر إلى عورة وخلافها ، فصومه صحيح ، إلا عند الإمام مالك وابن حنبل فيلزمه القضاء ، وإذا كرر النظر وكرر الإنزال فيلزمه الكفارة مع القضاء عند مالك وابن حنبل.
7- وصول شئ إلى داخل جوفه من غير المعتاد مثل الحقنة الشرجية وما يماثلها عمداً ( بغير عذر مبيح للفطر ).
7- إذا كان يصوم تطوعاً فى غير رمضان ثم أفسد صومه عمداً بأكل أو جماع فلا بد من إعادة اليوم ، ويكون القضاء واجباً عليه بعد أن كان الصوم تطوعاً أصلاً.
8- إذا كان يجامع أو يأكل أو يشرب ثم طلع الفجر ولم يمتنع عن الفعل فوراً ( إذا امتنع عن الفعل فوراً يكون صيامه صحيحاً ).
8- إذا وصل ماء أو شئ إلى داخل الجسم من قبل المرأة أو دبــر الرجــل ( مثل المبالغة فى الاستنجاء أو التنظيف حتى وصل الماء إلى الداخل ولو بدون قصد ).

9- لو أكل ما بين أسنانه من بقايا السحور وابتلعه.

10- إذا افطر لعذر ، مثل المرض الشديد ، أو خوف الهلاك من التعب ، مثل الحامل أو المرضعة ، بأمر من الطبيب.

11- بداية الدورة الشهرية للمرأة خلال النهار حتى ولو قبل أذان المغرب بدقائق.

* ما لا يفسد الصوم وما يكره للصائم فعله :
ما لا يفسد الصوم
مما يكره فعله للصائم
1- الاحتلام نهاراً.
2- إذا أنزل الرجل بمجرد النظر أو التفكير فى الجماع.
3- شم الروائح العطرية.
4- تأخير غسل الجنابة إلى ما بعد المغرب .
5- دخول غبار الطريق أو غربلة دقيق أو ذباب أو بعوض فى حلقه.
6- الاكتحال وإن وجد أثر الكحل فى حلقه.
1- تذوق شئ بلسانه ولا يصل إلى جوفه ( ولو وصل إلى جوفه فقد أفطر ) إلا لضرورة مثل الطاهى ، وعليه الاحتياط والحذر حتى لا يصل إلى الجوف.
2- مضغ شئ بلا عذر مع مراعاة ألا ينزل منه شئ إلى جوفه ، مثل مضغ المرأة الطعام لطفلها.
3- القبلة.
4- جمع ريقه فى فمه ثم ابتلاعه.
5- فعل ما يظن أنه يضعفه عن الصوم.
6- فعل ما يثير شهوته من نظر أو مداعبة أو تفكير .
7- التلفظ بألفاظ جارحة والسباب
( الغيبة محرمة حتى فى غير رمضان ) فتركها فيه أولى.
8- الإسراف فى الطعام فى الإفطار أو السحور.
9- ترك السحور ولو بالماء فإن فى السحور بركة.
* ما يستحب فعله للصائم :
1- السحور، وألا يكثر فيه، وأن يؤخره بقدر ما يمكنه.
2- تعجيل الإفطار بعد المغرب مباشرة وقبل الصلاة وأن يكون على شئ حلو أو الماء ثم يصلى ويأكل بعد ذلك ، ومن الدعاء المأثور عند الإفطار : الـلـهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وعليك توكلت وبك آمنت ، ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر ، يا واسع الفضل اغفر لى ، الحمد لـلـه الذى أعاننى فصمت ، ورزقنى فأفطرت.
3- تجنب السباب والغضب والجدل.
4- الاشتغال بالقرآن والذكر والاستغفار وقيام الليل بالصلاة والعبادة.
5- الاجتماع بالمسلمين فى التراويح وتدارس الدين وأحكامه والتعاون على التقوى والعبادة.
6- الإكثار من الصدقة على الفقراء وفعل الخيرات.
* الأعذار التى تبيح الفطر فى رمضان :
إذا أفطر المسلم فى رمضان بعذر شرعى مما سيأتى ذكره ، وجب عليه أن يقضى ما فاته من الأيام بعد انتهاء العذر ، فإن لم يستطع وكان العذر مستمراً وجب عليه أن يطعم بدلاً عن كل يوم مسكيناً واحداً بوجبتين من أوسط طعامه أو أن يخرج القيمة المادية لهما.
- والأعذار الآتية تبيح الفطر فى رمضان :
1- السفر :
إذا كان يزيد عن 81 كم ، واختلفت الأئمة فى أفضلية الصوم أو الفطر ، والجمهور على أفضلية الصوم إلا إذا عانى مشقة شديدة. كما أن الحنفية حرموا الفطر على من بيت نية الصوم وهو مقيم ثم سافر فى يومه، بينما أجاز أحمد بن حنبل هذا ، وعلى كل الأحوال عليه القضاء إذا أفطر.
2- المرض :
بأمر طبيب مسلم متدين متخصص ، بحيث يتأكد من ضرر الصيام على مرضه ، أو بتجربة له مع نفسه ، وتحقق الضرر من الصيام.
3- الحامل والمرضعة :
إذا كان الصوم يضر بصحتها أو يصحة الجنين أو الرضيع برأىطبيب مسلم متخصص متدين.
4- الشيخوخة :
وكبر السن وما يلازمها من ضعف.
5- المشقة الشديدة :
من بعض المهن ، مثل الخباز أو الحداد ومن فى حكمها ، إذا كان العطش يكاد يهلكه.
* ملاحظات :
من المعروف أن الصوم سر بين العبد وربه ، ومن حكمه العالية التدريب على مراقبة الـلـه سبحانه وتعالى فى السر والعلن حتى يرتقى العبد إلى مقام الإحسان، فيعبد الـلـه كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فالـلـه يراه.
فمن خرج بصيامه عن هذا المعنى فإنه وإن كان صائماً عن الأكل والشرب ولكنه لم يخرج بالثمرة المرجوة والمعنى الحقيقى للصيام. لذلك فإن الصائم يجب أن يراعى دائماً أنه فى ضيافة الـلـه، ويجب أن يكون ظاهره وباطنه مشغولين بالـلـه وعبادته. فالصائم حقاً هو من صام عن كل ما يغضب الـلـه، أى أنه صام عما سوى الـلـه تعالى.
لذلك كان الإسراف فى الطعام أو تسلية الصيام كما يقال بالمرح والملاهى يخرجان بالصيام من معناه ومقصوده تماماً. فرمضان شهر التقوى، شهر الرحمة والمغفرة، فطوبى لمن وفقه الـلـه فيه.
كما يلاحظ ما يلى :
1- عرفت مما تقدم جزاء الإفطار عامداً، أما من أفطر ناسياً أو أتى فعلاً يوجب الإفطار ناسياً، مثل من شرب أو أكل أو جامع ناسياً أنه صائم فإن فعليه أن يوقف الفعل بمجرد تذكره للصوم، فإن كان يشرب مثلاً وتذكر ترك الشرب فوراً ويظل صومه صحيحاً لم يفسد لقول رسول الـلـه r :
"ورفع عن أمتى ثلاث : الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"() . وقوله لمن أفطر ناسياً أنه صائم : "إنما هو رزق ساقه الـلـه إليه"() .
2- يجوز للمسلم أن ينوى الصيام تطوعاً اعتباراً من ضحى اليوم نفسه، أى أنه يجوز فى صيام النفل ألا يبيت النية على الصوم ، وقد كان رسول الـلـه r يسأل زوجاته صباح اليوم: هل عندهن من طعام، فيجبن بالنفى، فيقول: الـلـهم إنى نويت الصيام، وذلك بشرط ألا يكون قد شرب أو أكل أو فعل شيئاً يوجب الإفطار منذ فجر اليوم.
3- اختلف الفقهاء فى حكم الحقن فى الوريد أو العضل أو تحت الجلد ، والجمهور على أنها لا تفسد الصيام حتى وإن كانت مغذية، لأنها لم تدخل من المنافذ الطبيعية فى الجسم، وعلى العموم فالتحرز عنها أولى إلا للضرورة.
1

مصر للطيران
بنك الاسكان
NBE