نبيه صدقى يكتب : ”صرخة فتاة”  

بينما و أنا أسير في طريقى كعادتي متفكرا في مخلوقات الخالق تاليا ما في صدري من آيات الرحمن إذ بي تقع عيناي على فتاة من الفتيات وإذا بها هي أجمل ما في الوجود ووجهها كالقمر المنير أو قل وجهها كوجه الملاك وإذا بها تصرخ صرخات الثكلى واللؤلؤ والمرجان من عينيها ينزل كسيل من عل و أصابها إغماء مما أبصرت فهرع إليها البشر من كل حدب ينسلون و أصابهم عجب ودهشة.

فهرعوا مهرولين لإفاقتها فلما رد وعيها سألوها بلهفة ما الخطب يا صبية فردت عليهم بحسرة وبصوت يملأه شجون ممزوج بالأحزان كمزج الملح بالماء قائلة مما أبصرته ما جعل قلبي ينفطر وعيني عن الدمع لا تنقطع والأحزان لا تنفد .

ثم أصابها الصمت برهة فقالوا عجل واحك يا صبية لقد شوقت القلوب لما تقص وتحكيه يا صبية فأجابتهم بقلب مفطور وبعين دموع بينما وانا أسير في طريقي كعادتي وكأي فتاة صبية إذ بي تقع عيناي علي ذئاب بشرية بأبصارهم في مواضع جسدي محدقين بلا خجل ولا حياء وتسمع أذناي منهم كلمات لا فيها أدب ولا حياء متناسيين نظر الخالق وقوله الكريم _سبحانه _{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} سورة النور (30).

ومتناسيين حق الطريق كما بينه النبي العدنان _صلى الله عليه وسلم _(غض البصر وكف الأذى) إذا كان من شروط الطريق غض البصر فما بالك بالذي هو أفحش و أنكر وهذا يدخل في قوله _صلى الله عليه وسلم _(كف الأذى).

ثم قالوا ما الخبر بعد يا صبية قالت رأيت ذئابا بشرية بجسدي يتحرشون كتحرش ذئب بفريسته وكلما لجئت لمكان وجدتهم فلا من الخالق خافوا ولا من البشر اختشوا ولم يتخلقوا بأخلاق عنترة لما قال :

واغض طرفي ما بدت لي جارتي. حتى يواري جارتي مأواها

ونسوا ان المصطفى _صلى الله عليه وسلم _اوصانا ما لا ترضاه لنفسك فلا ترضاه للناس وما تحبه لنفسك فأحب للناس ونسوا كما تدين تدان والديان لا يموت ثم قالت الصبية هيا نرفع شعارا (لا للتحرش لاللتحرش لاللتحرش اعتبرني أمك بنتك أختك عمتك خالتك) .

اللهم احفظ بلادنا واحفظ جيشنا العظيم وامنها وكل أهلها وأرحم والدينا امين يارب العالمين