الأموال
الجمعة، 19 أبريل 2024 07:25 مـ
  • hdb
10 شوال 1445
19 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : الإنشاد الدينى.. الفرعونى والقبطى والإسلامى (2)

الأموال

الإنشاد الدينى القبطى

ومن الإنشاد الدينى الفرعونى.. تنتقل الكاتبة الصحفية مروة البشير إلى الإنشاد المسيحى القبطى وتوثيق بداياته، حيث نشأ مع نشأة الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، وأن الألحان القبطية بدأت مع القديس مار مرقص الرسول فى الإسكندرية التي كانت فى ذلك الوقت مركزًا ثقافيًا عالميًا، ولأنه كان مُلمًا باللغات العبرية واللاتينية واليونانية، فقد أقام مدرسة اللاهوت لتدريس الفلسفة والمنطق والطب والهندسة إلى جانب العلوم الدينية.

< < <

وفى وصفها للألحان الكنسية تقول المؤلفة إنها موسيقى تحرّك المشاعر وتخاطب الروح وتجذب العاطفة والإرادة نحو الله بقدر ما تثير الخشوع في النفس البشرية أثناء الصلوات الطقسية القبطية والتى تُعرف بالصلوات (الليتورجية)، وهى صلوات تقام بمصاحبة آلتين موسيقيتين فقط هما «الناقوس» و«التريانتو».

أما الكلمات الملحنة «الإنشاد» والتي تُسمى «الهزات» وتُتلى أثناء تلك الصلوات الطقسية، فهى نبرات لحنية.. الهدف منها تعميق الإحساس بالكلمات والصلوات والدخول إلى أعماق النفس لكى تذوب فى «الحضرة الإلهية» بخشوع وانسحاق.

< < <

تلك الألحان الكنسية تُعد تراثًا دينيًا مسيحيًا قبطيًا حفظته الكنيسة المصرية على مدى أكثر من عشرين قرنًا من الزمان، وسلمته جيلاً بعد جيل عبر القرون بطريقة التسليم والتقليد الشفاهى، ومن ثم استطاعت الحفاظ عليه طوال قرون الاضطهاد.

ولذا فإن المؤلفة من جانبها تعتبر أن حفاظ الكنيسة المصرية على الألحان والترانيم الكنسية القبطية طوال تلك القرون إنما يُعد معجزة حقيقية حسبما يشهد التاريخ بذلك، وحيث نجحت في الحفاظ على نغمات تتحرك في الهواء وتنتقل بين المشاعر والأحاسيس لمدة ألفى عام بينما لم تكن أجهزة تسجيل الصوت قد ظهرت بعد.

< < <

وعن اللغة التى تُؤدى بها الألحان فى الكنيسة المصرية تقول المؤلفة إنها اللغة القبطية فى الأساس إضافة إلي بعض الألحان باللغة اليونانية وهما اللغتان اللتان كانتا تستخدمان فى القرون المسيحية الأولى، غير أنه بعد دخول الإسلام إلى مصر تمت ترجمة بعض الألحان والترانيم (الإنشاد) إلى اللغة العربية وجرى تداولها لسهولة تركيبها اللغوى، وفى نفس الوقت فإن الكنائس المصرية تحرص على تدريس اللغة القبطية لاستخدامها فى الصلوات «الليتورجية» بوجه خاص.

< < <

وعن الترانيم المسيحية القبطية (الإنشاد) تقول المؤلفة إنها جزء منهم من العبادة المسيحية، إذ إنها كلمات تسبيح للرب، ومن بينها ترانيم كثيرة من الكتاب المقدس.. مثل ترنيمة «النصرة» وترنيمة «التوبة» وكلها تتحدث عن وجود الله الخالق.

أما أول ترنيمة فهى كما جاءت فى الكتاب المقدس عندما عبر النبى موسى عليه السلام وشعبه من أرض مصر إلى أرض الموعد في كنعان، حيث رنّم موسى وبنو إسرائيل هذه التسبيحة للرب: «أرُنّم للرب، فإنه قد تعظّم، الفَرَس وراكبه طرحهما في البحر، الرب قوتى ونشيدى، وقد صار خلاصى، هذا إلهى، فأمجده إله أبى فأرفعه».

وقد حرصت المؤلفة في ختام هذا الفصل من كتابها على عرض النصوص الكاملة لأشهر الترانيم التى تُؤدّى حاليًا فى الكنيسة المصرية، ومن بينها ترنيمة «ارحمنى يا إلهى كعظيم رحمتك»، وترنيمة «اشف داء نفسى»، وترنيمة «إليك رفعت عينى».

< < <

وبينما شهدت السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا فى الترانيم والألحان الكنسية القبطية مع ظهور فرق عديدة تؤدى هذا اللون الدينى، إلا أن المؤلفة تلفت إلى ظهور جيل جديد من المرنمين الذين يؤدون ترانيم أقرب إلى الغناء الدينى باللهجة العامية، وقد نجحوا فى تحقيق شهرة واسعة وانتشار كبير.

< < <

وقد توقّفت مؤلفة الكتاب عند أحد أشهر المرنمين من الجيل الجديد وهو المرنم ماهر فايز الذى يحظى بشعبية لدي الشباب حاليًا من خلال الحفلات الدينية، بينما تشير إلى الحفل الخاص الذى شارك فيه الفنان علي الحجار في أمسية بعنوان (مولد وميلاد) أقيمت في دار الأوبرا في شهر يناير 2016.

ورغم أن المؤلفة لم تشر إلى مناسبة هذا الحفل، إلا أنه وحسبما يتضح من عنوانه قد أقيم بمناسبة تزامن ذكرى المولد النبوى الشريف مع عيد الميلاد المجيد في أسبوع واحد في ذلك العام، وهو التزامن الذى يحدث كل عشرات السنين.

وقد حرصت المؤلفة على عرض نصوص بعض ترانيمه ومن بينها ترنيمة «فاتت سنة من عمرى» وترنيمة «شابب علي طراطيف» وترنيمة «أحوال الدنيا غريبة» وترنيمة «تتعاش بحلوها ومرها» وترنيمة «أنتظرك».

< < <

الجديد في ترانيم المرنّم ماهر فايز حسبما يتضح من استعراضها أنها باللغة العامية، أما الأكثر جِدة أنها اشتهرت بوصفها بالترانيم المسيحية الصوفية.

< < <

باستعراضها لتاريخ الإنشاد الدينى الفرعونى كما أسلفنا في المقال السابق، ثم باستعراضها لتطور الإنشاد الدينى المسيحى القبطى كما جاء في هذه السطور، يبقي استعراض الكاتبة الصحفية مروة البشير للجزء الثالث من كتابها عن الإنشاد الدينى الإسلامى..

< < <

ولذا يبقي للحديث بقية.

 

 

مصر للطيران
غزة منتخب مصر

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE