شريف حسن يكتب : معركة أكتوبر

تمر علينا ذكرى عطرة.. نصر أكتوبر.. رد الاعتبار والكرامة.. عبور القوات المسلحة المصرية خط بارليف المنيع وتحطيمه، وبدأ الاستعداد لهذه المعركة بعد نكسة 67 وإعادة البناء »استعداد قتالى، تدريب، استطلاع، مناورات، اشتباكات مع العدو«،  وكيفية تركيب كبارى النصر (المكلف بتنفيذه اللواء مهندس أحمد حمدى ـ استشهد خلال الحرب وأطلق اسمه علي نفق يربط الوادي بسيناء... سلاح المشاة أصل معركة العبور وتفقد العميد حسن أبوسعدة قواته ليل 6 أكتوبر  وتنفيذ أول فتحة بخط بارليف وتركيب أول كوبرى وعبور أول دبابة، والمدفعية سيدة الحروب ورصد كل مواقع العدو التى تطلق منها المدفعية واستهدافها وضرب مراكز القيادة المتقدمة ومنع احتياطياته ونقطه من التدخل ومنع دباباته من احتلال أماكنها المخصصة للضرب المباشر... (هذه المعلومات من كتاب »حكايات من نصر أكتوبر للخبير العسكرى والاستراتيجى محمد علي السيد)... والصاعقة أسطورة النصر ولدت بأبوعجيلة شرق سيناء عام 1955 وشارك رجالها فى الدفاع عن بورسعيد، وبزغ النقيب إبراهيم الرفاعى وعملياته الفدائية هناك ــ أسطورة حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر وشهيد الثغرة ــ بأسر الضابط »أدموند« عام 69، وقيادة »السبت الحزين«، وتدمير »قول متحرك«، وعملية شدوان وتنفيذ مهام في عمق العدو، وتم تكريم (النقيب السيد درويش) ومنحه وسام نجمة سيناء.. وكوريك الحفر بدلا من المجداف بسواعد وحماس الجنود وهدير الأصوات يتعالى »الله أكبر«، وتحدى سلاح المهندسين لهدم خط بارليف بمضخات المياه... وصلاح حواش ابن حى السيدة زينب قائد إحدى كتائب صواريخ الفهد بـ»المظلات« الذى زحف ليملأ له غطاء زمزمية المياه والذى كان يشربه أربعة أفراد في التدريب ليشربه وحده ولكن يده سقطت قبل أن تلتقى بيد المصرى فقد أصابته قذيفة مباشرة واستشهد، ومحمد المصرى ابن أبوالمطامير اصطاد أول دبابة بأول صاروخ ودمر 27 دبابة حتى نهاية الحرب، وأسر دبابة عساف ياجورى ويعمل موظفا بمركز معلومات أبوالمطامير، وعبدالعاطى 23 دبابة وعبدالمعطى 20 دبابة.... (114يوما) زمن حصار موقع كبريت ــ أبطاله اللواء خليل عصمت والعمداء سعدالدين أنور وأسامة عبدالله وصبرى هيكل والعقيد سيد آدم دون أن يستسلم الموقع أو تنهار عزيمة رجاله، وتوجت الدهشة بالغارات والاستنزاف وبدء انسحاب العدو، واكتملت السيادة على أرض سيناء المحررة... ويردد الشيخ حافظ سلامة بأن السوايسة يرحبون برى أرضهم بدماء الإسرائيليين القذرة وتم تدمير 32 دبابة و22 قتيلا فى الأربعين.

تلك هى معجزة الإنسان المصرى الذى لم يفكر فى أى من أهله أو أحبابه طوال فترة الحصار والحرب وأنها مسألة كرامة وأرضنا لا نفرط فيها، وعليهم الانسحاب..

ونستشهد بأبيات للشاعر صلاح جاهين »حنحارب.. كل الناس حتحارب.. مش خايفين.. م الجايين.. حتى النصر.. تحيا مصر«.

 

شدى حيلك يا بلد

ولا ننسى مسرحية »شدي حيلك يا بلد« التي لحنها وأداها الفنان الراحل محمد نوح وأخرجها الراحل عبدالغفار عودة على مسرح أوبرا الجمهورية الذى كان مغلقاً حينها، ورأت الفنانة القديرة سميحة أيوب »رئيسة المسرح آنذاك« أنها تناسب هذه الأيام، فأمرت بفتح المسرح ليكون الوحيد الذى ارتفع ستاره بعرض مسرحى غنائى أثناء معركة أكتوبر المجيدة.