آخر فكرة .. راحت السكرة وحانت لحظة العمل

رسمياً أصبح المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق الرئيس السابع لجمهورية مصر العربية، بعد انتخابات شهد لها القاصي والداني بنزاهتها وكثافة الحضور، والأهم نسبة الفوز غير المسبوقة والتي تخطت 96% من الأصوات الصحيحة، انتهت الانتخابات بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات بفوز المشير السيسي بمنصب رئيس الجمهورية، وفي أول خطاب له بعد إعلان النتيجة رسمياً كان تركيزه على ضرورة العمل في الفترة القادمة حتى ننهض بمصر لترتقي وتصعد إلى مصاف الدول الكبرى.

دعانا لأن نشمر عن سواعدنا ونبذل كل ما نستطيعه من جهد، دعانا لأن نكف عن الاعتصامات والمظاهرات الفئوية للمطالبة بأمور صغيرة بجانب الهدف الأكبر الذي نرجوه جميعا وهو الارتقاء بالبلاد لتكون دولة عظمى تليق بتاريخها الكبير.

دعانا لأن نعمل ونعمل ونعمل، فلقد دقت ساعة العمل.

وبعد أن رأينا مظاهر الفرح التى ملأت الميادين ابتهاجاً بفوز المشير السيسي بالمنصب وإعلانه رسمياً رئيساً للجمهورية، وبعد أن رقص المصريون على أنغام تسلم الأيادي وبشرة خير وبعد أن انفض السامر وذهب كل منا إلى حال سبيله هل فكر كل واحد فينا بعد أن انتهي من الاحتفال ماذا سوف يفعل لينهض بالبلاد؟ هل فكر كل واحد فينا كيف سيحقق مقولة الرئيس الذي كان يحتفل بفوزه؟ هل فكر أي واحد فينا ماذا سوف يقدم من جهد لمصر حتى تعود إلى سابق عهدها، أم أن السكرة أعمت العقول وغطت عليها فلم يفكر واحد فينا سوى في لحظات السعادة والمرح والغناء والرقص وسي أو تناسى لحظات العمل، واكتفى الناس بالحياة في لحظات السكرة.

لنعمل يا أبناء مصر فنحن سوف نسير الطريق من أوله بعد أن رجعنا كل المشوار الذي خضناه في السنوات الطويلة السابقة لنبدأ من نقطة الصفر فهل من مجيب.

أبكيتني كما أبكيت الكثير من المصريين الذين شعروا في الوقت الضائع أنه كان بين أيديهم كنز اسمه عدلى منصور جالساً على كرسى الرئاسة المصرية يعمل بقلب وفي صمت ليقيل البلاد من عثرتها، كان آخر خطاب ألقاه المستشار المحترم الرئيس الذي تتمناه كل البلاد ناقوس خطر دقه ليحذر المصريين جميعا من خطر المرحلة التي نمر بها الآن، وعندما وصانا بمصر شعرت بالأب المسافر الذي يوصي أبناءه قبل ركوبه الطائرة ليغادرهم.

المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية الذي قبل أن يكون في وجه المدفع في مرحلة فاصلة من تاريخ مصر.. تحية إعزاز وتقدير من كل المصريين