ابتكار تقنيات غير جراحية لعلاج الصلع الوراثي.. دراسة حالة تجربة دودو مصاروة
أكد التريكولوج الفلسطيني دودو مصاروة، مبتكر أول تقنية غير جراحية لعلاج الصلع الوراثي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت الحاضنة الحقيقية لابتكاره، إذ وفرت له بيئة داعمة لتحقيق حلمه بتطوير علاج خارجي فعال وآمن، حاز اعتماد هيئة الصحة في دبي ومنظمة الصحة العالمية، بنسبة نجاح تفوق 95%.
وأوضح مصاروة أن رحلته بدأت من عالم عروض الأزياء في فرنسا، حيث ذاع صيته قبل أن يصاب بالصلع الوراثي ويفقد شعره بالكامل خلال ثلاثة أشهر فقط، ما أدى إلى خسارته عمله ومعاناته من أزمة نفسية حادة بعد فشل كل محاولاته للعلاج عبر الزراعة أو العلاجات التقليدية في دول مثل تركيا وتايلاند.
ورغم الإخفاقات، قرر خوض تجربة البحث العلمي، إذ ساعده طبيب فرنسي متخصص في علم التريكولوجي بدواء أعاد إنبات شعره، لكنه سبب له مضاعفات خطيرة أجبرته على التوقف عن استخدامه. ومن تلك التجربة المؤلمة – كما يقول – ولدت فكرة ابتكار بديل موضعي آمن.
ويروي مصاروة أن الفكرة جاءت له في حلم، عندما رأى نفسه يستخدم الدواء نفسه على شكل سائل خارجي، فاستيقظ عازماً على تحويل الحلم إلى واقع. وبدأ في مختبرات باريس أولى تجاربه لتحويل الدواء إلى تركيبة موضعية خالية من الأعراض الجانبية، ليبدأ بعد ذلك رحلة طويلة من التعاون مع مختبرات فرنسية وفلسطينية انتهت بابتكار تركيبة فعالة تعالج الصلع الوراثي وتعزز نمو الشعر طبيعيًا دون جراحة.
ويكشف مصاروة أنه واجه عقبات كبيرة في بداياته، بينها رفض تسجيل ابتكاره في فلسطين ومحاولات التضييق من بعض الجهات الطبية، لكنه واصل طريقه بثبات، مجريًا تجارب على 99 متطوعاً حققت نتائج مذهلة بنسبة نجاح بلغت 98%. هذا النجاح مهّد لاعتماد تقنيته رسميًا من هيئة الصحة العالمية وهيئة الصحة بدبي، التي شكل دعمها — بحسب قوله — نقطة تحول في مسيرته المهنية.
وأشار مصاروة إلى أن استخدام التقنية يتم وفق بروتوكول علاجي دقيق يمتد بين 90 و120 يومًا، يشمل جلسات في العيادة باستخدام "الديرما بن" والقطرات العلاجية، إلى جانب متابعة منزلية بـ"الديرما رول"، مؤكدًا أن العلاج آمن تمامًا ولا يعتمد على الزراعة أو الحقن أو الأدوية الفموية. ولفت إلى أن أكثر من 43 ألف شخص حول العالم استفادوا من التقنية، متوقعًا وصول العدد إلى 50 ألف مريض الشهر المقبل.
وأكد مصاروة التزامه بتصنيع منتجاته في مختبرات معتمدة داخل الدولة وتحت إشراف مباشر منه، مشيدًا بمستوى الرقابة الطبية في دبي التي تمنح عيادته تقييمات مرتفعة بشكل دوري. وأوضح أنه رفض عروضًا مغرية من شركات عالمية وصلت قيمتها إلى مليار ونصف المليار دولار لشراء الابتكار، مؤكدًا أن هدفه إنساني قبل أن يكون تجاريًا، وأنه يسعى إلى إتاحة العلاج بأمان وبعيدًا عن الاستغلال.
وأضاف أن التقنية لا تُباع في الصيدليات، بل تُمنح حصريًا من خلال عيادته أو عبر خدمات التوصيل المباشر، مؤكدًا احتفاظه بـ30% من سرّ تركيبة الابتكار لضمان حقوقه الفكرية.
