سلطان الدويش: مصر تتصدر خريطة الاستثمار العربي وتمتلك «المثلث الذهبي» للزراعة

أكد المهندس سلطان الدويش، رائد الأعمال السعودي والخبير الاقتصادي الدولي، أن صفقة مراسي البحر الأحمر تمثل دليلاً جديدًا على تصدر مصر خريطة الاستثمار العربي، مشددًا على أن رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي جعلت من مصر وجهة سياحية واستثمارية عالمية.

وقال الدويش، خلال لقائه ببرنامج الصنايعية على قناة المحور مع الإعلامي محمد ناقد، إن الصفقة ستنعكس إيجابًا على الاقتصاد المصري في المرحلة المقبلة، من خلال توفير آلاف فرص العمل وجذب استثمارات أجنبية ضخمة.

واستعرض الدويش تجربته داخل السوق المصري، معتبرًا أن قطاع الزراعة هو «صناعة المستقبل». وأوضح أن دخوله مصر بدأ عام 2007 ضمن مبادرة الملك عبدالله للأمن الغذائي، بعد أن أثبتت الدراسات العالمية أن مصر هي الوجهة الاستثمارية الأولى بالمنطقة. وبدأ باستثمار 100 مليون ريال سعودي في مشروعات زراعية، توسعت لاحقًا حتى بلغت مبيعاته السنوية أكثر من مليار ونصف جنيه، معظمها موجه للتصدير.

وأشاد بالإنجازات التي تحققت في توشكى، حيث جرى استصلاح أكثر من مليوني فدان في أقل من خمس سنوات، إلى جانب التوسع في شرق العوينات والمغرة والفرافرة وسهل بركة، مؤكدًا أن توشكى تحولت من مشروع زراعي إلى مدينة متكاملة.

وأضاف أن التقنيات الزراعية والهيدرولوجية الحديثة مكنت مصر من إنتاج أكثر من 10 ملايين طن من القمح سنويًا، إلى جانب محاصيل متنوعة عززت مكانتها على خريطة الإنتاج والتصدير. وأكد أن مصر تجاوزت في 2024 حاجز 7.6 مليون طن من الصادرات الزراعية، بينها البرتقال الذي منحها الصدارة عالميًا، فضلًا عن البطاطس والبصل والرمان والعنب والأعلاف والتمور والزيتون، متوقعًا أن تصل الصادرات إلى 14 مليون طن بحلول 2030.

وشدد الدويش على أن «الزراعة صناعة متكاملة» تضم تقنيات الإنتاج والتصنيع الغذائي وسلاسل القيمة، مشيرًا إلى أن عمليات ما بعد الحصاد والتعبئة والتغليف تضاعف القيمة المضافة وترفع تنافسية المنتجات المصرية. كما أشاد بدور خبراء مصريين مثل الدكتور عادل القادر في تأسيس علم متكامل لمرحلة ما بعد الحصاد، مؤكدًا أن مصر باتت تملك محطات تعبئة ومصانع قادرة على تلبية متطلبات الأسواق العالمية.

ولفت إلى أن الأسواق المتقدمة، مثل سويسرا، تولي اهتمامًا بجودة التغليف والتعليمات المصاحبة أكثر من السعر، وهو ما يمنح المنتجات المصرية فرصًا أكبر للانتشار إذا التزمت بالمعايير. وانتقد في المقابل ضعف التغطية الإعلامية للإنجازات الزراعية، داعيًا وسائل الإعلام لإبراز هذه الطفرة التي تضاهي ما شهدته السعودية في ثمانينيات القرن الماضي.

وأشار الدويش إلى أن مصر تمتلك «المثلث الذهبي للاستثمار الزراعي» المتمثل في الأرض والخبرة والتمويل، لكنها بحاجة إلى تسريع الإجراءات وتثبيت التشريعات لمجاراة سرعة المستثمرين. وأوضح أن البنية التحتية شهدت تطورًا كبيرًا، إذ تضم مصر اليوم 48 ميناءً منها 11 ميناءً تجاريًا وصناعيًا، مما سهّل عمليات التصدير إلى الخليج وأوروبا في وقت قياسي.

وفي سياق متصل، تحدث عن استثمارات مجموعته في عدة دول مثل السودان وموريتانيا، مؤكدًا أن استقراره في مصر جاء نتيجة ما تتميز به من استقرار سياسي واقتصادي. وأوضح أن مجموعته تعمل وفق مبدأ سلسلة القيمة المتكاملة، بدءًا من الزراعة والإنتاج مرورًا بالخدمات اللوجستية وصولًا إلى التسويق والمبيعات، وهو ما يضمن الحفاظ على جودة المنتج.

كما توسعت المجموعة في مشروعات عقارية متوسطة وأنشطة تكنولوجية، معتبراً أن من لا يستثمر في الزراعة بمصر اليوم يفوت فرصة تاريخية.