الأموال
السبت 13 سبتمبر 2025 12:57 صـ 19 ربيع أول 1447 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي
رئيس قطاع الرياضة وكبار الشخصيات يفتتحان بطولة الفروسية للجمهورية بنادى سموحة الرياضى برعاية رئيس الوزراء.. الأبطال يتألقون في ختام المصارعة والطائرة ببطولة الشركات ببورسعيد وزير الاتصالات يفتتح معرض للطوابع البريدية والتاريخ البريدى بمركز إبداع مصر الرقمية – قصر السلطان حسين كامل جريدة «الأموال» تنعي ببالغ الحزن شقيق المفكر الموسيقي بهيج شبل أباظة وزير الاتصالات يشهد حفل تخريج طلاب الجامعات الملتحقين بالبرنامج الصيفى للتكنولوجيات المساعدة سلطان الدويش: مصر تتصدر خريطة الاستثمار العربي وتمتلك «المثلث الذهبي» للزراعة أسامة ايوب يكتب: عدوان نتن ياهو الغادر على قطر رسالة تهديد لكل دول المنطقة د.محمد فراج يكتب: اغتيال صديق مقرب لترامب ونتنياهو.. شواهد ودلالات «مستقبل وطن» يطلق حملة شاملة لتطوير وصيانة مدارس منشأة القناطر أحمد رجب: السوق العقاري المصري يمر بمرحلة إعادة تموضع وليس تباطؤ المبيعات مجلس إدارة النادي الأهلي يؤكد تمسكه بمحمود الخطيب ويرفض طلب ابتعاده عن النادي وزير الاستثمار يلتقي وفد ستاندرد آند بورز العالمية لمناقشة التصنيف الائتماني وآفاق الاقتصاد المصري

كُتاب الأموال

أسامة ايوب يكتب: عدوان نتن ياهو الغادر على قطر رسالة تهديد لكل دول المنطقة

أسامة ايوب
أسامة ايوب

رواية ترامب غير المتماسكة عن الهجوم.. خداع وتضليل

الملحظ الأهم الذى يتعين التوقف أمامه بدقة بعد العدوان الإسرائيلى الغادر على قطر يوم الثلاثاء الماضى مستهدفا اغتيال قادة حركة حماس ووفدها المفاوض هو أن كل حكومات العالم أدانت العدوان الذى انتهك سيادة دولة قطر باستثناء الولايات المتحدة والرئيس ترامب الذى اكتفى بإبداء غضبه وأنه غير راض عما فعله نتن ياهو ضد دولة حليفة للأمريكان دون أن ينطق بكلمة إدانة واحدة لهذا العدوان أو ضد نتن ياهو.

الأعجب فى تصريحات ترامب هو أنه لم يعلم بالهجوم إلا من الجيش الأمريكى وأنه كلف مبعوثه ويتكوف بتحذير قطر! والأكثر عجبا أن التحذير جاء متأخرًا بعد وقوع الهجوم بعشر دقائق، حيث تلقته قطر بينما كان الطائرات الإسرائيلية تقصف مقر حركة حماس فى الدوحة.

> > >

هذه الرواية غير المتماسكة من غير الممكن تصديقها إذ تعد منطقيا نوعا من التضليل والخداع، إذ لا أحد يصدق هذه الكذبة من جانب ترامب وأن الهجوم تم دون علمه أو بضوء أخضر منه لمجرم الحرب نتن ياهو والذى يُمارس العربدة والهمجية فى المنطقة العربية تحت حمايته، ثم إن هذه الرواية تؤكد كذب وتضليل ترامب، إذ كيف لا يعلم الجيش الأمريكى بالهجوم الإسرائيلى إلا قبيل وقوعه، ولذا فإن الحقيقة هى أن ترامب عَلِم مبكرًا ليس من الجيش فقط ولكن أيضا من مخابراته وأيضًا من نتن ياهو ذاته ولكنه لم يمنعه من تنفيذه، ثم أرسل التحذير لقطر متأخرا فى محاولة لإبراء ساحته وغسل يديه من الجريمة.

المثير أن ترامب فى سياق خطاب التضليل أنه اعتبر الهجوم الإسرائيلى على قطر ومحاولة اغتيال وفد حماس المفاوض فرصة لتحقيق السلام وإنهاء الحرب في غزة!!

> > >

حتى تعهد ترامب لأمير قطر ورئيس وزرائها بأن هذا الهجوم لن يتكرر فإن نتن ياهو ضرب به عرض الحائط عندما صرح عقب الفشل فى اغتيال قادة حماس بأن قطر تأوى قادة حركة إرهابية وأنه سيقاتلهم أينما كانوا، وحيث عكس هذا التصريح بهذه الغطرسة والهمجية تهديدًا لقطر بتكرار الهجوم عليها لاغتيال قادة حماس وتهيديدًا أيضًا لأى دولة تستضيفهم.

...

إن ثمة ملاحظة ضرورية على الخطاب الإسرائيلى والأمريكى بل الأوروبى أيضًا الذى يصف حركة حماس بالإرهابية وهو خطأ شائع وتدليس متعمد يتعين على العرب جميعًا تصحيحه ورفض استمرار وشيوع هذا التوصيف الكاذب، إذ إن حماس حركة مقاومة مشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلى مغتصب الأراضى الفلسطينية وهى مقاومة مشروعة بحسب القانون والمواثيق الدولية والأممية التى تقر المقاومة المسلحة ضد أى احتلال، وفى هذا السياق فإن الإرهاب الحقيقى الوحيد فى الشرق الأوسط هو جرائم إسرائيل والتى تمارس ما يمكن وصفه بأنه إرهاب دولة.

> > >

إن إرهاب الدولة الذى تمارسه حكومة الكيان الصهيونى قد أكده ووثقه مجرم الحرب نتن ياهو بذلك الهجوم الغادر على الدوحة وهى التى قامت بدور الوسيط وتستضيف وترعى المفاوضات بين حماس وتل أبيب وهى المفاوضات التى تجرى علنًا منذ نحو عامين بمشاركة مصر والولايات المتحدة، وحيث وقع الهجوم بينما وحد حماس المفاوض الذى استهدف نتن ياهو اغتياله كان يعقد جلسة لبحث مقترح ترامب للتوصل لاتفاق لوقف الحرب فى غزة.

الخسة والغدر تبدت في هذا الهجوم على أرض قطر البلد الوسيط المضيف للمفاوضات، إذ يعد سابقة إجرامية في العلاقات الدولية خاصة بين أطراف التفاوض والوسطاء، إذ إن هذه هى المرة الأولى التى يتعرض فيها أحد طرفى التفاوض للاغتيال من الطرف الآخر ويتعرض فيها الطرف الوسيط الذى ظل يستضيف الطرفين للعدوان على أرضه وانتهاك سيادته.

> > >

ثم إن الخسة والغدر أيضا فى اعتراف وإقدام نتن ياهو على اغتيال وفد حماس الذى قبل التفاوض معه والذى كان له دور كبير فى اتمام صفقات تبادل لإطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين لدى الحركة قبل أن يقرر نتن ياهو إفشال المفاوضات وتعطيلها.. سبيلًا لاستمرار حرب الإبادة والتجويع وكسب الوقت لمواصلة تنفيذ مخطط إخلاء غزة من أهلها واحتلالها ومن ثَمَ فإن إصرار نتن ياهو على تبرير اغتيال قادة الحركة ووفدها المفاوض بوصف الحركة بالإرهابية التى يستهدف اغتيال قيادتها إنما يُمثل إرهاب دولة يمارسه مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية.

لقد بدا واضحا أن الغارة الجوية على قطر لاستهداف قادة حماس هى إحدى حلقات عربدة نتن ياهو فى المنطقة فى سياق المخطط الذى أعلنه مؤخرًا باعتزامه تغيير الشرق الأوسط والذى تبدت ملامحه بالعدوان على لبنان وسوريا واحتلال أجزاء من أراضى الدولتين بالتزامن مع العدوان المتواصل على اليمن وبالتوازى مع حرب الإبادة والتجويع فى غزة واحتلالها وتهجير سكانها.

لذا فإن العدوان على قطر يؤشر على أن مخططه الإجرامى لا يغفل منطقة الخليج العربية التى تعد قطر فى قلبها وإحدى دولها، وهو الأمر الذى دفع رئيس وزرائها إلى أن يتساءل مستنكرا: هل يريد نتن ياهو تغيير منطقة الخليج أيضًا؟!

> > >

ولأن القانون الدولى يداس تحت أقدام القوة الأمريكية الغاشمة الداعمة لمجرم الحرب نتن ياهو ولأن المنظومة

الأممية ممثلة فى مجلس الأمن الدولى المنوط به إقرار وحفظ الأمن والسلم الدوليين عاجزة عن اتخاذ أى إجراء رادع ضد جرائم اسرائيل بفعل الفيتو الأمريكى الذى يُمثل الغطاء لكل جرائمها وحمايتها من العقاب، فإن مجرم الحرب المارق رئيس حكومة الدولة المارقة الذى يعتبر نفسه آخر ملوك بنى اسرائيل سوف يمضى قدمًا فى عربته فى المنطقة العربية.

ومن ثَمَ فإنه لا سبيل للجمه وردعه سوى وقفة عربية وإسلامية جماعية لحماية المنطقة من جرائمه وإيقاف مخططاته التوسعية.. صونا للأمن القومى العربى فى مجمله فى مواجهة المشروع الصهيونى اليهودى التوسعى لإقامة اسرائيل الكبرى والمستند إلى أوهام وخرافات تلمودية وسرديات توراتية محرفة وزائفة.

إن وقفة عربية إسلامية باتت فرض عين على كل الحكومات خاصة أن مواقف حكومات وشعوب فى العالم كانت الأسبق فى إدانة حرب الإبادة فى غزة والتضامن الفعلى مع الشعب الفلسطينى وحيث تعتزم دول أوربية الاعتراف بدولة فلسطين هذا الشهر.

> > >

إن الأمر المؤكد هو أن المنطقة العربية وفي مقدمتها فلسطين والقدس والمسجد الأقصى تتعرض لغزوة يهودية صهيونية تتسلل تدريجيا وفقا للمخطط وبحسب النهج اليهودى الذى بدأ عام 1897 مرورًا بوعد بلفور عام 1917 وصولا إلى مؤامرة اغتصاب نصف فلسطين التاريخية وإقامة دولة الكيان والمستمرة حتى الآن.

> > >

اللافت أن هذه الغزوة اليهودية التى دعمتها دول الغرب الأوروبى الاستعمارية سابقا تتواصل حاليا بدعم الولايات المتحدة خاصة فى عهد الرئيس ترامب ممثل المسيحية الصهيونية، وهو الدعم الذى يكشف غباءها حيث يجرها اليهود وإسرائيل إلى عداء لا مبرر له مع الشعوب العربية والاسلامية، إذ إنها لا تعادى الغرب ولا أمريكا بل إنها الأحق بأن تكون الحليف الذى لا يجرها إلى ما لا يخدم مصالحها، ولعل تصريح ترامب بأن الهجوم على قطر لا يخدم مصالح أمريكا، وقد غفل عن القول الصحيح وهو أن اسرائيل هى التى تضر بمصالح أمريكا وأن العرب لا يسببون لها أى ضرر.

ولذا فإن من الضرورى أن يسمع ترامب من الحكومات العربية والإسلامية قلقها البالغ إزاء الدعم الظالم الدائم لإسرائيل وحمايتها من العقاب على جرائمها وزعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط، مع التأكيد على أن هذا الدعم وضد الحقوق العربية والفلسطينية سوف يضر بمصالح أمريكا آجلًا أو عاجلًا.

> > >

خلاصة القول هى أن هجوم مجرم الحرب نتن ياهو على قطر وتوعده باغتيال قادة حركة حماس أينما كانوا إنما يعنى رسالة تهديد موجهة لكل عواصم وحكومات المنطقة، ولذا فإن شعوب المنطقة تترقب رد فعل الحكومات علي الهجوم وانتهاك سيادة دولة عربية وكذلك ردها على رسالة هذا الهجوم وهذا التهديد.