أسعار الذهب تتراجع والأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية

شهدت أسعار الذهب تراجعا ملحوظا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، متأثرة بصعود الدولار وموجة من جني الأرباح، بينما تترقب الأسواق صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد ملامح السياسة النقدية للفيدرالي خلال الفترة المقبلة، وفق تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن سعر جرام الذهب عيار 21 فقد نحو 25 جنيهًا مقارنة بتعاملات أمس، ليسجل 4870 جنيها، بينما هبطت الأوقية عالميا بنحو 25 دولارا لتصل إلى 3621 دولارا.
وأضاف أن عيار 24 سجل 5566 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4174 جنيهًا، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند 38,960 جنيهًا.
وكان المعدن النفيس قد شهد أمس الأربعاء موجة صعود طفيفة، حيث ارتفع عيار 21 بنحو 20 جنيهًا ليغلق عند 4895 جنيهًا، وصعدت الأوقية 15 دولارا لتسجل 3646 دولارا قبل أن تتراجع مجددًا اليوم.
الدولار وسندات الخزانة يضغطان على المعدن الأصفر
ويرى محللون أن ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى جانب عمليات جني الأرباح شكلت ضغوطًا على الذهب، إلا أن بقاء الأسعار أعلى من مستوى 3600 دولار يعكس استمرار الاتجاه الصعودي على المدى المتوسط، خصوصًا بعد بيانات أمريكية أظهرت تراجعًا غير متوقع في أسعار المنتجين وضعف سوق العمل.
وكشف مكتب إحصاءات العمل الأمريكي عن هبوط مؤشر أسعار المنتجين إلى 2.6% في أغسطس مقارنة بـ3.3% في يوليو، فيما ارتفع المؤشر الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) بنسبة 2.8% فقط، ما عزز التوقعات بخفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، مع احتمالات تنفيذ مزيد من الخفض قبل نهاية العام.
بيانات حاسمة وتوترات جيوسياسية
وتترقب الأسواق اليوم صدور بيانات إعانات البطالة ومؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، والذي سيؤثر بشكل مباشر على قرارات السياسة النقدية المقبلة.
ويرجح محللون أن أي قراءة قوية قد تدعم الدولار على حساب الذهب، إلا أن الرهانات على استمرار دورة التيسير النقدي وتصاعد المخاطر الجيوسياسية – خاصة بعد تصعيد واشنطن ضغوطها التجارية ومواجهة بولندا لهجمات بطائرات مسيرة روسية – قد تمنح الذهب دفعة جديدة كملاذ آمن.
الأسهم العالمية تجذب السيولة
في الوقت نفسه، قفزت مؤشرات الأسهم الأمريكية واليابانية إلى مستويات قياسية، حيث حقق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك» أرقام تاريخية جديدة، فيما ارتفع مؤشر «نيكاي 225» بأكثر من 1%، وهو ما دفع بعض المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الذهب بشكل مؤقت.
وبينما تستمر تقلبات الأسواق وتباين توقعات السياسة النقدية، يبقى الذهب متأرجح بين ضغوط قصيرة الأجل ودعائم طويلة الأمد، في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل.