”النماء” تستعرض رؤيتها الاقتصادية.. والعيسوي: فكرة العمل التشاركي بدأت من الفراعنة
في حلقة جديدة من برنامج "فرص النماء" الذي يُعرض عبر شاشة قناة الشمس، استضاف الإعلامي ملاك عبدالله الدكتور علاء العيسوي، رئيس الاتحاد الدولي لرجال الأعمال والمستثمرين العرب في الخارج، حيث دار حوار ثري حول أسس التنمية الاقتصادية، والتحديات التي تواجه المستثمرين، وسبل تجاوزها بمنظور جديد ومتكامل.
النماء.. منصة تجمع الأفكار والناس في مشروعات واقعية
استهل ملاك عبدالله حديثه بالإشارة إلى أن "مؤسسة النماء" لا تهدف فقط إلى التنمية التقليدية، بل تعمل على تشكيل بيئة محفّزة لتلاقي العقول والطموحات، في مشروعات حقيقية ترتكز على دراسات وفكر ممنهج، بهدف تحقيق تحول اقتصادي فعلي ومستدام.
وأضاف أن المؤسسة تقدم خدمات تعليمية مجانية، تُمكّن الأفراد من إعادة تشكيل واقعهم المعيشي والفكري، وتقدم حلولًا مبتكرة لمشكلات الاقتصاد المحلي، مشيرًا إلى أن التنمية الحقيقية لا تُبنى على أحلام نظرية، بل على خطط قابلة للتطبيق.
وتطرق عبدالله إلى تطور مفهوم الشركات في مصر، بدءًا من النماذج الفردية مثل "وكالة الحج محمود وشركاه"، مرورًا بالشركات ذات الملكية المغلقة، وصولًا إلى الكيانات المتداولة في سوق المال، وهو ما يعكس تطور الفكر الاقتصادي المحلي في التعامل مع التمويل والشراكة.
وفي سياق متصل، علّق على الارتفاع المستمر في الأسعار، قائلًا إن الأزمة لا تُختصر في الغلاء فقط، بل تكشف عن خلل عميق في النظام النقدي العالمي، موضحًا أن تراجع القوة الشرائية يعكس تآكل الدخول، حيث كان أجر العامل في عام 2000 يعادل نحو 10 جرامات من الذهب، بينما بالكاد يشتري اليوم جرامين.
العيسوي: الأهرامات بُنيت بروح التشاركية.. وهي أصل الفكرة الاقتصادية
من جانبه، أكد الدكتور علاء العيسوي أن الاتحاد الدولي لرجال الأعمال، الذي تأسس في 2010 ويترأسه منذ أربع سنوات، يُعد كيانًا تطوعيًا يهدف إلى دعم المستثمرين المصريين والعرب والأفارقة داخل بلدانهم وخارجها، وتسهيل التعاون الاقتصادي بين مصر والدول العربية في قطاعات الصناعة، والسياحة، والغذاء، والرياضة.
وأوضح العيسوي أن مبدأ التشاركية ليس جديدًا على المصريين، بل هو متجذر منذ آلاف السنين، مستشهدًا بتجربة بناء الأهرامات التي اعتمدت على تنظيم العمل الجماعي وتوزيع الأدوار وفق منظومة دقيقة.
وأضاف أن التطورات الحديثة في بيئة الأعمال تتطلب فهمًا أعمق لأنواع الشركات، خاصة شركات الأموال التي تخضع لقوانين خاصة في مصر، والتي تُعد وسيلة فعالة لجذب الاستثمارات وتعزيز النمو من خلال دخول شركاء استراتيجيين بدراسات واضحة وجدوى اقتصادية.
دعوة لتجاوز الفكر التقليدي ومواكبة التحولات
وشدد العيسوي على ضرورة تجاوز الأنماط القديمة في التفكير، واستيعاب التحولات الجارية في النظام الاقتصادي العالمي، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الصيني، رغم تعرضه لتحديات تضخمية، قدّم نموذجًا ناجحًا استطاع تجاوز الأزمات الكبرى، بخلاف التجربة الأمريكية التي انهارت في أزمة 2008.
وتساءل: "لماذا لا نستلهم الدروس من التجارب الناجحة، ونحوّلها إلى سياسات فعلية تتبناها المؤسسات؟"، معتبرًا أن الوقت قد حان لكي يعيد القطاع الخاص النظر في أدواته، ويعمل على تطويرها بما ينسجم مع مستجدات العصر، خاصة أن الاقتصاد العالمي بات مترابطًا بشكل يصعّب اتخاذ قرارات فردية مثل فرض الجمارك، كما هو الحال بين أمريكا والصين.
وختم العيسوي حديثه بالتأكيد على أن المسارات الاقتصادية البديلة، القائمة على تشارك الموارد وتكامل الأدوار، هي الأقدر على توفير حلول عملية تُخفف من آثار الأزمات، وتدفع نحو تنمية واقعية وليست شكلية.
