الأموال
الجمعة 3 أكتوبر 2025 10:44 مـ 10 ربيع آخر 1447 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي
الحجر الزراعي يوقع بروتوكول تعاون مشترك مع مؤسسة اقتصاد المعرفة ”منصة بشاير” المواصفات والجودة تمنح ”باكين” أول علامة خضراء للدهانات في مصر عماد قناوي: النهر الصناعي حوّل التهديدات المائية إلى فرص تنموية د. رضا لاشين: خفض الفائدة يعزز ثقة المستثمرين ويعيد تنشيط الاقتصاد بعد فترات الركود عمرو فتوح: خفض الفائدة يعزز تنافسية المنتج المصري ويفتح الباب أمام إعادة تشغيل المصانع المتعثرة شركة WestWay تستهدف ضخ استثمارات 15 مليار جنيه في السوق المصري خلال الفترة المقبلة اجراءات وزارة الموارد المائية والري بشأن فيضان نهر النيل بالصور .. وزير السياحة يتفقد أعمال مشروع ترميم معبد إسنا وإعادة تأهيل وكالة الجداوي نيفين عبد الخالق: خفض الفائدة دفعة قوية للصناعة والصادرات ورسالة طمأنة للمواطنين والمستثمرين خبراء الضرائب: 99% من العمالة الأجنبية في مصر تعمل بشكل غير قانوني ولا تسدد ضرائب تسعة بنوك مصرية تتصدر قائمة أكبر 100 بنك عربي بأصول تقارب 345 مليار دولار التمثيل التجاري المصري يمهد لفتح سوق الرمان الطازج في جنوب أفريقيا

كُتاب الأموال

زيارة لي تشيانغ إلى القاهرة… محطة استراتيجية في مسار الشراكة الصينية–العربية


عبدالعزيز سلام الإعلامي بالتلفزيون الصيني


في زمن تتبدل فيه خرائط النفوذ وتُعاد فيه صياغة التحالفات الدولية، تبرز العلاقات الصينية–المصرية كنموذج متجدد لشراكة تقوم على الاحترام المتبادل والرؤية التنموية المشتركة. ومع الإعلان عن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى القاهرة يومي 9 و10 يوليو الجاري، تتجه أنظار المهتمين بالعلاقات الدولية إلى ما تحمله هذه الزيارة من رسائل سياسية واقتصادية عميقة، لا لمصر وحدها، بل للمنطقة بأسرها.

الصين ومصر: شراكة تتجذر وتتشعب

تمتد جذور العلاقات الصينية–المصرية لأكثر من سبعة عقود، إذ كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية عام 1956. ومنذ ذلك الحين، تطورت هذه العلاقة من مجرد صداقة سياسية إلى شراكة استراتيجية شاملة، تعكس الثقة العالية بين قيادتي البلدين.

وتأتي زيارة لي تشيانغ في هذا السياق لتعزيز التفاهم الاستراتيجي، وتوسيع آفاق التعاون في مجالات البنية التحتية، والاستثمار، والطاقة، والابتكار التكنولوجي، بما يخدم تطلعات الشعبين ويعكس حرص الصين على دعم الاستقرار والتنمية في العالم العربي.

أهداف الزيارة: من التعاون إلى التكامل

الدفع بالتعاون الاقتصادي إلى آفاق أرحب

تُعد الصين الشريك التجاري الأول لمصر، وتلعب الشركات الصينية دوراً محورياً في تنفيذ مشاريع عملاقة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، ومناطق صناعية في قناة السويس. وتسعى بكين من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز الاستثمارات النوعية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والصناعة الذكية، والطاقة النظيفة، بما يعزز التنمية المستدامة في مصر.

تكامل استراتيجي في القضايا الدولية

تُظهر الصين التزامها بدعم مصر في مختلف المحافل الدولية، وتدعم جهودها في استعادة التوازن الإقليمي، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأمن في الشرق الأوسط. كما يتوقع أن تتناول المحادثات سبل تعزيز التنسيق في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، حيث تُعد مصر ركناً رئيسياً في المسار البحري للمبادرة.

تعزيز التبادل الثقافي والإنساني

الروابط بين الشعبين الصيني والمصري ليست وليدة اللحظة، بل تقوم على عمق حضاري يمتد لآلاف السنين. ومع تزايد السياحة الصينية إلى مصر، والنشاط المتزايد لمعاهد كونفوشيوس، والتعاون الإعلامي والثقافي، تسعى بكين إلى توطيد جسور التفاهم بين الشعبين، وتقديم نموذج عالمي للحوار بين الحضارات.

قراءة في دلالات التوقيت

زيارة لي تشيانغ ليست حدثاً دبلوماسياً عادياً، بل تجسيداً عملياً لتوجه الصين نحو تعميق علاقاتها مع العالم العربي وأفريقيا. في ظل التوترات الجيوسياسية، تُثبت الصين مرة أخرى أنها شريك تنموي يعتمد عليه، يسعى إلى حلول سلمية وعملية في آنٍ واحد، دون تدخل أو إملاء.

وفي المقابل، تجد القاهرة في الصين شريكاً يحترم السيادة الوطنية، ويدعم جهود التنمية الشاملة، ويُقدم نموذجاً مختلفاً للعلاقات الدولية يقوم على المنفعة المتبادلة والنهج العملي بعيداً عن الاصطفافات التقليدية.

في عالم يسير نحو التعددية القطبية، تُمثل زيارة لي تشيانغ إلى مصر خطوة إضافية نحو بلورة شرق أوسط أكثر استقراراً وتكاملاً. وهي مناسبة لإعادة تأكيد التزام الصين الصادق بدعم قضايا التنمية والسلام في المنطقة، وتأكيد أن “الشراكة الصينية–المصرية” ليست مجرد شعار، بل مسار طويل من العمل المشترك، والبناء، والتطلعات الواعدة.