الأموال
الأربعاء 20 أغسطس 2025 10:32 صـ 25 صفر 1447 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي
الضرائب المصرية تستقبل وفد ”ATAF” بمركز التدريب الضريبي بالمعادي ألفت عمر تروي تفاصيل سرقتها في باريس.. والسفارة المصرية تتدخل تعاون بين رجال أعمال الإسكندرية” و”التصديري للحاصلات” لتعزيز فرص النمو الزراعي ويجز يفتتح ألبومه الجديد بأغنية ”الأيام” وزير الاستثمار يبحث مع سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات المشتركة مجموعة ميثاق العربية تطلق أول مشروعاتها في مصر باستثمارات 60 مليار جنيه وزير الري يتابع إزالة التعديات على المجاري المائية وأملاك الدولة محامي بدرية طلبة يحسم الجدل حول قرار إحالتها للمحاكمة تجاوزت 137 مليون جنيه.. طفرة في أرباح الجيزة العامة للمقاولات بالنصف الأول 2025 دينا الشربيني وأحمد السعدني يبدآن تصوير مسلسل ”لا ترد ولا تستبدل” الفريق كامل الوزير ووزراء قطاع الأعمال والعمل والأوقاف يتفقدون مصانع ”النصر للسيارات” بحلوان محمود سعد يوضح حقيقة دخول أنغام غرفة العمليات للمرة الثالثة

كُتاب الأموال

هند عادل تكتب طريق الموت في المنوفية... حين يتحول البحث عن لقمة العيش إلى رحلة أخيرة بلا عودة

المخرجة هند عادل
المخرجة هند عادل


في مشهدٍ يعيد إلى الأذهان مرارة الفقد المتكرر على طرقٍ لا ترحم، ودّعت قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، حوالي 18 من زهرة بناتها في حادث مأساوي أدمي قلوبنا جميعاً راح ضحيته أرواح بريئة لا تحمل سوى الحلم بحياة كريمة ولقمة عيش نظيفة.

فتيات في عمر الزهور، خرجن في الساعات الأولى من صباح يوم عمل اعتيادي، في إحدى محطات تصدير العنب، حيث تبدأ يومهنّ الشاق منذ السابعة صباحًا مقابل 130 جنيهًا فقط، أجرًا زهيدًا لا يتناسب مع حجم وقسوة التعب، لكنه كان يكفي لتغطية احتياجات أسر حُرمت من المعيل، أو لتقليل عبء الحياة الثقيلة عن كاهل آباء وأمهات بالكاد يستطيعون توفير قوت اليوم.

لكن هذه المرة، لم تكن الرحلة كسابقاتها. ففي لحظة قاسية، انقلب المشهد إلى مأساة دامية، بعدما اصطدمت سيارة كانت تقلهن على الطريق الدائري الإقليمي، بشاحنة نقل ثقيل في حادثٍ مروع أسفر عن وفاة عددا من الفتيات وإصابة أخريات.

أصبحت جثامينهن الطاهرة شاهدة على واقعٍ مؤلمٍ تعيشه آلاف النساء في القرى والنجوع المصرية، ممن يخرجن يوميًا تحت حرارة الشمس أو في البرد القارس، بحثًا عن لقمة عيش لا تأتي بسهولة، بينما ينتظرهن الموت في أي لحظة، على طرق غير ممهدة، أو داخل مركبات غير آدمية، وفي ظل غياب الرقابة والمحاسبة.

الحادث لم يكن مجرد قضاء وقدر، بل نتيجة سلسلة من الإهمال واللامبالاة لدرجة أن الطريق ملقب بطريق الموت ،لذلك فمن المسؤول عن أرواح هؤلاء؟ وإلي متي يسمح باستمرار هذا الوضع القاتل دون حلول جذرية؟ وإلى متى تظل دماء البسطاء علي الاسفلت هي الثمن الذي يُدفع في كل مرة؟

نعم، نحن نؤمن بالقدر، لكننا نرفض أن يُترك الفقراء وحدهم في مواجهة الموت دافعين ثمن الإهمال والتقصير ، الحادث يستصرخ الضمير الجمعي فهل من مجيب؟

نناشد الحكومة المصرية بسرعة فتح تحقيق عاجل وشفاف في الواقعة، واتخاذ خطوات فورية وجذرية لإصلاح الطرق وتوفير وسائل نقل آدمية للعاملات، خاصة في المناطق الزراعية والصناعية. كما نطالب بتشديد الرقابة على شركات النقل، ومحاسبة المقصرين مهما كانت مواقعهم.

الرحمة لأرواحهن الطاهرة، والصبر لقلوب الأمهات التي ستبكي طويلًا... والعدل لأرواح لم تكن تستحق هذه النهاية القاسية.