الأموال
السبت 3 مايو 2025 02:51 مـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب: بلطجة ترامب على العالم.. وقناة السويس.. زيارته المرتقبة للمنطقة

أسامة أيوب
أسامة أيوب

بعد كل السياسات الخارجية التى انتهجها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب, وبعد عشرات القرارات من وصوله إلى البيت الأبيض فى إطار سياساته الداخلية الهوجاء التى أغضبت الكثيرين من الأمريكيين, فإنه فى نهاية المائة يوم الأولى من رئاسته خرج على الشعب الأمريكى متباهيًا بما يروّج لأنها إنجازات هائلة لم يسبق لرئيس قبله أن حققها ومن شأنها أن تجعل أمريكا عظيمة وتستعيد عظمتها المفقودة على أيدى أسلافه من الرؤساء السابقين وآخرهم الرئيس بايدن والذى لا يفوت مناسبة إلا وانهال عليه وعلى إدارته الديمقراطية بالإهانة الشخصية والتجريح فى مسلك غير مسبوق فى التاريخ الرئاسى الأمريكى!
الرئيس ترامب الذى أصابه جنون العظمة والخيلاء منذ فوزه فى الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر الماضى لايزال أسيرا لهذا الفوز الذى أعاده مرة ثانية إلى البيت الأبيض, والذى صوّر له أنه حقق ما لم يسبقه إليه الأوائل من الرؤساء, بقدر ما صوّر له أنه بهذا الفوز مفوض من الشعب الأمريكى بانتهاج ما يشاء من سياسات داخلية وخارجية حتى لو كانت ضارة بأمريكا وعلاقاتها الدولية وصورتها الذهنية التقليدية وحتى لو كانت ضارة بغالبية الشعب الأمريكى على المدى القريب والمدى البعيد على حد سواء, حتى بدا كما لو كان رئيسا غير ديمقراطى فى أكبر دولة ديمقراطية فى العالم.
....
حالة جنون العظمة المسيطرة على ترامب مع الاستقواء بقوة ونفوذ أمريكا بوصفها القطب العالمى الأوحد فى النظام الدولى الراهن الذى يترنح حاليا وسط إرهاصات من بينها ترامب ذاته لحدوث تغير قريب فى هذا النظام الذى يوشك أن يصير متعدد الأقطاب.. هذه الحالة من جنون العظمة صوّرت له أنه يمكنه إخضاع العالم كله تحت رئاسته الهوجاء, ومن ثَمَّ شرع فى ممارسة البلطجة على الشعوب والدول لابتزازها والاستيلاء على ثرواتها فى سياق نزعة استعمارية جديدة.
وفى هذا السياق من جنون العظمة كان قراره – الذى مجده مؤقتا – بفرض رسوم جمركية مُبالغ فيها على الواردات من دول العالم بما فيها أوروبا وفى مقدمتها الصين المنافس الاقتصادى الأول والأكبر والأخطر.. والتى ردت بدورها بتوجهها لفرض رسوم مضاعفة على الواردات الأمريكية.
ومع أن الصين قادرة على التصدى للرسوم الجمركية إلا أن المواطن الأمريكى سيكون المتضرر الأول من تلك الرسوم على الواردات الصينية التى غزت ولاتزال تغزو السوق الأمريكية, فى نفس الوقت الذى تشعل فيه قرارات ترامب حربا تجارية مع حلفاء أمريكا الأوروبيين، بينما سوف تتضرر دول أخرى كثيرة فى حالة سريان قرارات زيادة الرسوم على صادراتها لأمريكا..
ولذا فإن تلك القرارات من شأنها إشعال حرب تجارية عالمية سوف تربك حركة التجارة العالمية وتلحق بها أضرار بالغة تنعكس على كثير من دول وشعوب العالم ثم تنعكس بالضرورة فى المستقبل القريب على أمريكا ذاتها وحيث بدت البوادر فى خسائر البورصة الأمريكية التى تعدت تريليونات.
...
المثير أن تلك الحرب التجارية العالمية التى يشعلها ترامب تتناقض مع فلسفة حرية التجارة العالمية وتنتهك الأسس التى قامت عليها منظمة التجارة العالمية تأسست بتشجيع أمريكى فى الأساس, وهو الأمر الذى يعنى خروج أمريكا ترامب من تلك المنظمة تقلبت مثلما خرجت من منظمة الصحة العالمية ومثلما حدث مع منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التى تأسست بقرار من الأمم المتحدة والتى سحب ترامب تمويلها, ومثلما سبق فى ولايته الأولى وانسحب من اتفاقية المناخ, وانسحب أيضا من الاتفاق النووى الإيرانى الذى توصل إليه الرئيس أوباما, وحيث بدا أن ترامب حريص على بقاء ذلك الملف النووى دون التوصل إلى حل بحيث تظل إيران فزاعة لدول المنطقة العربية, ولذا فإنه لا تعويل حقيقيا على ترامب فى التوصل إلى تسوية سلمية مع إيران بحسب جولات المفاوضات التى جرت فى سلطنة عمان وفى الجولات اللاحقة فى أوروبا.
...
حتى تدخله بالوساطة بين روسيا وأوكرانيا لإيقاف الحرب وتسوية سلمية للصراع, فإنها بدت مغلفة بالبلطجة أيضا لفرض "إتاوة" على أوكرانيا بالحصول على نصف ثرواتها المعدنية وهو مسلك يشبه مسلك "فتوة أو بلطجى الحى الشعبى" الذى يتدخل لحل النزاعات مقابل الحصول على أموال.
ولقد كان تصرف ترامب غير اللائق والمخالف لكل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية فى التعامل بين الرؤساء مع زيلينسكى رئيس أوكرانيا فى البيت الأبيض وأمام وسائل الإعلام تطبيقا حرفيا واقعيا لتلك البلطجة وجنون العظمة والتى بلغت درجة ما يشبه طرد الرئيس الأوكرانى دون توديع رسمى وإلغاء مأدبة العشاء التى كانت مدرجة على أجندة اللقاء.
...
بلطجة ترامب التى تبدت منذ أيامه الأولى فى البيت الأبيض والتى طالت كندا والمكسيك وبنما وجرين لاند قد امتدت بكل وقاحة إلى غزة باقتراحه تفريغها من سكانها والاستيلاء عليها وتحويلها إلى منتجع سياحى "ريفيرا الشرق".
أحدث وأحقر سياسات البلطجة التى يمارسها ترامب كان تصريحه غير المحترم بأن من حق السفن الأمريكية الحربية والتجارية عبور قناة السويس دون دفع رسوم أى بالمجان بزعم أحمق أن لأمريكا فضل على قناة السويس وتشغيلها!
وإذا كان من الممكن أن يمارس ترامب بلطجته على قناة بنما والمطالبة بعبورها مجانا لاعتبارات تاريخية جغرافية من الممكن تفهمها كمطلب استعمارى رغم تصدى الرذيس البنمى لهذه البلطجة برفض طلبه, فإنه من الجنون وانعدام اللياقة فى التعامل مع دولة كبرى فى الإقليم مثل مصر أن يكون لأمريكا الحق فى عبور قناة السويس بالمجان على خلفية تلك البلطجة.
...
لكن لأن ترامب مجرد سمسار عقارات ومقاول بناء طرأ فى غفلة من الزمن وفى غفلة من المنظومة السياسية الأمريكية ونخبها السياسية والحزبية على المشهد السياسى والحياة السياسية فى أمريكا ووصل إلى الرئاسة فى أكبر فترة من فترات الانهيار الثقافى فى المجتمع الأمريكى, فإنه ولكل تلك الاعتبارات جاهل بامتياز بالتاريخ والجغرافيا والسياسة الدولية والإقليمية, بل سوف يثبت فى قادم الأيام أنه جاهل حتى بالأوضاع السياسية والاجتماعية الأمريكية, ولذا تجرأ وطرح طلبه بعبور قناة السويس مجانا.
...
بسبب هذا الجهل السياسى المركب المستند إلى حالة جنون العظمة الجوفاء فإن عليه أن يعلم ويتعلم وأن يتصدى له من يعلمه ويلقنه دروسا فى التاريخ وفى سيادة الدول.. أن قناة السويس التى حفرها الفلاحون المصريون طوال عشر سنوات منذ عام 1859 حتى تم افتتاحها عام 1869 فى عهد الخديو إسماعيل وكانت شركة مصرية فرنسية بريطانية, أى عندما كانت الولايات المتحدة لا تزال تحت الانشاء وخارج المشهد السياسى الدولى الذى تسيطر عليه أوروبا وخاصة بريطانيا وفرنسا, وحيث لم تكن لأمريكا أى دور أو حضور على الساحة الدولية وبالضرورة الإقليمية ومن ثّمَّ لم يكن لها أى دور أو حضور أو فضل على قناة السويس التى هى حق للمصريين استعادته مصر بالتأميم عام 1956.
ثم إن التعلل بدور أمريكى فى انسحاب العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 بالإنذار لبريطانيا وفرنسا بالانسحاب مردود عليه بأن هذا الإنذار كان بمثابة إرهاصة لتراجع الامبراطورية البريطانية والدور الفرنسى فى الإقليم لصالح القوة الجديدة وهى أمريكا, التى بدت تصبح القوة العظمى جنبا إلى جنب مع الاتحاد السوفيتى السابق, أى أن هذا الانذار الأمريكى كان لصالح أمريكا ذاتها ولصالح نفوذها الجديد فى العالم وفى الإقليم.
....
لذا فإنه يتعين التعاطى مع حديث ترامب عن عبور قناة السويس مجانا على أنه "طق حنك" كما نقول فى أمثالنا الشعبية المصرية وأنه يأتى فى سياق سياسة البلطجة التى يسعى ترامب لتجربتها فى إطار حالة جنون العظمة التى تعكس نوعا من المرض النفسى الذى يتهم به بايدن وإدارته.
.....
غير أنه يتعين أيضا النظر إلى حديث ترامب عن قناة السويس على أنه مسعى للمقايضة أى التراجع عن طلبه مقابل الإقرار بمقترحاته وسياساته فى المنطقة وفى مقدمتها غزة, ولذا فإنه فى كل الأحوال من الضرورى أن يستمع ترامب إلى رد مصرى.. شعبيا ورسميا بالغ القوة والصرامة وأن سيادة مصر على أراضيها وعلى قناة السويس خط أحمر لا يقبل التهاون أو المقايضة.
.....
يبقى أخيرا التأكيد على ضرورة عدم التعويل على أى مواقف أمريكية ترامبية منصفة للقضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والعدوان الوحشى على غزة وإبادة شعبها, وكذلك على الضفة الغربية خلال زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة خلال الأيام المقبلة, إذ إنه يأتى إلى المنطقة بهدف الابتزاز والعودة بمئات المليارات البترولية العربية. لذا لزم الانتباه.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.7467 50.8467
يورو 57.7243 57.8432
جنيه إسترلينى 67.7823 67.9362
فرنك سويسرى 61.4813 61.6398
100 ين يابانى 35.4822 35.5621
ريال سعودى 13.5288 13.5562
دينار كويتى 165.5736 165.9541
درهم اماراتى 13.8150 13.8441
اليوان الصينى 6.9838 6.9984

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5303 جنيه 5280 جنيه $104.18
سعر ذهب 22 4861 جنيه 4840 جنيه $95.50
سعر ذهب 21 4640 جنيه 4620 جنيه $91.16
سعر ذهب 18 3977 جنيه 3960 جنيه $78.13
سعر ذهب 14 3093 جنيه 3080 جنيه $60.77
سعر ذهب 12 2651 جنيه 2640 جنيه $52.09
سعر الأونصة 164937 جنيه 164226 جنيه $3240.34
الجنيه الذهب 37120 جنيه 36960 جنيه $729.25
الأونصة بالدولار 3240.34 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى