الأموال
الجمعة، 19 أبريل 2024 01:14 مـ
  • hdb
10 شوال 1445
19 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب ” أعظمها يوم مولده صلي الله عليه وسلم

أسامة أيوب
أسامة أيوب

الأيام والأحداث الإسلامية الفارقة في التاريخ الإنسانى (١)
إذ يتهيأ أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في أرجاء المعمورة لاستقبال شهر رمضان المعظم بعد أيام، فإن نفحات أيام وليالى الشهر الكريم المباركة تستدعى بالضرورة الحديث عن الأيام والأحداث العظيمة الفارقة منذ بعثة النبي محمد برسالة الإسلام والتى امتد أثرها وتأثيرها والإيمان بها انطلاقاً من مكة المكرمة والمدينة المنورة وشبه الجزيرة العربية إلي البشرية في كل الدنيا.
تلك الأيام والأحداث سبقها وكان أعظمها مولده صلى الله عليه وسلم، والذى هو أعظم الخالدين في تاريخ البشرية باعتراف المؤلف الأمريكى مايكل هارت في كتابه «الخالدون مائة أعظمهم محمد».
كان يوم مولد محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم سليل أشرف وأطهر بيوتات قبيلة قريش بمكة المكرمة، حيث الكعبة المشرفة وبيت الله الحرام «أول بيت وُضع للناس» ثم رفع قواعده نبى الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.. كان وبحق أعظم حدث فى التاريخ العربى والإسلامى بل الإنسانى وبشارة خير للدنيا باقتراب مجىء خاتم الرسل والأنبياء انطلاقاً من شبه الجزيرة العربية، وحيث احتفل الكون كله بهذا الميلاد وحسبما قال أمير الشعراء أحمد شوقى:
وُلد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء
وحيث تواترت روايات كثيرة عن أحداث وشوهد إشارات كونية تواكبت مع مولده صلى الله عليه وسلم منها انطفاء نار الفرس، وانهيار عرش كسرى، وحيث شاهد أحبار اليهود نجم محمد النبي القادم يسطع في السماء.
<<<
جاء مولده صلى الله عليه وسلم فى الوقت الذى تواترت فيه أنباء عن اقتراب مجىء نبى آخر الزمان، حيث كانت اليهود في يثرب أول المبشرين بالنبى الذى يجدونه مكتوبًا فى كتابهم المقدس «التوراة» وكانوا يتوعدون العرب من عبدة الأصنام بأنهم سوف يستقوون به ويقتلون المشركين قتل عاد ظنًا منهم أنه سيأتى من آل يعقوب «بنى إسرائيل»، غير أنه خاب ظنهم وجاء الرسول من بنى إسماعيل، فكانوا أول من كذبوه وحاربوه.. حقدًا على العرب.. مخالفين كتابهم المقدس.
ولقد شاءت الحِكمة الإلهية أن يُولد محمد يتيمًا بعد أن مات أبوه وهو جنين في بطن أمه.. آمنة بنت وهب، مثلما تبدّت الحكمة الإلهية أيضا فى موت أمه وهو في السادسة من عمره وهى فى طريق عودتها من زيارة أخوالها في يثرب، ليقضى الصبي حياته فى طفولته وصباه يتيم الأبوين ويعيش فى كنف جده عبدالمطلب حتى الثامنة ثم فى كنف عمه أبى طالب حتى بلوغه سن الشباب والرجولة.
<<<
ثم إنها الحكمة الإلهية أيضا تبدت فى تشابه أبيه عبدالله مع جده الأكبر نبي الله إسماعيل، إذ مثلما أنجى الله الذبيح إسماعيل من الذبح وفداه بذبح عظيم تكريمًا له ولأبيه إبراهيم اللذين استجابا للأمر الإلهى وصدقاه طاعة لله، فإن عبدالله بن عبدالمطلب نجا أيضًا من الذبح الذى أقدم عليه أبوه وفاءً بنذره، إذا رُزق بعشرة أبناء أن يذبح أحدهم، ولما حان وقت الوفاء بالنذر اختارت قداح كاهن الكعبة عبدالله أصغر الأبناء، وظل عبدالمطلب يضرب القداح لتقديم الفداء حتى وصل عدد الإبل إلى مائة من الإبل وهكذا نجا من الذبح في تكرار لا تخفي دلالته الإلهية مع قصة إسماعيل.
بعد حادثة الفداء واستكمالا لفرحة عبدالمطلب بنجاة ولده قرر تزويّجه وشاءت الحكمة الإلهية أن تكون الزوجة هى الشابة الطاهرة آمنة بنت وهب ولم تمض سوى أيام بعد الزفاف حتى سافر عبدالله في قافلة تجارية ومات في طريق العودة بعد أن أودع آمنة تلك الأمانة العظيمة المباركة.. محمد.. الذى سيكون نبى آخر الزمان.
<<<
منذ مولده صلى الله عليه وسلم كانت كل الأحداث تُبشر بأن هذا الصبى اليتيم ليس مثل كل البشر، أولها أن أمه آمنة بنت وهب لم تشعر بآلام الولادة المعتادة مثل كل النساء، ثم إنها بعد أن وصفته رأت نورًا يخرج من أحشائها يضيء الدنيا، ثم عندما أرسله جده إلى البادية كعادة أشراف العرب كانت مرضعته حليمة السعدية من قبيلة بني سعد في عجب من البركة التى حلت بها وببيتها وبشياهها.
ولقد كان مولده في العام المُسمى عام الفيل عندما غزا إبرهة الأشرم مكة بجيش جرار يتقدمه فيل ضخم وهو حيوان غير معروف في جزيرة العرب ليهدِّم الكعبة التى يحج إليها العرب من أرجاء جزيرة العرب حتي يتحولوا إلى المعبد الذى بناه في الحبشة والمسمى «القليس» ولقد كانت هزيمة إبرهة وجيشه وموتهم جراء الطير الأبابيل التى صرعتهم بحصوات قاتلة آية من آيات الله وتبشيرًا بمجىء الرسول محمد صلي الله عليه وسلم، وصدق عبدالمطلب عندما ذهب إلي إبرهة يطالبه برد الإبل التى استولى عليها جنوده، فلما تعجَّب فى استهزاء كيف يخشى على إبله ولا يخشي على الكعبة التى سيهدمها إبرهة، جاءت الإجابة الرائعة للبيت رب يحميه، وهكذا حمى الله البيت الحرام والكعبة في العام الذى شهد مولد محمد بن عبدالله.
>>>
من الملاحظات ذات الدلالة والتي لم تكن مصادفة هى أن أباه اسمه عبدالله، وأمه اسمها آمنة، ومرضعته اسمها حليمة، وجارية عمه أبى لهب التى بشرته بمولد محمد ابن أخيه اسمها ثويبة والتى أعتقها فرحًا بهذه البشرى، وجاريته التي رعته فى طفولته وصباه اسمها بركة، حتى اسمه محمد لم يكن معروفًا عند العرب والذى اختاره جده عبدالمطلب حتى يكون محمدًا فى الدنيا ومحمودًا فى الآخرة حسبما قال، وإن كان بحسب بعض الروايات فإن ثلاثة أشخاص تسموا بهذا الاسم قبل النبى محمد.. أملا فى أن يكون أحدهم الرسول المنتظر الذي اسمه أحمد أو محمد بحسب ما جاء في التوراة والانجيل.
<<<
خلاصة القول هى أن يوم مولد النبي محمد صلي الله عليه وسلم كان ومازال وسيظل يومًا من أعظم أيام الدنيا منذ أن خلقها الله وحتى يوم القيامة، بقدر ما كان حدثًا فارقًا ليس في تاريخ العرب وتاريخ الإسلام ولكن في تاريخ البشرية كلها، باعتباره كان بشارة من السماء باقتراب مجيء نبى آخر الزمان.. الرسول الخاتم الذى أرسله الله للعالمين وليس للعرب وحدهم، فكان هداية للناس برسالة الإسلام التى حملها وأدى أمانتها إلى أنهى الشرك والكفر في الجزيرة العربية التى دانت بالتوحيد والإسلام لينطلق بعد ذلك إلي أرجاء المعمورة، ولذا فقد كان مولده أول الأحداث الفارقة وأعظمها على الإطلاق.

مصر للطيران
أسامة أيوب أعظمها يوم مولده صلي الله عليه وسلم
بنك الاسكان
NBE