الأموال
السبت، 20 أبريل 2024 08:08 صـ
  • hdb
11 شوال 1445
20 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : رئيس أمريكا القادم قد لا يكون بايدن أو ترامب

أسامة أيوب
أسامة أيوب


لماذا تعجل ترامب بتدشين حملته الانتخابية مبكرًا؟‎!‎
كبر سن بايدن أهم عائق أمام ترشحه لولاية ثانية
إقدام الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب على تدشين حملته ‏الانتخابية مبكرًا جدًا لخوض الانتخابات الرئاسية قبل عامين ‏من موعدها إنما يعكس فى حقيقة الأمر تعجله لفرض ترشحه ‏كأمر واقع على حزبه الجمهورى بقدر ما يعكس هذا التعجُّل ‏تحفُزه الشديد للثأر من هزيمته فى الانتخابات السابقة والعودة ‏إلى البيت الأبيض لولاية ثانية حرمه منها فوز الرئيس الحالى ‏جو بايدن‎.‎
تعجّل ترامب وتحفزه اللذان يعكسان مرارة هزيمته بإعلان ‏ترشحه المبكر يثير أزمة وجدلاً داخل الحزب الجمهورى الذى ‏يواجه انقسامًا داخليًا بين مؤيدى ترامب وترشحه وبين غالبية ‏أعضائه الذين يعترضون عليه وعلى أدائه عندما كان رئيسًا ‏ويرفضون ترشحه خاصة مع وجود توجهات قوية نحو ترشيح ‏شخصية أخرى من حُكام الولايات‎.‎
إعلان ترامب المبكر عن ترشحه انعكس على الحزب ‏الديمقراطى.. حزب الرئيس بايدن حيث بدأ التفكير مبكرًا أيضًا ‏بشأن ترشيح الرئيس لولاية ثانية يستكمل بها ولايته الحالية، ‏في الوقت الذى لم يحسم فيه بايدن مسألة ترشحه حتى الآن، مع ‏ملاحظة أن ثمة حالة انقسام داخل الحزب بين مؤيدى ضرورة ‏ترشحه باعتبار أن أداءه والإصلاحات التى قام بها تجعله أوفر ‏حظًا فى الانتخابات المقبلة، بينما يعارض فريق آخر تجديد ‏ترشحه بالنظر إلى تراجع فرص نجاحه لاعتبارات كثيرة‎.‎
‎‎‏<<<‏
إن ثمة أسبابًا واعتبارات تقلِّل من فرص ترامب في الترشح أو ‏الفوز.. أولها قضية احتفاظه بوثائق سرية في مكتبه ومنزله بعد ‏خروجه من منصبه قبل عامين والتي من شأنها التأثير على ‏قرار الحزب الجمهورى بالموافقة على ترشحه مثلما تمثل ‏معضلة سياسية لترامب أمام ترشحه، باعتبار أن احتفاظه بتلك ‏الوثائق بعد انتهاء رئاسته يتعارض مع القانون الأمريكى ومع ‏الأمانة والمسئولية الرئاسية وعلى النحو الذى يعد انتهاكًا للأمن ‏القومى‎.‎
وبينما قضية الوثائق السرية رهن التحقيقات، فإن فضيحة ‏تحريضه لأنصاره لاقتحام مبنى الكابيتول قبل عامين فى يوم ‏إعلان هزيمته وفوز بايدن لاتزال تلاحقه وتمثل وصمة عار ‏سياسى بعد أن أدانته اللجنة البرلمانية التى شكلها مجلس النواب ‏للتحقيق فى ملابسات أحداث الاقتحام لمنع إعلان نتيجة ‏الانتخابات وفوز بايدن التي زعم تزويرها وهو الزعم الذي تأكد ‏بطلانه، ولذا فقد استحق مسلك ترامب وما جري فى أروقة ‏الكونجرس وتحطيم محتوياته وترويع النواب أن يوصف بأنه ‏محاولة للانقلاب على الدستور والديمقراطية فى حادث غير ‏مسبوق فى التاريخ السياسي الأمريكي الحديث، وعلى النحو ‏الذى هدّد السلم والأمن الاجتماعى والقومى أيضًا‎.‎
ثمة معضلة أخرى ثالثة تقلّل فرص ترامب فى الترشح ‏للانتخابات المقبلة يستند إليها المعارضون له ولترشحه وهى ‏سياساته التى انتهجها خلال رئاسته والتى اتسمت بالصدام ‏والصلف فى إدارة الشئون الداخلية وفى إدارة العلاقات ‏الخارجية والدولية حسبما تبدّى فى أدائه العنصرى فى حادث ‏مقتل مواطن أمريكى أسود علي أيدى رجال الشرطة البيض، ‏وحسبما تبدى في انسحابه غير السياسى وغير الاستراتيجى من ‏الاتفاق النووى مع إيران الذي جرى توقيعه فى عهد الرئيس ‏الأسبق أوباما مما أعاد الملف النووى إلى المربع صفر، وحيث ‏لاتزال العودة إلى الاتفاق متعثرة حتى الآن، وكذلك حسبما ‏حدث فى انسحابه من اتفاق باريس للمناخ‎.‎
‎‎‏<<<‏
وعلى الجانب الآخر وفيما يتعلق بالرئيس بايدن فمن المثير أنه ‏تم اكتشاف احتفاظه أيضا بوثائق سرية فى منزله ومكتبه منذ ‏مغادرته منصبه عندما كان نائباً للرئيس أوباما، وهو أمر يمثل ‏إدانة سياسية له مثلها مثل إدانة ترامب وحيث تساوى الاثنان ‏فى افتقاد المسئولية والإخلال بمقتضيات الأمن القومى ‏الأمريكى‎.‎
‎‎‏<<<<‏‎ ‎
المعضلة الأكبر التى تواجه كلاً من بايدن وترامب على حد ‏سواء أمام فرص الترشح أو الفوز.. هى كبر السن، إذ إن بايدن ‏الذى بلغ الثمانين من عمره سيصل إلى سن الـ٨٢ سنة فى نهاية ‏ولايته الحالية بعد عامين، والسؤال المطروح داخل الحزب ‏الديمقراطى ولدى السياسيين والرأى العام هو: هل يمكن أن يبدأ ‏ولايته الثانية فى حالة فوزه وهو فى سن الـ٨٢ ويستمر رئيسا ‏لأمريكا أكبر وأقوى دولة فى العالم حتى يصل إلى سن الـ٨٦ ‏فى نهاية ولايته الثانية، مع ملاحظة أنه حاليا يفتقد القدرة ‏الذهنية الكاملة ويخطئ في تذكر الأسماء والشخصيات‎.‎
ورغم أن سن ترامب أقل بسنوات قليلة عن سن بايدن، ورغم ‏أنه أفضل صحة ذهنية وجسدية، إلا أن مشكلة كبر السن تعد ‏معضلة أيضًا، قد تعيق قدرته على الرئاسة خلال السنوات ‏الست المقبل فى حالة فوزه‎.‎
ولذا فإن كبر سن كل من بايدن وترامب هى التي تثير قلق ‏وتخوف الأمريكيين بشأن قدرة أى منهما على رئاسة الولايات ‏المتحدة حتى عام ٢٠٢٨، وفى هذا السياق يذكر أن نقطة ‏الضعف فى الرئيس الأسبق رونالد ريجان فى نهاية السبعينيات ‏وبدايات الثمانينيات من القرن الماضى كانت سنه الكبيرة رغم ‏أنه كان فى سن الـ٦٨ أى أقل بعشر سنوات عن بايدن وترامب‎.‎
‎<<<‎
غير أن ثمة أصواتا ووجهات نظر داخل الحزبين تعتبر أن كبر ‏السن لا تمثل عائقا أمام ترشحهما وفوزهما وقدرتهما فى حالة ‏فوز أحدهما على إدارة شئون أمريكا الداخلية والخارجية، مع ‏التعويل على أن غالبية الناخبين الأمريكيين من كبار السن أيضا ‏والذين ينحازون إلى انتخاب مرشح كبير السن‎.‎
‎<<<‎
وفى انتظار قادم الأيام والأشُهر قد تحدث مفاجأة بخروج بايدن ‏وترامب كليهما من السباق الرئاسى، وأن يرشح الحزبان ‏شخصين آخرين من الشباب من حكام الولايات وأعضاء ‏الكونجرس ومنهم من يستعد فعليًا لخوض السباق، وهو أمر ‏يرجحه دور الدولة العميقة فى واشنطن فى حسم اختيار من ‏يتولى رئاسة الولايات المتحدة حتى عام ٢٠٢٨‏‎.‎

مصر للطيران
رئيس أمريكا .بايدن . ترامب

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE