الأموال
الثلاثاء، 23 أبريل 2024 09:35 صـ
  • hdb
14 شوال 1445
23 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

مركز الأموال للدراسات

(ملف شامل)..دراسة مصرية للصراع  الصيني – الأمريكي ..”الحلقة الأولى ”

د. نادية حلمي
د. نادية حلمي

تدور السياسة العالمية الآن في فلك الصراع الصيني- الأمريكي ، أيهم سيفتك بالآخر، إقتصادياً، وربما في النهاية عسكرياً سواء في حروب بالوكالة أو حرباً مباشرة

ثمة إنقسام عالمي يأخذ شكل أشد حدية، وربما ينقسم كبار العالم فريقين وبالتالي سينقسم العالم إلى معسكرين بين نفوذ الفريقين الغلاظ ..

الدكتورة نادية حلمى ، الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية بجامعة بنى سويف تقدم لنا تحليلا شاملا ووافيا لموثق الصين والانقسام أو الصراع الدائر عالميا بين كلا من الصين ، وأمريكا

يشمل التحليل الذي قدمته د. نادية حلمي للأموال عدة عناصر رئيسية هي : - تحالف أوكوس و (إنقسام الديمقراطيات البحرية) فى مواجهة واشنطن مقابل (توحيد الشيوعية البحرية بقيادة بكين) وإستراتيجية الحوكمة البحرية الصينية

تحالف ضد تحالف

  • إعلان (التحالف الفرنسى- الهندى) فى مواجهة (التحالف الأسترالى- الأمريكى) لإنشاء (نظام تعددى جديد)، وتعارض تحالف أوكوس مع تحالف "العيون الخمس الإستخباراتى الأنجلوسكسونى"، ورفض "نيوزيلندا" للصفقة الأسترالية مع بريطانيا
  • تحالف أوكوس والإنقسام بين (دول الديمقراطيات التكنولوجية والدفاعية ضد واشنطن)، لصالح تقوية التحالفات التكنولوجية والدفاعية الصينية مع أنظمة سياسية موالية لبكين
  • انقسام (تحالف الكواد الرباعى الإقليمى) ضد الصين بقيادة واشنطن، (بتحالف الهند مع فرنسا دفاعياً، وتحالف الهند مع إيران إقتصادياً وإستراتيجياً لصالح الصين) يفشل ويقيد (تحالف الأوكوس) ضد الصين
  • ) توحيد جبهة التحالفات الشيوعية البحرية الصينية فى مواجهة الديمقراطيات الإستبدادية البحرية بقيادة واشنطن
  • ) دعم بكين لإستراتيجية "الحوكمة البحرية" فى منطقتى (المحيطين الهندى والهادئ، والإندو- باسيفيك)، فى مواجهة "تحالف أوكوس الدفاعى" بقيادة واشنطن

تقول نادية حلمي : منذ توقيع "تحالف أوكوس الدفاعى بين الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وبريطانيا"، لاحظت كباحثة وبدراستي فى الشأن السياسى الصينى، وبمتابعة الملفات السياسية الصينية فى الشرق الأوسط ، لاحظت شيئاً خطيراً يحدث، ألا وهو:

حصار أمريكي

محاصرتى أكاديمياً وتحليلياً بعدد متزايد من الإيميلات الواردة لى من مراكز فكر ومجموعات بحثية أمريكية وغربية، للترويج لفكرة (تحالف أوكوس وإنشاء الولايات المتحدة الأمريكية لنظام عالمى جديد).

- إصرار عدد كبير من الزملاء الأكاديميين فى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، بأن على الإعتراف بهزيمة الصين دفاعياً وأمنياً فى مواجهة واشنطن، بالإعلان عن "تحالف أوكوس الدفاعى فضلاً عن تحالف كواد الرباعى السابق بقيادة واشنطن أيضاً".

- ترافق ذلك أيضاً وربما لأول مرة، مع عدد كبير من الدعوات الدولية التى وصلتنى للعمل فى عدة جامعات وعدد من المشروعات البحثية، لوضع تصوراتى وفكرى لشكل النظام العالمى الجديد، ولاسيما مع خبرتى البحثية والأكاديمية المتعمقة منذ سنوات طويلة فى ملفات الصين فى منطقة الشرق الأوسط وعالمياً.

- وربما ما أدهش الباحثة المصرية أكاديمياً وفكرياً وبحثياً، بالنظر لفهمى العميق لتفاعلات تلك المنطقة الحساسة المحيطة بالصين، وفقاً (لوجهتى النظر الصينية والأمريكية معاً)، هو تلك الحالة العالمية الأكاديمية والبحثية التى حدثت، بإنشاء (مراكز فكر، مراكز ومجموعات بحثية ونقاشية عملاقة، بل ومجلات علمية دولية محكمة)، وكلها تحمل إسم (الإندو- باسيفيك)، وليس بإسمها السابق (آسيا- الباسيفيك).

- وهذه النقطة السابقة، تعنى تحليلياً بأن تحديدها (بالباسيفيك)، يؤدى لضمان إستبعاد الصين من تفاعلاتها، ولتقييد حرية وحركة إمتدادات وطموحات وتحركات الصين فى منطقتى (بحر الصين الجنوبى والشرقى الممتد بحدوده الإقليمية والبحرية إلى منطقة الباسيفيك والمحيط الهادئ)، وفقاً للتصور الصينى، وهو ما ترفضه واشنطن وحلفائها تماماً.

تحالف غربي

- وبناءً عليه، فبعد إطلاعى كأكاديمية مصرية خبيرة فى الشأن السياسى الصينى، على كافة تلك التحليلات الأمريكية والغربية التى وصلتنى وقرأتها وفهمت زاويتها التحليلية جيداً، حول "تشكيل نظام عالمى جديد تقوده الولايات المتحدة الأمريكية"، لذا، فبناءً على فهمى الدقيق للغاية لكافة التصورات الأمريكية والغربية المشار إليها، آثرت وضع هذا التحليل الدولى التفصيلى الشامل بكافة جوانبه وأبعاده، والذى يبرهن ويرد علمياً على كافة التحليلات السابقة، بتحليلى الجديد الذى أثبته هنا عملياً، بأننا فعلياً بصدد:

إنقسام عالمي

ملامح إنقسام عالمى جديد بين الديمقراطيات البحرية والتكنولوجية وفقاً للمصطلحات الأيديولوجية الأمريكية، وإنقسام وتضارب أجندات دفاعية أمريكية وأنجلوسكسونية، وخرق لقوانين دول ديمقراطية حليفة لواشنطن مثل نيوزيلندا، والإعداد لتحالف دفاعى أوروبى جديد وإستبعاد واشنطن منه، وتناقض أهداف "تحالف أوكوس الدفاعى الأمريكى مع تحالف "العيون الخمس الإستخباراتى الأنجلوسكسونى"، والإعلان الفرنسى عن التنسيق مع الهند حليفة واشنطن لإنشاء نظام تعددى جديد، ورفض نيوزيلندا حليفة واشنطن وأستراليا لصفقة الغواصات النووية الأسترالية، وبدء بكين بإنشاء تحالفات إقليمية بحرية جديدة، وإعادة تقديم وثيقة "الحوكمة البحرية الصينية" لتقييد وكبح الطموحات والنفوذ البحرى الأمريكى فى المنطقة البحرية القريبة من الصين

- وهذا التحليل المجمل المختصر السابق آثرت وضعه فى البداية للرد "تحليلياً وأكاديمياً وعسكرياً وأمنياً ودفاعياً"، والأهم عملياً، وذلك من واقع خبرتى العملية لفهم العقلية الأمريكية تجاه الصين، وكيف يمكن أن ترد بكين على أى تحالفات أو تحركات تقودها واشنطن ضدها بالأساس.

ومن هنا نفهم، ونكاد نتفق جميعاً، بأن "إتفاقية أوكوس"، هى بالأساس إتفاقية دفاعية موجهة ضد الصين، وهى نقطة تعززها حقيقة أن قادة (بريطانيا، الولايات المتحدة، أستراليا) قد ظهروا معاً عبر الفيديو الذى إنتشر عالمياً، وذلك للإعلان عن هذه الشراكة الدفاعية الجديدة، وذلك يعود للأهمية المتزايدة لمنطقة المحيطين الهندى والهادئ بالنسبة لكلاً من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وعلى الرغم من أن المسؤولين البريطانيين يصرون على أن إتفاقية الدفاع الجديدة "أوكوس" ليست رداً على أى دولة، إلا أن بريطانيا تعود فتؤكد أنها موجهة للحفاظ على (الأمن والإستقرار فى منطقتى المحيط الهندى والهادئ)، ولدعم "نظام سلمى قائم على القواعد". ولا يخفى على أحد أن بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا تتشارك المخاوف بشأن (الحشد العسكرى الصينى) فى المنطقة، والخوف من تهديد مصالحهم.

وتمثل صفقة أوكوس نقطة تحول إستراتيجى، خاصةً أنها المرة الأولى التى تعقد فيها الولايات المتحدة الأمريكية صفقة لإتاحة مثل هذه التقنية الحساسة مع دولة أخرى غير بريطانيا، وهنا نجد أن الدولة الوحيدة التى شاركت الولايات المتحدة معها هذا النوع من (تكنولوجيا الدفع النووى الخاصة بصفقة غواصات أوكوس النووية) إلى أستراليا هى بريطانيا فقط، وذلك منذ عام ١٩٥٨، مما يعد تحولاً إستراتيجياً خطيراً فى الفكر العسكرى والدفاعى الأمريكى ضد الصين، بالسعى لتعزيز تحالفات واشنطن وحلفائها فى كل الإتجاهات للتصدى لبكين، عبر (تشكيل تحالف أمنى إستراتيجى فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ).

مصر للطيران
الصين أمريكا الصراع
بنك الاسكان
NBE