الأموال
الجمعة، 29 مارس 2024 12:40 صـ
  • hdb
18 رمضان 1445
29 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : صفحات من تاريخ مصر السياسى الحديث (٢)

الكاتب الصحفى أسامة أيوب
الكاتب الصحفى أسامة أيوب

أيام ما بعد ٥ سبتمبر ١٩٨١

استكمالا لما أسلفت فى مقال الأسبوع الماضى، فقد أشاعت قرارات الاعتقالات الجماعية لكل المعارضين السياسيين التى أصدرها الرئيس السادات فى ٥ سبتمبر ١٩٨١ أجواءً ضبابية خيَّمت على المشهد السياسى، حيث عاشت مصر طوال شهر كامل حالة من الاضطراب والتوتر والقلق.. ترقبًا للقادم من تداعيات لما جرى.. وتوقعًا لخطر وشيك محتمل.

ذلك الخطر المحدق بمصر.. كانت كل التحليلات السياسية للمراقبين في الداخل والخارج تستشرف حدوثه وسط أجواء الاحتقان والتوتر والاضطراب في المشهد السياسى، خاصة أن الانسحاب الإسرائيلى النهائى المرتقب بعد أشهر قليلة مهدد بالتوقف إذا ما طلت إسرائيل فى الالتزام بموعده المحدد والمقرر في معاهدة السلام، وفى نفس الوقت فإن ثمة أخطاراً تلوح فى الأفق من جانب الجماعات الإرهابية التى كانت تُخطط لأعمال عنف وفوضى وفي مقدمتها اغتيال السادات حسبما تؤكد وتحذّر تقارير وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى، وإلى درجة أن النبوى إسماعيل وزير الداخلية فى ذلك الوقت أطلع السادات شخصيا على تلك التقارير واقترح عليه تشديد الحراسة لتأمين حياته، بينما لم يكن هناك أى خطر على الأمن والاستقرار من جانب المعتقلين السياسيين أو بسببهم، وهو الأمر الذى يعنى أن الخطر الحقيقى على مصر والنظام والرئيس لم يكن من المعارضة السياسية والديمقراطية وإنما كان من الجماعات التى كانت أولي بالمراقبة والملاحقة والاعتقال.

< <<

وحسبما كان معلومًا ومتداولا فى الأوساط السياسية والصحفية، فإن مراسل مجلة «ديرشبيجل» الألمانية فى القاهرة كان قد كتب فى تقرير صحفي نشرته المجلة «فى انتظار الطلقة».. طلقة الرصاص.. أى اغتيال السادات.

غير أنه رغم كل التوقعات والتحليلات السياسية والتقارير الأمنية التى حذرت السادات من أنه مُعرض للاغتيال على أيدي جماعات الإسلام السياسى الإرهابية، إلا أنه من المثير أنه ظل وإلى آخر لحظة من حياته قبيل اغتياله بدقائق يضرب بكل التحذيرات عرض الحائط.. مستندًا وبزهو شديد إلى أنه بطل الحرب والسلام ومن ثمَّ فليس من الممكن أن يتم اغتياله، وقد كان لافتا أنه في أيامه الأخيرة يحلّق فى سماء الزعامة وإلى درجة الغرور السياسى المبالغ فيه والذى بدا متناقضا مع ما عُرف عنه من حنكة وحِكمة ودهاء سياسى وقياس كل الأمور والمخاطر بدقة وحذر شديدين.

< < <

وسط تلك المشاعر التى انتابت السادات وتملكت منه في تلك الأيام وفى مسعى من جانبه لإظهار حب وتقدير المصريين وتأكيد تأييدهم له وأن قرار اعتقالات المعارضين السياسيين لم تنل من شعبيته الجارفة، فقد حرص على القيام بزيارات استعراضية للمحافظات والمدن المصرية.. مستقلا قطارا وحيث احتشدت الجماهير أو حشدهم المحافظون يهتفون له وهو يطل عليهم بكل جسده من نافذة القطار المكشوفة لتحيتهم بابتسامات عريضة في إشارة لا تخفى دلالتها التى تؤكد إلي جانب الشعبية الجارفة أنه فى مأمن من أى خطر أو غضب وعلى العكس تمامًا من كل التحذيرات الأمنية والتوقعات السياسية.

< <<

هذا المعنى هو ما حرصت الصحف القومية والإعلام المصرى علي تأكيده وإبرازه والترويج له، حيث تصدرت العبارات التى تؤكد شعبية السادات والتفاف الجماهير حوله المانشيتات ونشرات الأخبار إلى جانب صوره وهو يُحيي الجماهير من نافذة القطار المفتوحة، ولقد كان هذا الأداء الصحفى والإعلامى التعبوى لإرضاء السادات سببًا فى إغفال أو تغافل عن الأخطار المحدقة بدفن الرءوس في الرمال.

< < <

وفى سياق ذلك التزيد الصحفى كان من المؤسف أن جريدة الجمهورية التى كان يرأس تحريرها الكاتب الصحفى محسن محمد تورطت فى سقطة صحفية وسياسية ومهنية عندما خلعت على الاعتقالات وصف الثورة حسبما نشرت على صفحتها الأولى فى المانشيت «ثورة ٥ سبتمبر»!! وهو تزيد يرقى إلى درجة النفاق السياسى البغيض، باعتبار أن الاعتقالات المعارضين السياسيين هى في حقيقتها ردة عن الديمقراطية وهى بكل المقاييس السياسية والوطنية بل الثورية لا تُعد بأى حال ثورة، بل إن السادات نفسه لم يصفها بالثورة.

< < <

ولقد كان الأكثر حساسية والبعيد كل البُعد عن المواءمات السياسية فى قرارات ٥ سبتمبر هو إقدام السادات على عزل البابا شنودة بابا الأقباط الأرثوذكس من منصبه البابوى وتشكيل لجنة بقرار رئاسى من ثلاثة من كبار قساوسة الكنيسة وتكليفهم بالقيام بالمهام البابوية، وهو القرار غير المسبوق فى تاريخ الكنيسة المصرية، والذى بدا صادمًا، باعتبار أن البابا غير قابل للعزل بحسبانه وفقًا للعقيدة المسيحية «اختيار الرب» من خلال القرعة الكنسية من بين ثلاثة مرشحين للمنصب الروحى الديني الأكبر.

قرار عزل البابا شنودة والذى جاء متواكبًا مع قرارات اعتقالات السياسيين، سبقه أزمة سياسية بينه وبين السادات بعد أن دأب البابا علي التدخل بآرائه فى الشئون السياسية، وحيث رفض السادات هذا التدخل باعتبار أنه ليس من مهام منصبه الروحى الدينى الرفيع الزج بالكنيسة فى السياسة مثلما كان يرفض الزج بالدين الإسلامى فى السياسة أيضًا وفقًا لمقولته الشهيرة «لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين» وخلال تلك الأزمة أدلى السادات بتصريح صحفى لأنيس منصور رئيس تحرير مجلة أكتوبر نشره فى المجلة تحت عنوان كبير «شنودة كاهن نعم.. سياسى لا».

ولأنه لم يكن ممكنًا على قاعدة المواءمات السياسية والوطنية والدينية اعتقال البابا شنودة لإبعاده عن أى نشاط سياسى في فترة ما قبل الانسحاب الإسرائيلى النهائى من سيناء مثلما حدث مع المعارضين السياسيين، لذا جاء قرار السادات بعزله وتحديد إقامته معتكفًا فى دير وادى النطرون.

< < <

ومن مفارقات الأقدار أن عزل البابا واعتكافه فى وادى النطرون أنجاه من موت مرجح فى المنصة إذ إنه كان من المقرر وفقًا للبروتوكول أن يجلس بجوار الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ عبدالرحمن بيصار الذى نجا من الموت، بينما لقى رئيس اللجنة البابوية الذي كان يجلس بجواره مصرعه برصاص قتلة السادات.

< < <

أما المعتقلون السياسيون ورغم تباين واختلاف توجهاتهم وانتماءتهم السياسية والأيديولوجية والحزبية، فقد كان السجن فرصة سانحة جمعتهم وقربت بينهم على غير موعد أو اتفاق من خلال المناقشات والندوات الفكرية اليومية التي فرضتها ظروف الاعتقال.. سبيلا لتخفيف قيود السجن، ولعل أطرف الطرائف التى ظل المعتقلون يتندرون بها مازحين هى أن السياسى الناصرى كمال أحمد كان عندما يُلقى تحية الصباح على «فؤاد سراج الدين باشا» زعيم حزب الوفد يقول له «صباح الخير يا سيد فؤاد» والذى كان يرد عليه التحية «صباح الخير يا كمال باشا» وهو رد ينطوى على سخرية لاذعة ممن نزع عنه الباشوية التي ظل يُنادى بها حتى بعد إلغاء الألقاب بعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.

< <<

يبقى أن مصر كلها ظلت تحبس أنفاسها طوال أربعة أسابيع منذ اعتقالات ٥ سبتمبر، حيث كانت أجواء الغموض والترقب تخيّم على المشهد السياسى، بينما كان السادات أكثر قلقا وتوترا حتى جرى ما جرى يوم السادس وتم اغتياله وسط جنوده فى منصة العرض العسكرى فى الذكرى السابعة للنصر.

ويبقى للحديث بقية..

مصر للطيران

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE