الأموال
الخميس، 25 أبريل 2024 12:12 مـ
  • hdb
16 شوال 1445
25 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : عودة السياحة الروسية إلى مصر.. حدث اقتصادى مهم

الكاتب الصحى د.محمد فراج أبوالنور
الكاتب الصحى د.محمد فراج أبوالنور

عودة السياحة الروسية إلى الغردقة وشرم الشيخ حدث اقتصادى مهم، انتظره القطاع السياحى المصرى طويلا.. وبعد ست سنوات من الانقطاع هبطت أول طائرتين روسيتين فى مطارى الغردقة وشرم الشيخ يوم الاثنين الماضى (٩ أغسطس) ليجد السياح في انتظارهم استقبالا حافلا بالورود والهدايا.. وكان الطيران قد توقف بين مصر وروسيا بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء يوم (٣١ أكتوبر ٢٠١٥) الذى راح ضحيته (٢٢٤ روسيًا) من السياح وطاقم الطائرة الأمر الذى أدى لإصدار الرئيس الروسى بوتين لإصدار قرار بوقف الطيران بين البلدين، بناء على توصية من مخابرات بلاده وكانت بريطانيا قد سبقت روسيا بقرار مماثل.

غياب السياحة الروسية أدى إلى خسائر فادحة للقطاع السياحى المصرى، حيث كان السياح الروس (٣.٣ مليون سائح) يمثلون ثلث السياح القادمين إلى مصر قبل حادث الطائرة، فضلا عن الخسائر التي أدى إليها انقطاع السياحة البريطانية وقتها (نحو مليون سائح) وسياحة بلدان أخرى.

عودة السياحة الروسية إلى شرم الشيخ والغردقة تتسم بأهمية خاصة باعتبارها شهادة بدقة وصرامة إجراءات الأمن فى مطارى المدينتين والمنشآت السياحية فيهما من البلد الذى عانى من آثار كارثة الطائرة المشار إليها.. وبعد مراجعات متكررة، وبالتالى فإنها ستشيع مزيدا من الطمأنينة تجاه صرامة الإجراءات الأمنية في المطارات والمقاصد السياحية المصرية فى أسواق السياحة العالمية، وتفتح الباب لتدفق السياحة إلى بلادنا، وهذا ما يفسِّر الاهتمام الإعلامى الكبير بالحدث، حيث قام بتغطيته أكثر من ٦٠ مراسلا أجنبيا منهم ٤٠ مراسلا روسيا.

ويرتبط بهذا شهادة أخرى بالغة الأهمية بكفاءة ودقة الإجراءات الاحترازية الخاصة بـ«كورونا» فى المطارات والمنشآت السياحية والفندقية المصرية وأماكن الحجر الصحى.. وكل ما يرتبط بمواجهة «كورونا»، علمًا بأنه تم تطعيم جميع العاملين بمختلف المنشآت والأنشطة السياحية بلقاحات مضادة لكورونا، بمن فيهم سائقو سيارات التاكسى والميكروباص فى الغردقة وشرم الشيخ والمناطق المرتبطة بهما، والفنادق والمنشآت السياحية حاصلة علي شهادة السلامة الصحية من السلطات المصرية، كما أن مصر نفسها حاصلة على شهادة «إى. سى. إى» الدولية للأمان والسلامة (الأهرام والمصرى اليوم ــ ١٠ أغسطس)

تدفق كبير

وتشير الأرقام إلى رغبة الطرفين فى فتح الباب واسعًا أمام تدفق السياحة الروسية إلى مصر، فعلاوة على وجود رحلات يومية لمصر للطيران بين القاهرة وموسكو، قررت الشركة تسيير أربع رحلات جديدة أسبوعيا بين موسكو والغردقة وثلاث رحلات بين موسكو وشرم الشيخ (الأهرام ـ ١٠ أغسطس).

أما من الجانب الروسى فقد أصدرت الوكالة الفيدرالية للنقل الجوى تصاريح بتسيير ٢٢٤ رحلة إلى مطارات القاهرة والغردقة وشرم الشيخ بالاتفاق مع السلطات المصرية بدءا من ٩ أغسطس وخلال الأسابيع القادمة انطلاقا من موسكو وغيرها من المدن الروسية بما فيها مدن فى سيبيريا، ومنطقة الأورال «١٤ مدينة روسية» إجمالا وتشارك فى الرحلات عدة شركات روسية فى مقدمتها «إيروفلوت» الشهيرة بسبع رحلات بين موسكو والغردقة أسبوعيا، فضلا عن رحلاتها إلى القاهرة، وتتراوح الرحلات المقررة بين رحلات منتظمة «خطوط محددة المواعيد ورحلات الطيران العارض «الشارتر» القابل للزيادة بالطبع حسب تدفق السياحة (المصرى اليوم - ٩/٨).

وتشير الأرقام التى ذكرناها بوضوح إلى رغبة الطرف الروسى فى العودة بقوة إلى المقصد السياحى المصرى، وخاصة إلى شرم الشيخ والغردقة اللتين تستحوذان على الأغلبية الساحقة من السياحة الروسية إلى مصر، للاستمتاع بالسياحة والغوص ورحلات السفارى وغير ذلك من أشكال الاستجمام والترفيه.

حرائق تركيا واليونان.. وأسباب أخرى

وقد كانت حرائق الغابات في تركيا واليونان وما لها من آثار سلبية على البيئة فى المناطق السياحية من أسباب هذه البداية القوية لتدفق السياحة الروسية إلى مصر، بعد أن ألغت شركات كثيرة رحلاتها إلى البلدين بسبب هذه الحرائق وآثارها على البيئة، وحوَّل كثير من عملائها وجهتهم إلى مصر. علمًا بأن المقصد السياحى المصرى يتمتع أصلا بشعبية واسعة فى روسيا، بدليل العدد الكبير من السياح الروس في مصر قبل حادث الطائرة (٣.٣ مليون)، كما أن شركات الطيران التى حصلت على عدد التراخيص الكبير الذى أشرنا إليه، لم تكن لتتحرك فى هذا الاتجاه دون أن تكون واثقة من توافر الحجوزات والأعداد الكافية من الراغبين في السفر.

السياحة والانتعاش الاقتصادى

وبناء على ما ذكرناه فإن الشواهد تشير بوضوح إلى عودة قوية للسياحة الروسية لمصر، وإلى أن هذه العودة القوية ستكون حافزًا مهمًا لعودة السياحة بصورة جيدة من بلدان أخرى، ولا يخفى على أحد ما ألحقه تفشى وباء «كورونا» فى العالم من أضرار فادحة بقطاع السياحة والسفر علي المستوى ادولى عموما، ولم تكن مصر استثناءً من هذا، وعلى ضوء هذه الحقيقة تكتسب العودة القوية للسياحة الروسية أهمية مضاعفة، ويمكن التفاؤل بأن هذا التدفق سيزداد قوة مع انتهاء الصيف وقدوم الخريف والشتاء في بلد فارس ؟؟؟؟ مثل روسيا، حيث يمثل السفر إلى بلاد ذات شواطئ شمسية ومياه دافئة حلما جميلا لمواطنى البلدان الباردة، كما يمثل فرصة طيبة للهروب ــ ولو مؤقتا ـ من فيروس «كورونا» المنتشر بنسب عالية فى تلك البلدان إلى أماكن تقل فيها الإصابات بـ«كورونا» كثيرا مثل بلادنا.

وبديهى أن هذا يلقى عبئا إضافيا على السلطات الصحية في المناطق السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ، ولكن ما يقلل من نسبة المخاطر كثيرًا أن الإجراءات الاحترازية وإجراءات الحجر الصحى فى المنطقتين قوية بما فيه الكفاية، كما أن الإجراءات المصاحبة لدخول السياح حازمة أيضًا، وفى مقدمتها ضرورة توافر شهادة صحية صادرة قبل ٤٨ ساعة فقط من الوصول إلى الأراضى المصرية، أو إجراء اختبار للأجسام المضادة على نفقة السائح مقابل رسوم معقولة جدًا (٣٠ دولارا) والالتزام بالإجراءات الاحترازية في الفنادق والمنشآت السياحية.

انتعاش السياحة من شأنه برفع نسبة الأشغال المتدنية فى سيناء والبحر الأحمر، وأن ينعش نشاط المطاعم والمقاهى ومختلف أماكن الترفيه التى تعانى فى الوقت الحالى من ركود كبير، بما يعنيه ذلك من استعادة فرص العمل في قطاع السياحة التى عرضت لخسائر ضخمة في السنوات الماضية، بما فيها (البازارات) وغيرها من المحال التجارية.

وثمة ميزة نسبية أخرى بالغة الأهمية للسياحة الروسية، هى أن الروس شديدو الاهتمام بالحضارة المصرية القديمة ولذلك فإنهم حينما يأتون إلى البحر الأحمر يهتم كثيرون منهم بزيارة المناطق الأثرية فى الأقصر خصوصا، كما يهتمون بزيارة المتحف المصرى ومنطقة الأهرام وسقارة، ومن شأن هذه الرحلات أن تنعش قطاع النقل بصورة لا بأس بها، فضلا عن الهدايا التذكارية التى يهتم هؤلاء بشرائها من «بازارات» المناطق التي يزورونها.

وعمومًا فإن قطاع السياحة ترتبط به عشرات من القطاعات والمهن الأخرى، الأمر الذى يجعل انتعاشه سببًا لانتعاش هذه القطاعات وزيادة فرص العمل فيها.

ومما يبعث على التفاؤل أيضًا أن وزارة السياحة المصرية قررت بدء حملة للترويج للمقصد السياحى المصرى في روسيا فى شهر سبتمبر القادم، والمشاركة فى «بورصة سياحية» من المقرر إقامتها فى موسكو، ومن شأن ذلك كله أن يزيد من التدفق المرتقب للسياحة الروسية في مصر، خاصة فى الموسم الشتوى وأعياد رأس السنة.

مرحبا بعودة السياحة الروسية إلى مصر.

مصر للطيران
د. محمد فراج السياحة الروسية مصر اقتصاد

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE