شريف عبدالفهيم يكتب : الرحمة حلوة

منذ عشر سنوات بالتمام والكمال أكرمني الله بأن استطعت الحصول على سيارة من مؤسسة أخبار اليوم التي أعمل بها وأدين لها بالولاء دائماً، بالتقسيط على خمس سنوات تخصم من راتبي، ولأن نظام التقسيط في الأخبار يختلف عن أي مكان آخر لأنها تقسط لنا الثمن الأصلي بدون فوائد، فكان القسط الشهري بسيطاً يمكن تحمله بشكل كبير، فكان ان حصلت على سيارة جديدة (ع الزيرو) كما يقولون بثمن معقول وقسط في مناول اليد.
المهم أن هذه السيارة معي منذ عشر سنوات، وأكرر عشر سنوات، اختلف بالطبع سعرها في ذلك الوقت عن سعرها الحالي الذي زاد بما يقارب 140% من السعر الذي اشتريتها به، ومؤخراً وخلال العامين الماضيين اخترعت الإدارة العامة للمرور رسماَ جديدا يضاف إلى الضريبة المستحقة على السيارة بما يعادل 1% من القيمة الفعلية للسيارة، وأكرر أيضاً القيمة الفعلية، ومعروف في كل أنحاء البلاد أنه كلما مر عام على السيارة فإن سعرا يقل عدا السيارات التي تكون حالتها جيدة فإنها تخرج عن هذه القاعدة، لكن إدارة المرور لا تعترف بذلك، فرسم تنمية موارد الدولة، والذي لا نعترض عليه مطلقاً لا يعترف بأن السيارة كلما مر عليها عام قلت قيمتها فهو ثابت لا يتزعزع، بل هو منذ البداية أعلى في التقييم من قيمة السيارة بالفعل.
منذ أيام ذهبت لتجديد رخصة التسيير الخاصة بالسيارة، وفوجئت بأن قيمة البند الخاص بتنمية موارد الدولة والمقدر بمبلغ 750 جنيهاً على السيارة هو نفس المبلغ الذي دفعته منذ عامين وللمرة الثالثة على التوالي دون أن يقل جنيهاً واحداً وكأن سعر السيارة في سوق المستعمل لا يتأثر بمرور الوقت وقدم موديل السيارة ولا يضع في الاعتبار حالة السيارة نفسها وكم المسافة التي قطعتها وهل تم تغيير جزء من بدن السيارة أم كما هي منذ خروجها من المصنع، كل تلك الأمور لا يضعها رسم تنمية موارد الدولة الذي استحدث لقصم ظهر كل من فكر في ركوب سيارة.
ما أدهشني حقاً هو أن السيارة قدرت بعد عشر سنوات من استخدامها بسعر أكبر من الذي اشتريت بها وهي (ع الزيرو).