الأموال
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 07:44 صـ 4 جمادى آخر 1447 هـ
الأموال رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي
التجاري الدولي والمجتمعات العمرانية الجديدة يوقعان بروتوكول تعاون لتمويل شراء الوحدات بمشاريع الوزارة «آي صاغة»: الذهب يرتفع محليًا وعالميًا مدعومًا بتجدد رهانات خفض الفائدة رغم ضغوط الدولار أيمن العشري:المُنتدى المصري الصيني خطوة هامة وجديدة لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري المشترك المطورون العرب القابضة تحقق مبيعات بقيمة 781 مليون جنيه خلال 3 أشهر سيتي إيدج تعلن عن رعايتها الحصرية لقطاع التطوير العقاري «Brought to You By» لمهرجان The Pyramids Echo أرباح توسع للتخصيم تقفز 166% بالربع الثالث 2025 وتسجل 10 ملايين جنيه التمثيل التجاري المصري وجمعية رجال الأعمال ينظمان لقاءً موسعًا لبحث فرص التصدير إلى إفريقيا عليوة جروب تحقق 200 مليون جنيه مبيعات خلال معرضها الحصري في مقر الشركة شركة الطيران البريطانية Jet2.com تعلن عن تسيير رحلات لمصر لأول مرة اعتبارًا من فبراير 2027 انطلاق مهرجان جوائز المعماريين العرب بالقاهرة وسط دعوات لتعزيز الهوية المعمارية ماونتن ڤيو توقع مجموعة من أكبر الصفقات التمويلية والإنشائية خلال سيتي سكيب السعودية 2025 بالصور .. وزير السياحة والآثار يُدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب

كُتاب الأموال

د.أحمد الملطاوى يكتب : جيل الكورونا ومنظومة التعليم عن بعد

في ظل تفشي فيروس كورونا أعلنت أغلب الدول إغلاق المؤسسات التعليمية للحد من تفشي هذا المرض ، ولابد أن نعترف بأن إغلاق هذه المؤسسات بات أمرا منطقيا في ظل هذه الظروف للحفاظ على رأس المال البشري ، لكن قرار إغلاق المؤسسات التعليمية وضع هذه الدول في حيرة بين أمرين: كيفية الإفلات من جائحة كورونا ؟ و في نفس الوقت التفكير في كيفية النجاة بنمظومة التعليم من التأثير السلبي الناتج عن غلق هذه المؤسسات؟

لذلك تشكل جائحة كورونا خطرا كبيرا على رأس المال البشري في مصر ، ومن المرجح أن يؤدي إغلاق المؤسسات التعليمية بالنسبة للجيل الحالي من الطلاب إلى فقدان مصر رأس مالها البشري من حيث اكتساب المعارف و المهارات وانخفاض نتائج الاختبارات مما يؤدي إلى انخفاض جودة التعليم.

فمن المتوقع أن ينشأ جيلا من الطلاب يسمى (جيل كورونا) فاقدا الكثير من المعارف و المهارات الحياتية ، لأن كورونا أثرت تأثيرا سلبيا على الأنظمة المغذية لرأس المال البشري مثل:"الصحة والتعليم" ، ورغم أننا نؤيد ونكرر أن غلق المدارس يعد حلا منطقيا لفرض التباعد الاجتماعي داخل المجتمعات المحلية ، إلا أن إغلاقها لمدة طويلة سيكون له التأثير السلبي على الطلاب رغم أن مصر اتخذت كغيرها من الدول عدة بدائل وحلول للتعليم ومنها التحول الرقمي والدراسة أون لاين .

ولا ننكر أن هناك بعض المكاسب والثمارالتي جنيناها و هناك أيضا بعض الخسائر والسلبيات جراء استخدام التعليم عن بعد وبخاصة أن هذا النوع من التعليم يعد جديدا علينا وعلى منظومة التعليم في مصر.

ومن المكاسب التي جنى التعليم ثمارها في ظل جائحة كورونا هو التأهب و الاستعداد لإيجاد حلول وبدائل للتعلم لادارة الأزمة بتفكيرعلمي و بشكل فعال ، فلولا هذه الأزمة ما كنا قدمنا على بدائل التعليم داخل المدارس,منها:(التحول الرقمي , و التعليم أون لاين) ، وما كنا قدمنا على المنصات التعليمية ، وما كان المعلم تسارع وبادرإلى تعلم وسائل التكنولوجيا وكيفية التواصل أون لاين والعمل الى المنصات التعليمية ، وكذلك قد أدت هذه الأزمة بقياس مدى قدرتنا على إدارة الأزمات ، فلا نغفل أن الأزمة الحالية أدت بالوزارة إلى الاهتمام بصحة الطلاب ورفع الكفاءة الصحية داخل المؤسسات التعليمية .

ومن الممكن لمسؤلي التعليم وواضعي السياسات في مصر استغلال أزمة كورونا ، كفرصة لاستحداث نماذج تعلم جديدة يمكن أن تصل إلى الجميع ، والتأهب لمجالات الطوارئ ، وجعل نظام التعليم أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الأزمات و إدخال التكنولوجيا المطلوبة للتعليم عن بعد.

وفي مقابل ذلك كله هناك بعض السلبيات والخسائر التي حدثت جراء غلق المؤسسات التعليمية التي لا يغفل عنها أي انسان فإن كثيرا من فئات المجتمع ليس لديها استعداد بأي شكل من الأشكال للتعلم عن بعد ، بسبب عدم توافر وسائل التكنولوجيا والوسائل المطلوبة للتعلم لديهم ، وكذلك من أكثر الخسائر ذكرا هو رأس المال البشري الذي لاشك أن سيصبح فاقدا الكثير من المعارف و المهارات الحياتية مما تقلص لديه فرص التواصل الاقتصادي.

وقد يصبح التعليم عن بعد تدميرا لبعض الدول التي ينخفض فيها نواتج التعليم ويرتفع فيها التسرب من التعليم ، وعلى الرغم من أن الكثير من الدول تتحدث عن التعلم عن بعد وتعتبره حلا و بديلا للمدرسة إلا أنه لم يحقق نتائج التعلم المرجودة ، فإن التدريس به على المدى الطويل يؤثر سلبا على الأطفال ، مما نجد فيه من عدم وجود انضباط في التعلم ، ولا يوجد خطة ممنهجة للوصول إلى نواتج تعلم صحيحة وعدم توافر التواصل أون لاين لكل فئات المجتمع ، وعدم الانتظام في التعلم بشكل منهجي ومنظم ،وفي هذا التعلم يفقد المتعلم متعة التعلم التى كان يمارسها بالمؤسسة التعليمية كالأنشطة التي تنمي فكره أو تظهر موهبته ويفقد المشاركة الفعالة في استراتيجات التعلم النشط التي كان ينفذها مع معلمه أو التجارب العلمية في المعمل أو التنفيذ العملي لمنهج الحاسوب أو الترفيه في التربية الرياضية ، وكذلك سيفقد الأطفال المهارات الحياتية الأخرى في كيفية التواصل مع الآخرين كمجموعة الأصدقاء ومعلميه وكيفية حل المشكلات والتصرف في المواقف الحياتية المختلفة .

ولكن ربما تكون هذه الفترة لظروف حتمت ذلك واضطرت الدول لتطبيقها ولعلنا نستغل هذه الظروف في استحداث وسائل حديثة للتعلم الجيد في وقت الأزمات وأن نتعلم فيها استراتيجات للتعلم تخدم العملية التعلمية على المدى الطويل.