الأموال
الخميس، 18 أبريل 2024 05:40 مـ
  • hdb
9 شوال 1445
18 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

مركز الأموال للدراسات

الداعية د. خالد راتب يوضح كيف  يضمن خلق ”الحياء” لصاحبه الجنة  

الأموال

الداعية الدكتور خالد راتب يشرح كيف يضمن خلق "الحياء" لصاخبه رضا الخالق سبحانه وتعالي والحنة ونعيم الاخرة ويقول ان هذا الموضوع يتضمن ثلاثة محاور هي :


1- الحياء حياة في الدنيا و الآخرة.
2- أنواع الحياء.
3- كيف نتخلق بخلق الحياء.

ويتناول هذه المحاور بالشرح والتفصيل فيقول :


أولا:الحياء حياة في الدنيا و الآخرة:

قال ابن القيم : الحياء مشتق من الحياة، والغيث يسمى حيًا ؛ لأن به حياة الأرض والنبات والدواب. وكذلك سميت بالحياة حياة الدنيا والآخرة، فمن لا حياء فيه فهو ميت في الدنيا شقي في الآخرة. (الداء والدواء: 96).ومن خلال كلام ابن القيم يتبين لنا أن الحياء هو الحياة ؛لأنه خلق يمنع صاحبه من القبيح ويدفعه إلى الحسن، فيبرأ الإنسان من العيب في الدنيا ومن العقاب في الآخرة، وبذلك تتحقق له سعادة الدنيا والآخرة.

ثانيا: أنواع الحياء :

قسم العلماء الحياء إلى أنواع ،هي:

أ- الحياء من الله تعالى.
ب- الحياء من الملائكة.
ج- الحياء من الناس .
د-:الحياء من النفس.

· فأما الحياء من الله تعالى فقد بينه - صلى الله عليه وسلم- بقوله: " استحيوا من الله عز وجل حق الحياء, فقيل يا رسول الله فكيف نستحي من الله عز وجل حق الحياء ؟ قال: من حفظ الرأس وما وعى, والبطن وما حوى, وترك زينة الحياة الدنيا, وذكر الموت والبلى: فقد استحيا من الله عز وجل حق الحياء " (أخرجه أحمد).
· وأما الحياء من الملائكة فيكون: باستشعار وجودهم معنا، فلا يقدم أحدنا على المعصية:" وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ"(الإنفطار:10 ،11).
· وأما الحياء من الناس: فيكون بكف الأذى عن الناس، وترك ما يغضبهم أو يزعجهم، .وترك المجاهرة بالقبيح، قال- صلى الله عليه وسلم-: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه " (متفق عليه).

· وأما الحياء من النفس, فهو: حياء النفوس العزيزة من أن ترضى لنفسها بالنقص أو تقنع بالدون، ويكون هذا الحياء بالعفة وحسن السريرة ،وصيانة الخلوات ، قال- صلى الله عليه وسلم-: " لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة ‏بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً".

قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم ‏لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: "أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ‏ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها"(أخرجه ابن ماجه).

ثالثا: كيف نتخلق بخلق الحياء:

أ‌- معرفة حقيقية الحياء خاصة من الله : الحياء هو خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح ،ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
وأولى الحياء : الحياء من الله، والحياء منه ألا يراك حيث نهاك، ويكون ذلك عن طريق رؤية الآلاء من المنعم سبحانه، ورؤية التقصير من العبد ،قال الجنيد : «الحياء رؤية الآلاء، ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى : الحياء» .

ب‌- معرفة فضل الحياء وفوائده:


للحياء فضائل وفوائد لا تحصى، منها:

· الله يحب أهل الحياء، فالحياء صفة من صفاته: قال - صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -عز وجل- حليم، حيي ستير يحب الحياء والستر "( رواه أبوداود).
· الحياء من أخلاق الأنبياء: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أشد حياء من العذراء في خدرها (أخرجه مسلم).

· الحياء من مفاتيح الأمن يوم القيامة: عن أبي هريرة -رضي الله عنه -عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله: منهم: ...ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف اللَّه..."(أخرجه البخاري).

· الحياء أساس قيام الحضارات، فهو رأس مكارم الأخلاق ،والأخلاق أساس بناء الأمم، قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: "رأس مكارم الأخلاق الحياء". وقال أحمد شوقي:
إنَّما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت ** فإنْ هم ذهبتْ أخلاقهم ذَهبوا.

· الحياء شعبة من الإيمان :قال - صلى الله عليه وسلم-: «"الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول: لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان» (متفق عليه).وورد –أيضا-أن النبي - صلى الله عليه وسلم- مر على رجل يعظ أخاه في الحياء ، فقال له - صلى الله عليه وسلم-: «دعه فإن الحياء من الإيمان"(متفق عليه).

· الحياء كله خير: قال- صلى الله عليه وسلم-: "«الحياء لا يأتي إلا بخير". (متفق عليه). وفي حديث آخر: "الحياء خير كله ولا يأتي إلا بخير" (أخرجه مسلم).

ج- معرفة خطر غياب خلق الحياء :

· إذا رفع الحياء رفع الإيمان: قال - صلى الله عليه وسلم- : "الحياء والإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر"» (أخرجه الحاكم في المستدرك).
· إذا ترك المرء الحياء، فلا تنتظر منه خيرًا، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت" (أخرجه البخاري).
· من قل حياؤه قل ورعه : قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال:" من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه".
· قلة الحياء من علامات الشقاوة: قال الفضيل بن عياض :"خمسٌ من علامات الشقاوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول الأمل".

د- التفرقة بيـــــــن الخجـــــــــــل والحيــــــــــــــاء :
كثير من الناس يظنون أن الخجل هو الحياء أو أن الخجل جزء من الحياء !! ولكن في الحقيقة أن الخجل عكس الحياء ... فالخجل شعور بالنقص داخل الانسان ، فهو يشعر أنه أضعف من الآخرين وأنه لا يستطيع مواجهتهم حتى ولو لم يفعل شيئا خطأ ..

وهذا مختلف تماما عن الحياء فالحياء شعور نابع من الاحساس برفعة وعظمة النفس فكلما رأيت نفس رفيعة وعالية كلما استحييت أن تقع في الدنايا .. فالحيي يستحي أن يزني أو يكذب لأنه لا يقبل أن تكون نفسه في هذا الدنايا ... ولكن الخجول إذا أتيحت له الفرصة أن يفعل ذلك دون أن يراه أحد لفعل.

هـ- الاهتمام بصلاح القلب والمحافظة على حياته: قال العلماء : الحياء من الحياة، وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء، وقلة الحياء من موت القلب .

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE