الأموال
الجمعة، 19 أبريل 2024 03:24 مـ
  • hdb
10 شوال 1445
19 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : في المناظرة الأولى.. ترامب «مهزوز» وبايدن متماسك

الأموال


أكتب هذه السطور فور انتهاء المناظرة التى جرت بين الرئيس دونالد ترامب (الجمهورى) ومنافسه مرشح الحزب الديمقراطى جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما قبل خمسة أسابيع من الانتخابات الرئاسية في الثالث من شهر نوفمبر المقبل.
في هذه المناظرة.. أولي المناظرات الثلاث حيث تجرى الثانية فى الخامس عشر والثالثة فى الثانى والعشرين من نفس الشهر.. يمكن القول إنها فى مجملها كانت لصالح بايدن الذى جاء أداؤه مفاجئًا لكل التوقعات بل للرئيس ترامب أيضًا، إذ بدا رابط الجأش هادئًا رصينًا متماسكًا متوقد الذهن.. قادرًا على الوقوف والتحدث والإجابة على أسئلة مذيع قناة فوكس الذى أدار المناظرة طوال تسعين دقيقة كاملة دون استراحة ودون كلل أو تلعثم مما يؤكد قدرته الذهنية والصحية والجسمانية.
بهذا الأداء بدّد بايدن كل اتهامات ترامب الذى ظل يشكك في قدراته الذهنية والعقلية والصحية ويصفه بـ«النعسان».. متعللا بسنه الكبيرة (٧٧ سنة) مع أن الفارق بينهما ثلاث سنوات فقط، إذ إن ترامب (٧٤سنة).
< ‫<‬ ‫<‬
كان واضحًا أن بايدن ركّز علي القضايا المهمة والتي تتعلق بإخفاقات ترامب ومن أهمها الفشل فى إدارة جائحة كورونا منذ بداية تفشي الفيروس حيث جاءت معدلات الإصابة والوفيات الأعلي في العالم.. بإصابة أكثر من ثلاثة ملايين ووفاة أكثر من مائتى ألفا، ولم يفت بايدن الإشارة إلى الكساد الاقتصادى وتزايد نسبة البطالة.
والأهم كان انتقاد بايدن لترامب فى التعاطى مع الاحتجاجات ضد ممارسات الشرطة العنصرية ضد الملونين وخاصة الأمريكيين السود من أصول أفريقية وعلى النحو الذى أحدث انقسامًا كبيرًا غير مسبوق منذ الستينيات في المجتمع الأمريكى.
وجاء اتهام بايدن لترامب بالتهرب الضريبى استنادًا إلى ما ذكرته نيويورك تايمز بأنه لم يسدد ضرائب في عام ١٩١٦ وهو العام الذى وصل فيه إلى الرئيس الأبيض سوى ٧٥٠ دولارا بمثابة ضربة قاضية ورغم أن ترامب كان يتوقعها، إلا أنه لم يفلح من الإفلات منها رغم تهربه من الإجابة المباشرة متعللا بقانون الضرائب وهو ما دفع بايدن لأن يؤكد أنه سيجرى تعديلا عادلا على هذا القانون في حالة فوزه.
‫< < <‬
وفي هذه المناظرة كان بايدن يوجه حديثه للكاميرا ولجمهور الحاضرين.. موجهًا حديثه إلى الناخبين الأمريكيين غير ملتفت ناحية ترامب.‬
<< <‬
أما ترامب الذى لم يتوجه نحو الكاميرا أو جمهور الحاضرين وظل متوجهًا نحو بايدن فقد بدا «مهزوزًا» متخبطًا مشاكسًا متنمرًا.. يتهرب من الإجابات المباشرة الواضحة المحددة بإثارة موضوعات جانبية باتهامه للديمقراطيين بأنهم دعاة فوضى ورافضو إنفاذ القانون‬، في نفس الوقت الذى لجأ فيه إلى المقاطعة المتكررة لـ«بايدن» أثناء إجابته على الأسئلة.. الأمر الذى اضطر مدير المناظرة إلى تنبيهه إلى ذلك، وفى دفاعه عن سلوكه بالمقاطعة قال لمدير المناظرة إن بايدن يقاطعه أيضًا، إلا أنه رد عليه بحسم بأنك تقاطع أكثر.
‫<‬ ‫<‬ ‫<‬
إن ما يمكن استخلاصه من هذه المناظرة التى تُعد الأسوأ في تاريخ المناظرات الرئاسية الأمريكية هو أن ترامب بدا الأضعف وهو ما استشعره شخصيًا، لذا فقد لجأ إلى التنمر ضد بايدن الذى بدا الأقوى ونجح في مواجهة التنمر بهدوء وانهال على ترامب بالهجوم ووصفه بـ«المهرج» والكذاب خاصة فيما يتعلق بحديث ترامب عن سجله الضريبي، حيث استخدم تعبير «إن شاء الله» والذى دخل الثقافة الأمريكية مؤخرًا باعتباره دليلا على كذب من يستخدمه ودليلا على أنه لن يفعل، وهنا تجدر الإشارة إلي أن المسلمين يتحملون إثم هذا الاستخدام الشائع وعلى نحو مخالف للدين.
‫<<‬ ‫<‬
حتى كتابة هذه السطور وبصرف النظر عن نتائج استطلاعات الرأى حول المناظرة، فإن الفائز بها في تقديرى الشخصى هو بايدن الذى كان الأقوى بينما كان ترامب الأضعف.
لكن يبقى أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية ووفقًا لتجارب كثيرة سابقة قد تأتى أحيانًا على العكس تمامًا من استطلاعات الرأى وأيضًا على العكس تمامًا من أداء المرشحين فى المناظرات.
ولذا فإنه لا أحد حتى في أمريكا ذاتها يستطيع أن يتنبأ بالفائز قبل الثالث من نوفمبر المقبل.

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE