الأموال
الجمعة، 29 مارس 2024 09:44 صـ
  • hdb
19 رمضان 1445
29 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د.  محمد فراج يكتب : طبقية التعليم..  وتوريث الجهل (1)

الأموال

خطة الوزير معناها: التعليم للأغنياء وحدهم.. والفقراء يمتنعون!

خلال أقل من أسبوعين يبدأ العام الدراسى الجديد (2020 / 2021) والذى تشير كل الشواهد إلى أنه سيكون عاماً صعباً للغاية على الأسر المصرية، وخاصة على الأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل، التى تمثل الأغلبية الساحقة.
وسط ضجة إعلامية كبيرة عن الاستعدادات الجارية للعام الدراسى الجديد، والمناهج الرقمية والمنصات الإلكترونية، والاجراءات الاحترازية.. إلخ. فاجأت وزارة التربية والتعليم المصريين بصدمة كبيرة بإعلانها عن الرسوم الدراسية (المصروفات) فى المدارس الحكومية العادية والتجريبية ليجد الناس أنفسهم أمام انتهاك صارخ للدستور الذى ينص بوضوح تام على مجانية التعليم.. وأمام التزامات كبيرة ومتعددة أخرى ستثقل كاهل الغالبية الكبرى من الأسر.
الوزارة أعلنت أن المصروفات الدراسية للعام الجديد ستكون (300 جنيه) للصفوف من رياض الأطفال حتى الثالث الابتدائى.. و(200 للصفوف من الرابع الابتدائى حتى الثالث الإعدادى ترتفع إلى (500 جنيه) للمرحلة الثانوية.
وبديهى أن الأعباء لا تتوقف على الرسوم الدراسية الضخمة (ونكرر: والتى تمثل انتهاكاً صارخاً للدستور ومبدأ مجانية التعليم).. فهناك ملابس ومصاريف الانتقال وغيرها.. إلا أن الجديد هذا العام هو الاعتماد الأساسى على أسلوب «التعليم عن بعد» بما يتضمنه من ضرورة امتلاك أجهزة كومبيوتر أو تابلت، واشتراك في باقات إنترنت، فضلاً عن متابعة القنوات التعليمية، بما يفرضه ذلك كله من نفقات باهظة ومشكلات عملية، على النحو الذى سنأتى إليه تفصيلاً.. فضلاً عن ضرورة امتلاك أهالى التلاميذ الصغار لمهارات فى التعامل مع الأجهزة المشار إليها.. وتوافر الوقت الضرورى لمتابعة العمل عليها مع أطفالهم.. وبالطبع امتلاك المعلمين لناصية التعامل مع هذه التكنولوجيا.. وامتلاك هذه الأجهزة أصلاً.. وغير ذلك من المشكلات العملية المعقدة التى لم تستعد لها الوزارة ولا الحكومة، ومن أهمها كيفية رعاية الأطفال فى الأيام التى لا يذهبون فيها إلى المدارس، فى الأسر التى تعمل فيها الأم.. وهو سيذهبون إلى دور الحضانة ورعاية الأطفال فى تلك الأيام أم سيظلون وحدهم فى البيوت دون رعاية.. وهل يوجد ما يكفى من هذه الدور؟؟ وإذا وجدت فمن أين للأسر بالأموال الضرورية لإلحاق أطفالهم بها؟؟ وواضح أن هذه أسئلة لم يكلف الوزير نفسه بالتفكير فيها.. ولم يفكر فيها أحد أصلاً.. وسيكون على الأسر أن تفكر بنفسها فى حلول لها!!.
فى عام كورونا!!
الغريب أن وزارة التعليم قررت هذه الزيادة الضخمة من المصروفات الدراسية فضلاً عن الأعمال الثقيلة الأخرى التى أشرنا إليها فى نفس العام الذى شهدت فيه البلاد- وشهد العالم- تفشى وباء كورونا وبما ترتب عليه من آثار اقتصادية شديدة القسوة، وفقدان كثير من أرباب الأسر لأعمالهم أو تأثر دخلهم بشدة وخاصة فى مجالات المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والعمالة الموسمية وغير المنتظمة، فضلاً عن البطالة التى يواجهها أصحاب الحرف المرتبطة بالبناء فى ظل قرار وقف البناء ومشكلات التصالح فى المخالفات.
وباختصار فإن قطاعات واسعة للغاية من أبناء الطبقة الوسطى الصغيرة ومحدودى الدخل والفقراء وقعت بين مطرقة قرارات وزارة التعليم، وسندان جائحة الكورونا وآثارها الاقتصادية، بما يمثل تهديداً جدياً لفرص أبناء الأسر الفقيرة بالذات فى مواصلة تعليمهم، وبما يؤثر سلباً بشدة على مستوى تعليم أبناء الأسر محدودة الدخل والطبقة المتوسطة الصغيرة، وهؤلاء كلهم يمثلون الأغلبية الساحقة من تلاميذ المدارس الحكومية العادية.
وصحيح أن هناك إعفاءات من المصروفات لبعض الفئات مثل أبناء الأسر المستفيدة من معاشات الضمان الاجتماعى أو الأسر التى تتلقى مساعدات من وزارة التضامن والأيتام وأبناء المرأة المعيلة ومهجورة العائل.. لكن إثبات كل هذه الحالات يقتضى الحصول على شهادات (مقابل رسوم متزايدة الارتفاع) وسعياً فى أروقة المصالح الحكومية ودهاليزها، وإضاعة الوقت والجهد، وازدحاماً فى المصالح المذكورة، وأبحاثاً اجتماعية وشهادات فقر، بما يعنيه ذلك من جهد وإراقة لماء الوجه.. وبعد ذلك كله فإن هذه الفئات مجتمعة لا تمثل إلا الأقلية من الأسر.. وتظل الأغلبية فى مواجهة الرسوم الباهظة، التى تم فرضها بالمخالفة الصريحة للدستور.
أما بالنسبة للأسر الأفضل حالاً- نسبياً فقط- من الذين يرسلون أبناءهم إلى المدارس التجريبية، فإنها ستواجه هى الأخرى ارتفاع الرسوم إلى (900 جنيه) للصف الأول من رياض الأطفال وما يتراوح بين (600 و700 جنيه) للمراحل التالية.. وفضلاً عن ذلك فهناك أعباء الحصول على الأجهزة اللازمة (كمبيوتر وتابلت .. إلخ) واشتراك الإنترنت.. إلخ.
وإذا كانت الوزارة تتصرف بهذه الطريقة، ولا تحكم الرقابة على المدارس الخاصة بمختلف مستوياتها، فيمكننا تصور الزيادات غير المنضبطة التى يفرضها المستثمرون من أصحاب هذه المدارس.. وهو ما يؤثر بوضوح على دخل أبناء الطبقة المتوسطة.. الوسطى والعليا، ويزيد من تفاقم مشكلة تآكل الطبقة الوسطى، التى يشهدها المحتمع، تحت ضغط شتى الأعباء المعيشية.
التعليم الجيد للأغنياء فقط!
وربما كانت الفئة الوحيد التى لن تشعر بمعانات ذات بال، هى فئة أولئك القادرين على إرسال أبنائهم إلى المدارس الدولية.. وهؤلاء هم الذين ستبقى أمامهم أفضل فرصة للحصول على تعليم جيد، والالتحاق بكليات القمة، والجامعات الخاصة المتميزة.. وبالتالى الحصول على أفضل الوظائف.
وبديهى أنه فى ظل مثل هذه الظروف ستندثر سريعاً ظاهرة (إبراهيم بائع الفريسكا واخوانه.. وسيكتسب التعليم طابعاً طبقياً شديد الوضوح - وإذا كان التعليم يتسم الآن فعلاً بطابعه الطبقى (الفرص الأفضل للقادرين مادياً).. لكن الطلاب الأكثر ذكاء وجدية تبقى أمامهم بعض الهواجس للصعود الاجتماعى من خلال تفوقهم العلمى، فإن هذه الظاهرة ستتضاءل بشدة أو تندثر..
والحقيقة أن المجتمع سيخسر كثيراً من العقول النابهة، القادرة على المساهمة فى بنائه وتطويره لأن الأغنياء وأبنائهم ليسوا بالضرورة الأكثر ذكاءً وقدرة على التطور.. لكن غيرهم سيكون محروماً من الفرصة المتكافئة فى الحصول على تعليم جيد.. وتزداد الخسارة بحكم حرمان القسم الأكبر من أبناء الشعب من فرصتهم فى التطور لمجرد أنهم فقراء.
التعليم عن بعد.. ومحاذيره
وتقضى خطة الوزارة بأن تتراجع أيام الحضور للتلاميذ بين ثلاثة أيام فى المدارس ذات الفترتين، ويومين من المدارس ذات الفترة الواحدة.. على أن يقتصر عدد التلاميذ فى الفصل على ما يتراوح بين (15/ 20 تلميذاً) ويقوم مديرو المدارس بتنظيم جداول الحضور.. وذلك مراعاة لقواعد التباعد الاجتماعى، وعدم انتشار العدوى بفيروس كورونا.
ومعروف أن كثافة الفصول فى التعليم الابتدائي تصل فى المتوسط إلى ما يتراوح بين (60 و70 تلميذاً).. وترتفع فى بعض المناطق إلى المائة أو أكثر.. ومعنى تقسيم الفصول بهذه الطريقة أن الفصل الواحد سيتم تقسيمه إلى ثلاثة، أو أربعة، أو حتى خمسة فصول.. أما فى التعليم الإعدادى فسيتم تقسيم الفصل الواحد إلى ثلاثة أو أربعة فصول.. وبحساب أن الصف الدراسى الواحد سيخصص له يومان للحضور.. فالنتيجة المنطقية هى أنه ستبقى فصول ليس لها أماكن فى المدرسة.. أما الذين يحضرون فسيكون جدولهم مضغوطاً بشدة، ومقسماً بين المواد الأساسية.. وبديهى أن هذا الجدول الدراسى المضغوط بشدة لن يكفى لشرح المناهج والتفاعل بين التلاميذ والمعلمين حول البرامج التى يفترض أن هؤلاء جميعاً سيتابعونها فى التليفزيون (القنوات التعليمية) وعلى الإنترنت (المنصات التعليمية).. ويفرض أنهم جميعاً سيلتزمون بالمتابعة فى المنازل.. وهو احتمال ضعيف، وخاصة بالنسبة للتلاميذ الصغار فى التعليم الابتدائي والإعدادى.
أما التلاميذ الذين ليس لفصولهم مكان في المدرسة فسيكون عليهم الاكتفاء وبالمتابعة عبر التليفزيون والإنترنت.. والأرجح أنه سيكون على المديرين تنظيم جدول (لتدوير الحضور) بين الفصول، بحيث لا يحرم بعض التلاميذ من الحضور حرماناً تاماً، ويحضر بعضهم باستمرار.
ومشكلة هذه الطريقة هى أنها تجعل الغلبة (للتعليم عن بعد) فى سن يحتاج فيها التلميذ إلى التفاعل مع معلمه بصورة مستمرة.. كما أنها تقضى عملياً على الدور التربوى للمعلم وللمدرسة، وعلى إمكانية ممارسة الأنشطة المختلفة، والتفاعل المطلوب مع زملاء الفصل.. والنتيجة المنطقية لذلك كله هبوط المستوى الدراسى لعامة الطلاب.. علماً بأن مستوى التعليم فى مصر يقع فى مرتبة متأخرة للغاية فى ذيل قائمة التصنيف الدولى.. وذلك قبل دخول كل هذه العناصر السلبية.
وتقضى الأمانة والموضوعية الاعتراف بأنه لا يوجد حل آخر فى ظل انتشار كورونا وضرورة حماية أبنائنا من مخاطر التفشى المروع للوباء فى ظل كثافة عالية للفصول.
لكن هناك فارقاً جوهرياً بين اللجوء إلى إجراء اضطرارى كهذا بصورة مؤقتة، لعام أو حتى لعامين، ريثما تنجلى غمة كورونا.. وبين الحديث عنه كتطور هام نحو الأفضل، ونموذج لما ينبغى أن يكون عليه التعليم، واستخدام التكنولوجيا فى (التعليم عن بعد).. إلى آخر هذه الأفكار الغريبة والخاطئة قطعاً التى يرددها الوزير طارق شوقى وأنصاره.. متجاهلين تماماً أن مستوى تطور البنية التحتية للاتصالات والإنترنت فى بلادنا لا يسمح بتطبيق أفكارهم - بافتراض صحتها - كما أن مستوى انتشار الكومبيوتر ومعرفة الجمهور بتكنولوجيته لا يسمح بتنفيذ هذه الأفكار.. وجعلها أسلوباً مستمراً للتعليم فى مصر.. علماً بأن الدول الأكثر تقدماً فى هذا المجال لا تدعو لهذا الأسلوب فى التعليم كأسلوب أساسى.
وللحديث بقية

مصر للطيران

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE