الأموال
الأربعاء، 24 أبريل 2024 04:54 صـ
  • hdb
15 شوال 1445
24 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

عربي ودولي

أسامة أيوب يكتب : قراءة ما جرى ويجرى فى المشهد الأمريكى المشتعل (٤)

الأموال

ترامب بات آيلا للسقوط

يبدو واضحًا أن كل المؤشرات والمعطيات فى المشهد الأمريكى تُرجح أن

الرئيس دونالد ترامب بات آيلاً للسقوط في الانتخابات الرئاسية المقرر

إجراؤها فى شهر نوفمبر المقبل بحسب استطلاعات الرأى المتتالية فى

الأسابيع الأخيرة والتى أظهرت تقدم منافسه المرشح الديمقراطى جون بايدن

نائب الرئيس السابق باراك أوباما.

ليست استطلاعات الرأى وحدها ولكن أيضًا حملات الانتقاد والهجوم التي

تنهمر عليه من الإعلام وأعضاء الكونجرس سواء من كل النواب الديمقراطييين

أو من بعض النواب الجمهوريين وقيادات الحزبين خاصة من الحزب الجمهورى وفى

مقدمتهم الرئيس الأسبق جورج بوش الابن الذى اتهمه بأنه «لا يعرف معنى

أمريكا»، ومن بينهم كولين باول رئيس الأركان الأسبق ووزير الخارجية

الأسبق أيضًا والذى اتهمه بـ«الكذب» وأكد أنه لن يصوّت لصالحه في

الانتخابات المقبلة مثلما لم يصوّت له فى الانتخابات السابقة.

< < <

واقع الأمر.. لقد تحالفت وتجمعت عوامل وأسباب كثيرة لإسقاط ترامب حتى من

قبل حادثة مقتل المواطن الأسود جورج فلويد قبل أسابيع على يدى ضابط شرطة

أبيض والتي أشعلت عاصفة الغضب العارم التى هبت علي الشارع الأمريكى

وأسفرت عن خروج المظاهرات والاحتجاجات فى سائر المدن والولايات بمشاركة

البيض للسود.. احتجاجًا على الممارسات العنصرية المتراكمة منذ عدة عقود

وعلي ترامب شخصيًا.

لقد جاء تعاطى ترامب مع ذلك الحادث العنصرى ومع المتظاهرين والمحتجين

الذين وصفهم بـ«الغوغاء» و«الحثالة» بمثابة القشة التى قصمت ظهره إذ لم

يتصرف كرئيس ولكن كضابط شرطة عنصرى بحسب منتقديه من السياسيين، ومن ثم

تزايدت احتمالات سقوطه في الانتخابات.

< < <

قراءة المشهد الأمريكى تشير إلى أنه لم يحظ رئيس فى تاريخ الولايات

المتحدة بمثل ما يحظى به ترامب وبما يشبه الإجماع على فشله في رئاسة

أمريكا، وأنه أسوأ رئيس أمريكى لما اتسم به أداؤه من حمق وعدوانية وكذب

وتخبط فى كثير من الملفات الداخلية والخارجية.

إن ترامب وبحسب منتقديه من السياسيين الأمريكيين من الحزب الديمقراطى

وأيضًا من الحزب الجمهورى.. أدار الحُكم بعقلية مقاول العقارات وهى

المهنة التى لا يجيد غيرها، بينما بدا بعيدًا كل البُعد عن فهم وإدراك

طبيعة منصب الرئيس، حيث بدا مفتقدًا للقدرة السياسية بل العقلية، حيث حقق

رقما قياسيا غير مسبوق فى الخلاف مع أعضاء إدارته وفى تغيير العديد

منهم.. سواء الذين استقالوا أو الذين أقالهم ومنهم وزير الدفاع، وأخطرهم

مستشار الأمن القومى جون بولتون الذى أصدر مؤخرًا كتابًا تضمن فضحًا

لترامب، حيث تضمن العديد من النقائص التى يتسم بها وأهمها جهله الفادح

والفاضح بالشئون الدولية.

< < <

الجهل السياسى والحماقة والفشل والكذب والنزعة الاستبدادية.. صفات اتسم

بها بحسب منتقديه أيضًا طوال أربع سنوات من رئاسته لأكبر دولة ديمقراطية

وأكبر دولة فى العالم.. ليس مسموحًا لرئيسها أن يتجاوز مؤسساتها

والكونجرس والدستور والقانون، ومن ثم ليس متاحًا له أن يستمر فى الرئاسة

لولاية ثانية.

< < <

ولعل خلاصة القول فى وصف ترامب هى تلك العبارة التي أطلقتها نانسى بيلوسى

«الديمقراطية» رئيسة مجلس النواب عندما قالت إنه «غير لائق أخلاقيًا وغير

مؤهل سياسيًا لرئاسة أمريكا».

< < <

ثم إنه فى سياق المشهد الأمريكى والصورة السلبية للرئيس ترامب.. كانت

جائحة كورونا بتداعياتها الاقتصادية والصحية الأخطر فى العالم دليلا آخر

على فشل ترامب، حيث بدا مستهينًا بها منذ البداية حتى حدثت الكارثة وحققت

أمريكا أكبر عدد إصابات ووفيات فى العالم بعد أن تجاوزت أكثر من مليون

حالة إصابة وما يقرب من ١٥٠ ألف حالة وفاة.

ولذا فإنه لا خلاف داخل الولايات المتحدة على مسئولية ترامب عن استفحال

وتفشى الوباء وعلى هذا النحو الكارثى وفشله فى إدارة الأزمة منذ البداية

باستهانته بخطر الفيروس والذى بلغ درجة الجهل والهزل حين أعلن عن أن

تعاطى الكحول والمطهرات من شأنه القضاء على الفيروس وهو ما كان مجالا

للسخرية من جانب الأمريكيين قبل الأطباء.

< <<

آخر وأخطر ما يواجهه ترامب بعد كل ذلك هو اتهامه بإغفال تقرير للمخابرات

الأمريكية تضمن قيام روسيا بتقديم أموال لمقاتلى طالبان لاستهداف وقتل

جنود أمريكيين في أفغانستان، وهو ما يعنى استهانته بحياة الجنود، ورغم

محاولته لتأكيد عدم إطلاعه أو علمه بهذا التقرير، فإن من الصعب إفلاته من

هذا الاتهام الخطير.

< <<

إذا كانت القراءة الموضوعية للمشهد الأمريكى حتى الآن تُرجح سقوط ترامب

وفوز منافسه المرشح الديمقراطى جون بايدن والذى يصفه ترامب بـ«النعسان»

الذى لم يفعل شيئًا واحدًا طوال ثمانى سنوات أثناء توليه منصب نائب

الرئيس السابق باراك أوباما.

.. وإذا كان ترامب ذاته بدأ يستشعر مبكرًا هزيمته ليكون من بين القلائل

من الرؤساء الذين فشلوا فى الفوز بولاية ثانية والذين كان آخرهم الرئيس

الأسبق جورج بوش الأب، الذى هزمه الرئيس الأسبق كلينتون.

< < <

إلا أنه من الممكن أن يفعلها ترامب ويفوز فى الانتخابات فى ضوء النظام

الانتخابى المعقد والذى لا يعتمد على مجموع أصوات الناخبين ولكن على

المجمع الانتخابى للولايات، إضافة إلى سبب آخر وهو صعوبة التعويل على

توجهات الناخبين الأمريكيين والتى قد تأتى كثيرًا على عكس التوقعات.

مصر للطيران
بنك الاسكان
NBE