الأموال
الخميس، 25 أبريل 2024 07:45 صـ
  • hdb
16 شوال 1445
25 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

شريف حسن يكتب : فتح مكة

الأموال

يواكب هذه الأيام ذكرى عزيزة علينا ـ فتح مكة الذى يوافق الـ20 من شهر رمضان المبارك، وهذا الحدث أكبر دليل علي التسامح الذى تجلي فى عفو الرسول عن المشركين حينما دخل مكة فاتحا، وفتح مكة خاتمة هذا النصر..

فالنبى نشر قيم التسامح والحوار مع الآخر والعفو، وما أحوجنا فى هذه الأوقات الراهنة إلي هذه السمات...

ومكة بيت الله، وهى حرام منذ بدء الخليقة وقد أحلها الله إلي الرسول يوم الفتح، وقال سيد البشرية «إنها أحلت لي ساعة من نهار وإنها لن تحل لأحد بعدى، فلا ينفر صيدها ولا يختلي شوكها ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد، ومن قُتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يُفدى وإما أن يُقتل»..

فأعد الرسول العُدة وجهز الجيش للخروج إلي مكة، وقبل تحركه وُفِدَ إليه كبار قبائل جهينة وأسد وقيس وبنى سليم والأنصار والمهاجرين، ودعا الرسول «اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها»، وبَعثَ «أبي حاطب بن بلتعة» إلى قريش بواسطة امرأة «خِطاب» ليخبرهم بما عزم عليه الرسول، فينزل الوحى علي الرسول يُطلعه على ما صنعه «حاطب»، فبعث الرسول «علي والزبير» ليلحقا بالمرأة وعثرا بضفائر شعرها على «الخِطاب» فلما عاتبه النبي اعتذر أنه لم يفعل ذلك ارتدادا عن دينه ولكنه خاف فشل الرسول علي أهله والذين يعيشون بمكة، فتوسل عمر لرسوله «دعنى يا رسول الله أضرب عنق هذاالمنافق» فرد الرسول «إنه قد شهد بدرًا وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدرا، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».

وفي رمضان 8 هـ غادر الجيش الإسلامى المدينة ليدخل مكة بقوام 10 آلاف صحابى بقيادة الرسول بعد أن استخلف علي المدينة أبى ذر الغفارى وصلوا «الظهران» بالقرب من مكة، فنصبوا خيامهم، وأشعلوا ١٠ آلاف شعلة نار، فأضىء الوادى، ولقيه عمه العباس بن عبدالمطلب وكان قد خرج بأهله وعياله مسلمًا مهاجرا وركب العباس بغلة الرسول البيضاء ليبحث عن أحد يبلغ قريشا لكي تطلب الأمان من رسول الله قبل أن يدخل مكة وكان يردد الرسول قول الله تعالى«إنا فتحنا لك فتحا مبينا»، ولما رأى أبا سفيان قوة المسلمين، حبسه عند مضيق الجبل، فقال أبو سفيان: «ما لأحد بهؤلاء من قبل ولا طاقة»، وعندما رجع مسرعًا إلي مكة نادى: «يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن دخل دارى فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن»، ففريق منهم هرع إلي الدور والآخر للمسجد ينظرون من شقوق الأبواب وثقوبها قدوم جيش المسلمين مرفوع الجباه يتقدمه رسول البشرية المسجد الحرام والصحابة معه، فأقبل إلى الحجر الأسود واستلمه، وخاف الأنصار بعد الفتح من إقامة الرسول بمكة فقال لهم: «معاذ الله، المحيا محياكم، والممات مماتكم».

وفي اليوم الثانى خطب رسول الله «إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرام الله إلي يوم القيامة، لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدى، ولم تحلل لي قط إلا ساعة من الدهر، لا ينفر صيدها ولا يعضد شوكها، ولا يختلي خلاها ولا تحل لقطتها..

مصر للطيران
بنك الاسكان
NBE