الأموال
الخميس، 28 مارس 2024 05:30 مـ
  • hdb
18 رمضان 1445
28 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د.محمد فراج يكتب .. كورونا.. دروس صينية (3/3)

الأموال

ــ أهم دروس الوباء.. ودور الدولة أنقذ الصين من كارثة مخيفة
ــ تراجع دور الدول الغربية فى المجال الصحى.. فتح الأبواب للفيروس
ــ الصحة مسألة أمن قومى.. وليست مجالاً موضوعاً لحسابات الربح والخسارة


تحدثنا فى المقالين السابقين من هذه السلسلة (الأموال - 22 و 29 مارس) عن تجارب عدد من الدول فى مواجهة وباء كورونا الرهيب، ودروس هذه التجارب، وخاصة فى الصين وأوروبا الغربية. ولم نتطرق إلى الولايات المتحدة، إلا أن تطور تفشى الوباء فيها يشير إلى أوجه تشابه كثيرة مع الدول الأوروبية، بالرغم من وجود فوارق مهمة فى الحجم والإمكانيات.
وبديهى أن الهدف من هذه الدراسة هو محاولة استخلاص الدروس التى يمكن أن تكون مفيدة لنا فى مصر فى مكافحة كورونا ومنع انتشاره، مع الإدراك الكامل لأن مدى انتشار الوباء فى بلادنا يختلف جذرياً عن الدول المذكورة وأن الوضع يظل تحت السيطرة، وليس هناك ما يدعو للذعر الذى يحاول البعض نشره لأسباب مشبوهة ومعروفة، أو الذى يشعر به البعض الآخر نتيجة لانتشار كورونا المستفحل فى بعض البلدان، وحصده لآلاف الأرواح غير أنه لكى يظل الوضع تحت السيطرة ولكى ينجح فى منع تفشى الفيروس اللعين فى بلادنا لابد لنا من استخلاص دروس وخبرة انتشاره ومكافحته فى البلدان الأخرى، ومن تطبيق هذه الدروس بكل دقة، وبما يتناسب مع ظروف من إمكانات بلادنا بالطبع.
دروس الصين.. الدور الحاسم للدولة
الدرس الأول يجىء من الصين نقطة انطلاق الوباء، ويعد أول هزيمة كبرى له..فقد أدارت الصين أزمة تفشى الوباء بمستوى عال من الشمول والحزم وتعبئة الطاقات الوطنية بسرعة وكفاءة.وتوجيهها نحو مدينة «ووهان» والمدن المحيطة بها فى مقاطعة «هوى» حيث مركز الوباء، وفرصة الانتشار الكبير للفيروس ضرورة فرض حظر التجوال شبه الكامل فى منطقة حجر صحى عملاقة يسكنها نحو (60 مليون نسمة).. كما تم إغلاق جميع المصانع والجوازات والمؤسسات فى المقاطعة الصناعية الضخمة.
لكن حظر التجوال بحد ذاته - وبرغم أهميته الفائقة لمنع تفشى الوباء - لم يكن كلمة السر الوحيدة فى مواجهة الفيروس.. فقد كان يمكن أن تموت أعداد هائلة من البشر فى بيوتها، بدون علاج.. هنا تبرز أهمية النظام الصحى القومى والمتطور الذى تملكه الدولة الصينية، وأهمية القدرة التنظيمية الهائلة التى تملكها.. فقد تم توجيه جيش كامل من الأطباء وطواقم التمريض وغيرهم من العاملين فى المجال الطبى إلى «ووهان» والمدن القريبة منها.. وتم بناء عدة مستشفيات خلال نحو أسبوعين، تتسع لآلاف المرضى.. وبديهى أن المستشفيات القائمة والمستحدثة، تم إعدادها بكل التجهيزات الطبية اللازمة من أجهزة تنفس صناعى ومعامل للتحاليل وكواشف حرارية (كانت الكواشف موجودة فى كل مكان تقريباً، وفى أيدى الفرق المشرفة على حظر التجوال.. إلخ).
كما تم إمداد الطواقم الطبية بالملابس الواقية، التى رأى العالم كله صورهم فىها.. وغنى عن البيان أنه كانت هناك كميات هائلة من المطهرات والمعقمات والكمامات الطبية والقفازات.. إلخ، كما تم توظيف منجزات العلم والتكنولوجيا على أوسع نطاق.. فقد كان «للروبوتات» دور كبير فى الكشف على المرضى، وتوزيع الدواء، بل وتوزيع الغذاء على كبار السن غير القادرين على الحركة فى بيوتهم، وتسجيل ذلك على شبكات كمبيوتر عملاقة تتابع كل التفاصيل وتنظمها.. وساعد استخدام «الروبوتات» على تقليل الخسائر فى ضعف الطواقم الطبية، بعد أن كان عدد غير قليل منهم قد توفى فى المرحلة الأولى من عملية المكافحة.
ــ وهكذا تم إلحاق الهزيمة بكورونا فى المنطقة الموبوءة خلال أسابيع.
ــ والدرس هنا واضح تماماً.. نظام طبى قوى ومتطور (ومجانى) تشرف عليه الدولة، استطاع الاستجابة بنجاح لضرورات مواجهة الكارثة، ودولة يهمها حياة مواطنيها أدارت الأزمة بشمول وحزم وقدرة عالية على حشد الطاقات واستخدام ناجح لقدراتها العلمية والتكنولوجية الضخمة، وبديهى أن الإمكانات التى تملكها الصين لا تملكها دول كثيرة لكن المهم هنا هو التوجه والإرادة والحرص على حياة الناس فدولة كالولايات المتحدة أغنى من الصين (وكذلك دول أوروبا الغربية) لكن التوجه كان مختلفاً..فكانت النتائج مختلفة.
الوباء وكشف العورات
الدرس المؤلم للغاية لتفشى الوباء يجيئنا من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية اللتين أصبحتا أخطر بؤرتين لتفشى كورونا فوفقاً لأرقام صباح الخميس (2 إبريل) أصبح عدد المرضى فى أمريكا (أكثر من 215 ألفاً).. وعدد الوفيات (5،110).. وعدد المرضى فى إيطاليا (115،2 ألف) وعدد الوفيات (13،155 ألف) وهو الأكبر فى العالم بينما بلغ عدد المصابين فى إسبانيا (104،2 ألف) وعدد الوفيات (9،327 آلاف) بينما عددهم فى الصين (81،554) أغلبهم شفى بالفعل وعدد الوفيات 4،312) ألف وفى ألمانيا (78 ألفاً) تقريباً. وعدد الوفيات (931) حالة وفى فرنسا (حوالى 57 ألفاً) والوفيات 4،532) وفى بريطانيا يبلغ عدد المرضى (29،444) والوفيات (2،352).
وقد تعمدنا ذكر كل هذه الأرقام لنلفت النظر إلى أمر بالغ الأهمية هو أن نسبة الوفيات فى أغلب دول أوروبا الغربية الكبرى مرتفعة جداً (حوالى 8٪) بينما تزيد على «11٪» فى إيطاليا.. بينما تنخفض فى ألمانيا إلى أكثر بقليل من (1٪) لأن النظام الصحى الألمانى أفضل من نظيره لدى الدول الأوروبية الكبرى الأخرى.
وفى أمريكا تنخفض نسبة الوفيات إلى حوالى (2،5٪) بينما كانت قد بلغت حوالى (4٪) فى الصين.
فلماذا اجتاح الوباء أوروبا الغربية وأمريكا بهذه القوة والضراوة؟؟ ولماذا يموت المرضى بهذه النسبة المرتفعة؟؟
تكمن الإجابة فى مشكلات النظم الصحية وجوانب الضعف فيها من ناحية وفى الطريقة التى تعاملت بها هذه الدول مع الوباء وفى بداية انتشاره من ناحية أخرى.
وبالنسبة للدول الأوروبية فإن تراجع دور الدولة فى الرعاية الصحية (والاجتماعية) خلال العقود الثلاثة الأخيرة هو السبب الرئيسى فى إضعاف النظم الصحية فى تلك الدول، وقد تحدثنا فى مقالنا السابق (الأموال 29 مارس) عن هذه القضية وسياقها التاريخى بالتفصيل فلا نرى مجالاً لتكرار الحديث فيها هنا وحسنا أن نقول إن تراجع دور (دول الرخاء) وبروز الاتجاه (لخصخصة) الخدمات الصحية كان أهم أسباب ضعف النظم الصحية الأوروبية أما أمريكا فلم يكن التأمين الصحى فيها شاملاً للشعب كله.. وجاء ترامب ليعمل على تقليص برنامج أوباما لتوسيع التأمين الصحى، المعروف باسم «أوباما كير) وهكذا جاء الوباء ليجد مستشفيات عامة لديها نواقص كثيرة فى التجهيزات الطبية، وغرف الرعاية المركزة، وطواقم الأطباء والممرضين، بل والأسرة العادية، الأمر الذى كشف عن عورات هذه النظم الصحية وضعف استعدادها وخصوصاً لمواجهة كارثة بهذا الاتساع وظهر بوضوح الانعكاس السلبى لتراجع دور الدولة على مستوى النظام الصحى وقدرته على حماية أرواح الناس.
الأرواح.. والأرباح
ومن ناحية أخرى فإن الحكومات الغربية تأخرت كثيراً فى الاستجابة لضرورات إغلاق المصانع والمؤسسات الاقتصادية فى الوقت المناسب حتى لتفشى الوباء..وذلك حرصاً على استمرار النشاط الاقتصادى، ولكى لايتكبد أصحابها الخسائر، أو يضطروا لتحمل مسئولية أجور العاملين أو تجد الدولة نفسها أمام هذه المسئولية أو تتأثر شعبية هذا السياسى أو ذاك بسبب تراجع النمو الاقتصادى (ترامب مثلاً فى عام الانتخابات) وهكذا تركوا الوباء يتفشى وظلوا يقللون من خطورته حتى انفجرت الأوضاع في وجوههم فلم يعد هناك مفر من التحرك.
فالأرباح أهم من الأرواح بالنسبة «للرأسمالية المتوحشة» التى لاتبالى بحياة البشر.
ومن الأمثلة الشعبية في هذا الصدد امتناع شركة «جينرال موتورز) و«فورد» الأمريكيتين عن إنتاج أجهزة التنفس الصناعى بالغة الأهمية لإنقاذ مرضى كورونا، ودخولهما فى مساومات مع الحكومة الأمريكية حول أسعار الأجهزة حتى اضطر ترامب لإصدار (أمر عسكرى) للشركتين بإنتاج الأجهزة المطلوبة بعد أن طالت المساومة بينما الناس يموتون لعدم وجود ما يكفى من هذه الأجهزة!! وربما لو لم يكن هناك قانون يخول الرئيس إصدار هذا (الأمر العسكرى) فى حالة الطوارئ - لما تحركت الشركتان - ولا ندرى أيضاً لماذا لم يصدر ترامب ذلك الأمر العسكرى منذ البداية ويضع حداً للمساومة حرصاً على أرواح المرضى؟؟!!
الحياة.. مسئولية الدول
وبالرغم من التناقض الكبير بين المقدمات فإن النتيجة التى يقودنا إليها الدرسان الصينى والغربى واحدة.. وهى أن حياة البشر أثمن نعمة وهبها لنا الخالق - لايمكن أن تكون موضوعاً لحسابات الربح والخسارة، ولا للمساومات الرخيصة والمتاجرة تستوى في ذلك حياة الفقير والغنى والإنسان البسيط وذى الجاه والنفوذ لأنها منحة الخالق - سبحانه وتعالى - للبشر دون تفرقة. والحق فى الصحة يرتبط عضوياً بالحق فى الحياة، وهو جزء لا يتجزأ منه والدولة التى تفرط فى صحة مواطنيها وغير مواطنيها وعلى ضوء هذه الحقيقة يمكن النظر إلى الطريقة التى تعاملت - أو تتعامل - بها مختلف الدول مع وباء كورونا - الوباء الأوسع انتشاراً فى التاريخ، والذى يهدد البشرية كلها من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب والذى نعتقد أن العالم بعد لن يكون كما كان قبله - كما أن سياسات الدول فى حماية الصحة العامة والاطمئنان عليها ستشهد - فى اعتقادنا - تغييرات واسعة وأساسية لصالح أدوار أكبر بكثير (للدولة) من حماية حياة وصحة مواطنيها.
مصر فى مواجهة كورونا
وبالنسبة لمصر فقد كان واضحاً منذ البداية، اهتمامها بالتجربة الصينية، وأنها أقرب إلى الاستفادة من دروس هذه التجربة من حيث التحرك الواسع لمؤسسات الدولة، وتعبئة جهودها لمحاصرة الوباء بما فى ذلك تشديد الرقابة فى المطارات وتعليق الرحلات الجوية ووقف التجمعات والأنشطة غير الضرورية وإغلاق المدارس والجامعات، وتحفيز حضور موظفى الدولة، وتوجيه الشركات للأخذ بنظام العمل من المنازل لمن يناسبه ذلك وصولاً إلى زمن حظر التجوال ليلاً.. فضلاً عن الإجراءات الاقتصادية التى تم اتخاذها، وإتاحة عدة مليارات من الجنيهات لوزارة الصحة لرفع مستوى استعدادها.. إلخ.. إلخ..
وقد نتج عن ذلك ما أشرنا إليه فى بداية مقالنا من أن (الوضع تحت السيطرة) بالنسبة لانتشار الفيروس (عدد الإصابات والوفيات محدود، وكذلك معدل زيادتها) قياساً إلى عدد السكان.
لكن من الضرورى الإشارة إلى قصص أدوات الوقاية وارتفاع أسعارها واختفائها من الأسواق (الكحول - الكمامات - والقفازات مثلاً) وهذه أشياء بالغة الأهمية فى حصار الفيروس - كما أن ملابس الطواقم الطبية ليست على المستوى المطلوب للحماية (قارنها مثلاً بملابس الطواقم الصينية) - ونعتقد أنه يمكن توجيه خطوط الإنتاج فى عدد من المصانع لتغطية النقص الواضح فى هذه المجالات. كما يجب التفكير فى إمكانية صناعة بعض الأجهزة الطبية لدينا (أجهزة التنفس الصناعى والكواشف الحرارية وغيرها) إذا كانت الإمكانيات التكنولوجية تسمح بذلك، وإلا فاستيراد كميات كافية.
وبدون أي هيستيريا يجب أن نضع فى حساباتنا إمكانية أن يتخذ انتشار الفيروس الخبيث مساراً تصاعدياً، ولذلك فإن كل ما ذكرناه يجب أن يتوافر بكميات كافية، وأن يتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد أى تلاعب يتاجر بحياة مواطنينا.
ــ كما يجب التوجه بصورة عاجلة لسد النقص المزمن فى غرف العناية المركزة، وتوفير مزيد من أسرة المستشفيات وأماكن العزل المناسبة.
الموازنة.. ودور الدولة
ــ وإذا كانت دروس كورونا قد أوضحت الدور الحاسم للدولة فى المجال الصحى، ومع ملاحظتنا الزيادة فى ميزانية الصحة في مشروع الموازنة (96 مليار جنيه) فإننا لابد أن نشير إلى أن هذا المبلغ لا يزيد إلا قليلاً عن (1،5٪) من الناتج المحلى الإجمالى (6 تريليون جنيه عام 2019) بينما ينص الدستور على تخصيص (3٪) من الناتج المحلى للصحة.. أى أن البرلمان يدعو لمضاعفة المبلغ أو الاقتراب من ذلك، بما يعنيه ذلك من إعادة النظر فى الموازنة وإعادة هيكلة الأولويات لصالح الصحة والاستثمار فن مرافقها وتطويرها بما ينسجم مع دور حاسم للدولة فى المجال الصحى حيث ثبت أن القطاع الخاص لا يمكن التعويل عليه إلا فى أضيق الحدود، كما أنه يهتم بجنى الأرباح الفاحشة أكثر من صحة المواطنين..!! حمى الله مصر من كل سوء.

مصر للطيران

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE