محمد عبد المنصف يكتب : أغاني المهرجانات .. تدمير للاقتصاد

حملة تدميرية تقودها جهات أجنبية لتدمير الاقتصاد المصري، تحت شعار ما يعرف باسم أغاني المهرجانات، التي لا تلتزم باي معايير فنية سواء علي مستوي الكلمات او الالحان او حتي الأداء،ولكنها في الحقيقة تلقن الشباب درسا خطيرا ألا وهو، انه لا قيمة للعمل الجاد لأن الفهلوة هي أقصر الطرق لجمع المال ، والانتقال من الحياة القاسية الي اعلي درجات الرفاهية دون اي جهد .

فبين يوم وليلة لمعت أسماء أناس مجهولين وأصبحوا حديث الساعة، أمثال حسن شاكوش، وعمر كمال، والديزل، وعمرو حاحا، والزعيم، وأوكا، واروتيجا والعفاريت، والصواريخ، والدخلاوية، والي اخره، الذين لم نكن نسمع بهم من قبل، فاذا بهم حديث الساعة بين كل فئات المجتمع.

الغريب انه بعد صدور قرار الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية بمنع هؤلاء من ممارسة الغناء في اي حفلة عامة، ظهرت جهات متعددة تدافع عنهم ، سواء علي السوشيال ميديا بل ان هناك شاباً رفع قضية في الاقصر بمقاضاة نقيب المهني الموسيقية لوقفه هذه الاغاني الهابطة، التي لا تفيد المجتمع في شىء سوي تدمير أخلاقيات شبابه.

نحن اذاَ امام حرب جديدة من حروب الجيل الخامس التي تقوم علي فقد الانسان الثقة بنفسه، وبمؤسسات دولته، وبقيمة العمل، بل وبكل أنواع القيم والأخلاق التي يرتبط بها الانسان في حياته اليومية، ولا تطلب اسلحة او جيوشاً مدربه بل تعتمد فقط علي انشاء مجموعة من منصات التواصل الاجتماعي يغذيها القائمون عليها، يصعب تحديد الجهات التي تقوم عليها ، او توجيه اتهامات محددة لاي انسان، تتولي تدمير كل القيم.

االخطير في الأمر ان هذه النماذج الشاذة في عالم الغناء وفق تصريحات أهل الفن انفسهم، ستتربع باسرع وقت علي عرش الغناء المصري، بمقياس حجم المشهادات التي يحققونها علي قنوات اليوتيوب، وربما تراجع امام ذلك الطوفان اهل الفن الحقيقيين بل هناك كثير من المطربين الموهوبين قد توقفوا فعليا عن الغناء أمثال سيمون ونادية مصطفي وغيرهما.

ان الغناء احد ادوات القوي الناعمة لمصر التي لعبت دورا كبيرا علي مر التاريخ في تحقيق المصالح العليا للبلاد، وكان ملوك العالم يحترمونهم ويستمعون اليهم فقد كان الملك الحسن ملك المغرب مثلا صديق أم كلثوم وعبد الحكيم حافظ ، ولعبت أم كلثوم دورا كبيرا بعد هزيمة 1967 في ربط الجاليات العربية المقيمة في أوروبا باوطانهم، وجمع المال للمجهود الحربي، وتقديم اغان لاستنهاض الشعب المكسور، ونجحت في ذلك بقوة.. هل من الممكن ان يصبح هؤلاء هم رموز الغناء المصري .