الأموال
الجمعة، 19 أبريل 2024 01:33 صـ
  • hdb
9 شوال 1445
19 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : نجوى قاسم.. التي فقدها الإعلام العربى

الأموال

لعلي لا أبالغ إذا قلت إنه لم يسبق لإعلامى عربي أن حظى بمشاعر الحزن

الصادقة والجياشة علي رحيله مثلما حظيت نجوى قاسم الإعلامية والمذيعة

بقناة الحدث الفضائية التى غيبها الموت المفاجئ والصادم قبل ثلاثة

أسابيع.

تلك المشاعر الحزينة والممتزجة بتعاطف إنسانى نبيل التي خيمت علي المشهد

الإعلامي العربي لا تخفى دلالتها التي تعنى بقدر ما تؤكد أنها كانت حالة

إعلامية فريدة ونموذجًا بالغ التميز ليس بشهادة أهل المهنة فقط بل أيضًا

بشهادة النخب من السياسيين والمهتمين بالشأن العام والقضايا العربية.

• • •

تلك المشاعر تبدّت جلية في كلمات زملائها وزميلاتها من المذيعين

والمذيعات والعاملين في قناة «الحدث» التي خصصت ساعتين من إرسالها لها

يوم رحيلها والذين احتشدوا لنعيها.. معبرين بصدق عن صدمتهم في فقد

إعلامية نبيلة إنسانيًا.. متميزة مهنيًا.. محاورة مقاتلة بحثًا عن

المعلومة الصحيحة الدقيقة والتحليل السياسى المتماسك من خلال تغطيتها

للأحداث العربية بوجه عام.

• • •

هذا التميُّز المشهود به لها من زملاء المهنة مضافًا إليه ذلك الحضور

الطاغى علي الشاشة الذى جذب ملايين المشاهدين علي شاشة الحدث الفضائية..

أكدته مداخلات السياسيين ورجال الحكم في العالم العربي.. معبرين عن الحزن

لرحيلها المفاجئ.. مشيدين بمهنيتها المتميزة وأدائها الإعلامى رفيع

المستوى حسبما جاء علي لسان سعد الحريرى رئيس الوزراء اللبناني الذى بدأت

معه نجوى قاسم في قناة «المستقبل» قبل انتقالها إلى قناة «الحدث» في دبى،

وحسبما جاء أيضًا علي لسان فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبنانى السابق.

وفي نفس السياق جاءت مداخلات كبار السياسيين العرب ومن بينهم وزير

الإعلام الأردنى السابق ووزير الإعلام السودانى الذى أعرب عن امتنان

الشعب السودانى لأداء نجوى قاسم في متابعة وتغطية الحراك الشعبي وأحداث

الثورة السودانية وإلى درجة أن السودانيين اعتبروها أيقونة ثورتهم،

وبالمثل عبر الجزائريون عن امتنانهم وإشادتهم بتغطيتها للحراك الشعبى فى

الجزائر.

• • •

لقد بدا واضحًا أن السر في الشعبية الجارفة التي تحظى بها نجوى قاسم في

الشارع العربى خاصة في الفترة الأخيرة هو انحيازها لقضايا الشعوب العربية

وتغطيتها الموضوعية للأحداث السياسية، لذا لم يكن مستغربًا أن يكون خبر

رحيلها الـ«تريند» رقم (١) علي شبكات التواصل الاجتماعى.. عربيًا..

• • •

مهنيًا.. تميزت نجوى قاسم بأنها مثقفة جدًا بوجه عام وهى أيضًا مثقفة

سياسيًا وهو ما يتضح من إلمامها الكامل بالقضايا والأحداث السياسية

العربية التي كانت تقوم بتغطيتها بحيث لا يتمكن من تحاوره من المراوغة

الدبلوماسية والتهرب من الإجابة التى كانت تُصر على الحصول عليها دون

خروج عن اللياقة وهي السِمة التي تميزت بها.

• • •

لقد أضفت نجوى قاسم بحضورها الطاغى علي الشاشة وأدائها الإعلامى

الاحترافي والهادئ في نفس الوقت نكهة إعلامية وسياسية تليفزيونية شديدة

الخصوصية على قناة «الحدث» الفضائية، فكانت إضافة قوية ومهمة للقناة

أحسبها كانت سببًا في اجتذاب المشاهدين في العالم العربى لمتابعتها ومن

ثم متابعة القناة ذاتها.

• • •

ومن جانبى كمتابع ومهتم ومهموم بالشأن العام وكصحفي متخصص في الشئون

العربية، فإنى أشهد لها بالاحترافية والتميز في تناولها وتغطيتها للأحداث

السياسية العربية.. الحراك الشعبي والثورة السودانية مؤخرًا.. نموذجًا،

وأعترف بأنى لم أستطع متابعة ما كان يجرى في السودان منذ بداية الأحداث

وحتى نهايتها بتشكيل المجلس السيادى والحكومة المدنية الانتقالية، إلا من

خلال تغطية وحوارات نجوى قاسم علي قناة «الحدث» الفضائية، بل إنها كانت

السبب الرئيسى في حرصى علي مشاهدة هذه القناة ومتابعة برامجها.

• • •

يبقى استعراض الجانب الآخر الشخصى في حياة الإعلامية الراحلة الذى صدم

رحيلها المفاجئ دون سابق إنذار أو مرض عائلتها اللبنانية مثلما صدم

زملاءها الإعلاميين من كل الجنسيات في قناة «الحدث» الفضائية.. فمن

المفارقات أنها غير دارسة للإعلام ولكنها خريجة كلية الهندسة.

ولذا فإنها حين التحقت بقناة المستقبل في لبنان كان من المفترض أن تعمل

مهندسة، ولكنها اختارت العمل الإعلامى وأن تكون مذيعة، وكانت المفاجأة

للعاملين في القناة أنها حققت نجاحاً احترافياً لافتاً، وبعد إغلاق

«المستقبل» رحبت بها قناة «الحدث» في دبي والتي انتقلت إليها وظلت تطل

على شاشتها حتى وافتها المنية صباح يوم خميس قبل ثلاثة أسابيع، حين دخلت

عليها إحدى شقيقاتها لتوقظها من النوم فوجدتها قد فارقت الحياة على هذا

النحو الصادم.

ومن اللافت أن نجوى قاسم لم تتزوج ربما لعشقها لمهنة الإعلام التى ملأت

حياتها وشغلتها عن التفكير في الزواج حتى رحلت فجأة في سن الثانية

والخمسين وإن كانت تبدو في سن أكبر.. ربما لشخصيتها الرصينة التي تظهر

بها على الشاشة.

• • •

مثلما كان حضور نجوى قاسم طاغيًا على الشاشة في حياتها، ومثلما كان

أداؤها الإعلامى هادئاً رصيناً، فقد جاء خبر رحيلها المفاجئ والصادم

طاغيًا، بقدر ما جاء رحيلها ذاته هادئاً رصيناً أيضًا.

• • •

تلك السطور.. نعى واجب.. وتعزية لعائلتها وزملائها في فضائية «الحدث»

وللإعلاميين العرب في كل مكان.. أعتذر عن أنها تأخرت، وهى تعبير شخصى

كصحفي مصرى عن فقد نجوي قاسم الإعلامية اللبنانية العربية المتميزة.

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE