شريف عبد الفهيم يكتب : معرض الكتاب

ظللت طوال سنوات أحرص كل عام على حضور فعاليات عرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يحتفل هذه الايام بدورته الحادية والخمسين.

كانت زيارة المعرض بالنسبة لي في فترة الدراسة ولأولادي بعد الزواج

والإنجاب تعتبر نزهة أمتلئ فيها بالزاد الثقافي والنفسي، فالكتاب بالنسبة

لي هو جليسي في فترات الراحة والاكتئاب والزهق من طاحونة الحياة التي لا

ترحم، فهو جليس لا يملُّك أبداً ولا ينفك أن يعطيك كل ما تحتاجه من

معلومات وما لا تحتاجه أيضاً لكنه يكون مخزوناً في الذاكرة لوقت قد

تحتاجه فيه، وهو جليس لا يتركك حتى تقرر أنت أن تتركه، لا يشعرك بالفتور

بل قد يجذبك لن تظل معه ساعات وساعات لا تريد أن تتركه، وإن تركته فإنه

يجذبك إليه مرة أخرى بل وتكون شغوفاً لأن تعود إليه ليظل يحادثك وأن تقرأ

دون ملل أو كلل.

في العام الماضي قرر القائمون على المعرض نقله إلى منطقة التجمع الخامس،

وهي خطوة أفقدت المعرض بلا شك نسبة كبيرة من رواده ومريديه كنت أنا واحد منهم، فلم يعد الوقت يسمح لن أقضي أكثر من ثلاث ساعات في الطريق بين الذهاب والعودة غير مثلها على الأقل في البقاء هناك، فلقد كنت أعتبر

مشواري إلى معرض الكتاب في مقره القديم في أرض المعارض بشارع صلاح سالم بمدينة نصر فترة راحة لا تزيد على الساعتين كل يوم ما بين الذهاب والعودة والبحث عن عناوين كتب أحتاجها، لكن نقل المعرض إلى التجمع الخامس أصبح مانعاً لي من أن أذهب يومياً فأنا لا أمتلك رفاهية الاستغناء عن 6 ساعات يومياً لكي اذهب إلى هناك كما أنني لا أمتلك رفاهية أخذ إجازة من العمل لقضاء اليوم بأكمله في التجول بين دور النشر للبحث عما أريد.

ربما يكون نقل المعرض إلى منطقة التجمع الخامس رؤية من الحكومة للابتعاد

عن الزحام في وسط العاصمة التي أصبحت مكتظة على آخرها، وهو شيء لو صح فإنه يحمد للحكومة ولكن على الحكومة ان توفر وسائل انتقال سريعة إلى مقر المعرض الجديد بعيداً عن زحام مصر الجديدة ومدينة نصر حتى توفر الوقت الكافي لرواد المعرض للذهاب والعودة دون أن تضيع منهم الساعات في الطريق.