نبية صدقى يكتب : ”آباء يذبحون وأبناء يصرخون”           

البعض قد يشعر بأن عنوان هذا المقال معناه ضخم ومبالغ فيه ولكن للأسف الشديد هذه هي الحقيقة التي نغفل عنها لأن الطلاق هي السكينة الحامية التي يذبح بها الآباء الأولاد ويسلخونهم بها بلا شفقة او خجل وخصوصاً عندما تتعرض سفينة الزوجية لبعض العواصف والأعاصير ورياح العاتية و الأمواج المتلاطمة.

فيكون أول القافزين منها القبطان اونائبة أو كلاهما (الزوجان) ويدعان تقابل العواصف والأعاصير والرياح العاتية و الأمواج المتلاطمة وفيها أثمن شئ وهي الجواهر الثمينة (الأولاد) نعمة الرب الكبرى على كثيرمن العباد.

قال الحق :_سبحانه _{المال والبنون زينة الحياة الدنيا} سورة الكهف (46)وقال محمد بن سليمان; (البنون نعم والبنات حسنات والله _سبحانه _يحاسب على النعم ويجازي على الحسنات).

فيقفزأحدهما أو كلاهما من السفينة قائلين إن السفينة ستنجو ونسيا أن السفينة لا تسير إلا بالقبطان وبدونه تصاب بالغرق وماذا عليهما لو قابلا العواصف والأعاصير والرياح العاتية بيد واحدة متماسكة وبقلب يملأ ه الحب والتضحية والفداء و البذل والعطاء متخليا عن حب الذات و الأنانية والكبر وواجها سويا المشاكل وقاما بحلها وقاما لإنقاذ السفينة قبل الغرق وفوات الأوان لأن غرق السفينة سيؤثر تأثيراسليبا على الأولاد ويشمل هذا التاثير الجوانب (الاجتماعية _الاقتصادية _العاطفية _العلمية) .

غير انهم يصيبون بالاضطرابات النفسية التي تسبب القلق والخوف والحزن مما يجعلهم ينحرفون ويشربون المخدرات وينحون نحو التطرف ونحو الانتحار أو الجنان وللأسف الشديد وقع هذا لغلطة كبرى وهي غلطة الانفصال نتيجة لزوجين أصابهما الجنون في لحظة ما وضحك عليهما الشيطان في وقت ما وجرى أحدهما أو كلاهما وراء شهوة ما وتعصب كلاهما للذات وأصرا كلاهما على الكبر وسدا منافذ الإصلاح والرجوع والتنازل لنجاة السفينة من الغرق والأدهى من ذالك تدخل الأهل لاشعال الفتيل بدلا من اطفائه ونار الحرب بدلا من اخمادها.

وفي نهاية المطاف الدافع للثمن الباهظ هم الأولاد و ياليتنا فعلنا كما تفعل الكائنات الأخرى يحكي في قريتنا زريبة اشتعلت فيها النار وبداخلها عجل إذ بأمه تدخل ورائه و تحترق معه والاعجب من هذا حشرات تسمي (نيكروفور) تموت بعد وضع بيضها مباشرة فلا ترى لها ذرية قط ولهذا تضع قبل موتها جثث حيوانات بجانب بيضها لتكون غذاء لصغارها بعد موتها .

وصدق الشاعر عندما قال : إنما أولادنا بيننا اكبادنا تمشي على الأرض. إن هب الريح على بعضهم. لم تشبع العين من الغمض

اللهم احفظ بلادنا وجيشها العظيم وامنها وكل أهلها واولادنا امين يارب العالمين