الأموال
الجمعة، 29 مارس 2024 04:28 صـ
  • hdb
19 رمضان 1445
29 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : ليبيا.. نهاية أحلام أردوغان الإمبراطورية

الأموال

التطورات العسكرية والسياسية المتلاحقة التى تجرى على الساحة الليبية،

وفيما يتصل بها، تشير بوضوح إلى أن خطط أردوغان العدوانية للتدخل واسع

النطاق فى ليبيا، وإقامة رأس جسر تركى علي الساحل الجنوبى للبحر المتوسط،

هي خطط محكوم عليها بالفشل.. تلك الخطط التى ترتبط بأحلام جنونية حول

إحياء الإمبراطورية العثمانية واستعادة أمجادها الغابرة.

فبينما يزداد إحكام الحصار الذى يفرضه الجيش الوطنى الليبى على طرابلس،

تمكنت قوات الجيش من تحقيق انتصار عسكرى بالغ الأهمية بتحرير مدينة «سرت»

ذات الأهمية الاستراتيجية من قبضة الميليشيات الإرهابية التابعة لحكومة

فايز السراج.. وتواصل القوات هجومها علي مدينة «مصراتة» علي أربعة

محاور.. وتشير تقديرات المراقبين إلى أن من المتوقع سقوط المدينة خلال

أيام قليلة «يجرى إعداد هذا المقال للنشر مساء الأربعاء ٨ يناير».

وتعود أهمية «سرت» إلى أنها تتوسط منطقة «الهلال النفطى» أهم مناطق إنتاج

البترول في البلاد. كما أن بها قاعدة جوية كبرى، هى قاعدة «القرضابية»

التى يمكن تأهيلها للمشاركة في المعارك من أجل تحرير طرابلس.. وأيضًا لأن

المدينة تمثل عقدة لطرق المواصلات بين الشرق والغرب والجنوب.

واللافت للنظر أن سيطرة الجيش الوطنى الليبي علي سرت، قد تمت من خلال

هجوم خاطف، تميز بالتنسيق عالي المستوى بين القوات البرية والجوية

والبحرية.. وقوبلت قوات الجيش الوطنى بترحيب شعبى حار من سكان المدينة.

أما مدينة «مصراتة» فتقع علي مسافة أكثر من ١٥٠ كم غرب سرت ــ أى أنها

أقرب كثيرًا إلى طرابلس.. وبها هى الأخرى قواعد ومنشآت عسكرية يمكن

استخدامها في معركة تحرير العاصمة.. كما أنها تعتبر قاعدة الإمدادات

العسكرية والمدنية لطرابلس.. الأمر الذي يجعل تحرير الجيش لها خطوة هامة

للغاية لإحكام الحصار علي العاصمة، وإضعافها عسكريًا.

سباق مع الزمن

ويتضح من هذا أن احتدام المعارك حول طرابلس وباتجاهها يجرى في سباق مع

الزمن، لاستباق وصول القوات العسكرية (النظامية) التركية، التي أعلن

أردوغان عن بدء تحركها نحو ليبيا، والتى تشير التقارير الإعلامية إلى

وصول عناصر منها تعدُّ بالعشرات فقط حتى الآن، من رجال المخابرات وأطقم

توجيه المدفعية والطائرات المسيَّرة (الدرون) التركية، وغيرها من الخبرات

الفنية، وذلك مقابل أكثر من ألف من الإرهابيين على أقل تقدير، الذين

نقلتهم تركيا من (إدلب) وشمال سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، لينضموا إلى

عدة آلاف من الإرهابيين نقلتهم أنقرة إلى ليبيا على مدى الأشهر والسنوات

الماضية، ليحاربوا إلى جانب إرهابيي «الإخوان المسلمين» و«القاعدة»

وغيرهم من أعضاء الميليشيات المتطرفة التى تستند إليها حكومة السرّاج.

ونظرًا للهزائم التي لقيتها هذه الميليشيات في معاركها مع الجيش الوطنى

الليبى، لجأ السراج إلى توقيع اتفاقيتين أو «مذكرتى تفاهم» مع أردوغان

(٢٧ نوفمبر الماضى) تتعلق إحداهما بترسيم الحدود البحرية بين ليبيا

وتركيا.. وتتعلق الثانية بـ«التعاون الأمنى»، وقد كتبنا عن هذا الموضوع

في حينه (الأموال - ٨ ديسمبر ٢٠١٩) وأوضحنا عدم شرعية هذين الاتفاقين من

جوانب مختلفة، في مقدمتها عدم شرعية توقيع السراج لأى اتفاقية باسم

ليبيا، ليس فقط لأن اعتماد مثل هذه الاتفاقية يحتاج بالضرورة إلى تصديق

البرلمان المنتخب، بل وأساسًا لأن السراج وحكومته غير حاصلين على ثقة

البرلمان، كما ينفى «اتفاق الصخيرات» الذى تم بموجبه تعيين السراج في

منصبه.. والذى يُشار بمقتضاه إلى حكومته باعتباره «الحكومة المعترف بها

دوليًا»!! بالرغم من أن هذا غير صحيح قانونًا، وأن اختيار السراج وتنصيبه

جاء بناء على اتفاقات الكواليس بين ممثلي الدول الكبري وأجهزة مخابراتها،

وبعيدًا عن البرلمان الليبي المنتخب بصورة قانونية والمعروف باسم (برلمان

طبرق/ أو برلمان بني غازى).. الذى أجبرته الميليشيات الإرهابية علي

مغادرة عاصمة البلاد (طرابلس) منذ سنوات.. كما أوضحنا الضرر الذى تلحقه

المذكرتان (أو الاتفاقيتان) ـ حال تطبيقهما ـ بالأمن القومى المصرى،

ومصالح عدد من دول شمال إفريقيا والبحر المتوسط (الأموال - ٨ ديسمبر

٢٠١٩).

إمعان في تحدّى الشرعية

وبالرغم من الإدانات العربية والدولية الواسعة للاتفاقيتين، فقد أصر

أردوغان على عرضهما على البرلمان التركى الذى صادق عليهما، بغض النظر عن

رفض وإدانة البرلمان الليبى ذاته!! فضلا عن الإدانات العربية والدولية.

ثم انتقلت المسرحية الممجوجة خطوة أخرى إلى الأمام بطلب السراج مساعدة

عسكرية من أردوغان الذى أحال الطلب للبرلمان التركى، ليوافق الأخير على

إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا!! وليُعلن أردوغان عن بدء تحرك الوحدات

فورًا، الأمر الى أثار عاصفة من الاستنكار والغضب من جانب مصر وعدد من

الدول العربية في مقدمتها السعودية والإمارات، ومن جانب الاتحاد الأوروبى

ودوله الكبرى، بالإضافة إلى روسيا والصين وغيرها من الدول التى طالبت

تركيا بعدم التدخل في ليبيا، واحترام استقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.

ومعروف أن التدخل العسكرى التركى في ليبيا يعود إلى عدة سنوات مضت.. وأن

اتخذ شكل إرسال الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا بأعداد كبيرة، وإمداد

حكومة السراج والميليشيات الإرهابية التابعة لها بمختلف أنواع الأسلحة

المتقدمة، بما فيها الدبابات والطائرات المسيرة (الدرون) ووسائل الدفاع

الجوى.. إلا أن الأمر هذه المرة يتخذ طابعًا أكثر اتساعًا وسفورًا وخطورة

بكثير عن الفترة الماضية.. فهو يتم تحت لافتة (تنفيذ اتفاقية بين

دولتين)!! كما تدعى أنقرة.. وبالتالى فإن الحديث يدور علنًا عن إرسال

قوات نظامية.. وبأعداد كبيرة، وتسليح أكبر.. كما تعلن أنقرة بكل تبجح عن

فتح مكاتب لاستقبال وتدريب المتطوعين «للجهاد في ليبيا» من بين إرهابيي

داعش والنُصرة وما شابه ذلك من منظمات إرهابية، كما تعلن عن مرتبات شهرية

لهم تبلغ آلاف الدولارات!! وعن تعويضات فى حالة الإصابة وتعويضات الأهل

في حالة الوفاة!! وهو ما يُنذر بتدفق آلاف من الإرهابيين من مختلف

الجنسيات من إدلب وشمال سوريا، خلال الأسابيع القادمة.. وتشير خبرة الغزو

التركى لمنطقة شرق الفرات في سوريا، إلى أن القوات التركية تدفع

بالإرهابيين إلى مقدمة الصفوف في القتال، ليقوموا بدور «فصائل الصدام»

مستغلة نزعاتهم الانتحارية والمتطرفة، وحفاظا على أرواح الجنود

النظاميين، حتى لا تتعرض شعبية النظام للاهتزاز أو الانهيار بسبب منظر

التوابيت الملفوفة بالأعلام الوطنية العائدة من ميدان القتال.

بؤرة للإرهاب

ومن الأهمية بمكان كبير هنا القول بأنه بالرغم من ضخامة الإنجازات

العسكرية التي حققتها قوات الجيش الوطنى في الشرق والجنوب وأجزاء واسعة

من الغرب الليبى، فإن بقاء أجزاء كبيرة من العاصمة طرابلس ومن المناطق

الغربية للبلاد في يد حكومة السراج (لاحظ أن مساحة ليبيا ١.٧ مليون كم)

يمكن أن يكون بمثابة رأس جسر لتركيا للتمركز فيه بدعوى «حماية الشرعية»!!

وجلب مزيد من الإرهابيين ليتم إهدار الجهود المضنية التي بذلتها القوات

المسلحة المصرية والجيش الوطنى الليبى في تطهير المنطقة الشرقية من

ليبيا، والصحراء الغربية المصرية، وتلك الجهود التى بذلها الجيش الوطنى

فى تقليص الوجود الإرهابى جنوب البلاد.. وبالتالى تعود ليبيا مرتعًا

للإرهاب والهجرة غير الشرعية بنفس الصورة التى كانت عليها أو أكثر.. وهو

ما يمثل خطرًا فادحًا على الأمن القومى المصرى وأمن دول الشمال الإفريقى،

والأمن الأوروبى أيضًا، حيث تطل ليبيا علي البحر المتوسط بواجهة تبلغ نحو

(١٥٠٠ كم) تمثل المصدر الرئيسى للهجرة غير الشرعية، التى يندس الإرهابيون في ثناياها.

لذلك رأينا ردود أفعال تعبّر عن القلق الشديد لدى دول الاتحاد الأوروبى،

من تحركات أردوغان العدوانية الخطيرة.. ورأينا إدانة للتدخل العسكرى

التركى والاتفاقية غير الشرعية التى يستند إليها.. ووجدنا درجة كبيرة من

التقارب مع الموقف المصرى من القضية، باعتبار أن مصر هى أكثر الأطراف

تعرضا للضرر من خطوات أردوغان- السراج العدوانية.. كما وجدنا استعدادًا

أوروبيًا أكبر لتفهم أهمية دور المشير حفتر والجيش الوطنى كحائط صد ضد

الإرهاب والفوضى.

إصبع ديناميت.. وبرميل بترول

من ناحية أخرى فإن التدخل التركى في ليبيا كان بمثابة جرس إنذار ينبّه

الدول الأوروبية صاحبة المصالح البترولية في ليبيا إلى خطورة أطماع

أردوغان.. فليبيا دولة تختزن أرضها ومياهها عشرات المليارات من احتياطيات

البترول، وتريليونات الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعى.. وتعتبر فرنسا

«من خلال شركة توتال» وإيطاليا «من خلال شركة إينى» أكبر مستثمرين فى

قطاع البترول والغاز في ليبيا، إلى جانب مصالح أقل حجمًا لكل من أمريكا

وبريطانيا، وروسيا مؤخرًا.. وبديهى أن هذه الدول لن تسمح لأردوغان

بالمساس بمصالحها البترولية في ليبيا.. كما أنها لن تسمح له باللعب

بالنار والديناميت إلى جانب حقوق البترول والغاز (أى نشر الفوضى من جديد)

بعد أن بدأت الأوضاع الأمنية تتحسن نسبيًا.. وبفضل دور أساسى لحفتر

المدعوم بقوة من جانب مصر والسعودية والإمارات (علنًا) ومن روسيا (بطريقة

مواربة إلى حد ما.. ولذلك رأينا لهجة الضغوط والتهديد بالعقوبات تبرز

لأول مرة في خطاب الاتحاد الأوروبي ضد التدخل الأمريكى.. ووزير خارجية

فرنسا يشارك في إصدار بيان يعتبر الاتفاقيتين غير الشرعيتين بين أردوغان

والسراج.. «لاغيتين».. فى اجتماع وزراء الخارجية المعنيين فى القاهرة

(الأربعاء ٨ يناير).. علمًا بأن عقد الاجتماع في القاهرة بحضور فرنسا

وإيطاليا واليونان وقبرص يمثل اعترافًا واضحًا بأهمية الموقف المصرى

الرافض تمامًا لتحركات أردوغان العدوانية.

>> ومن ناحية أخرى وجدنا روسيا تدخل بصورة مباشرة علي خط جهود التسوية.. ويتم الاتفاق بين بوتين وأردوغان على وقف إطلاق النار بحلول يوم (١٢ يناير).. وواضح أن روسيا تبحث لنفسها عن دور معتبر في هذه الجهود.. وتحاول الاستفادة من علاقاتها الطيبة بمصر وفرنسا وإيطاليا واليونان للقيام بدور (وساطة ما).. لكن خبرتنا مع بوتين في سوريا تشير إلى أنه لن يضغط على حفتر لوقف إطلاق النار إذا كانت المعارك تدور في صالحه!!

>> كما أن مصر ليس هناك ما يلزمها باتفاق بوتين - أردوغان.. ولا تعتقد أنها ستكون مضطرة للضغط على حفتر، خاصة أنها الطرف الأكثر تضررًا من التدخل التركى فى ليبيا.

>> وبديهى أن ما من طرف واحد من كل الأطراف المذكورة يتعاطف ولو مثقال ذرة لا مع التدخل التركى في ليبيا ولا مع أحلامه الإمبراطورية الجنونية في الهيمنة على شرق المتوسط.

>> وواضح أيضًا أن مؤتمر برلين ـ الذى تأجل مرارًا ــ إذا قدِّر له أن ينعقد قرب نهاية هذا الشهر، فإن اتجاهه العام سيكون ضد أردوغان.. ولن نغامر بالقول إن المؤتمر لن ينعقد، فقد ينعقد على أي حال.. لكننا نستطيع القول إن المؤتمر حتى لو توصل إلى اقتراحات للتسوية (كما حدث في مؤتمر باليرمو مثلا) ــ (نوفمبر ٢٠١٨) فلن يتم تنفيذها، تماما كما حدث مع مقررات (باليرمو) ومقررات (باريس) قبلها.. فلا أردوغان سيقبل بتسوية من موقع الضعف، لأنه وحيد في موقفه.. ولا الآخرون يريدونه على مائدة التسوية وخاصة بعد أن أسفر عن وجهه القبيح باتفاقاته مع السراج، وبالتدخل العسكرى (وتذكروا ما حدث مع نائبه في باليرمو).. وبديهى أنه لن يستطيع أن يقلب الطاولة ويفرض شروطه في ظل علاقات القوى القائمة.

وكما يحدث دائمًا فى مثل هذه المواقف فإن الجميع يقولون: (لا حل عسكريًا

للأزمة).. بينما هم في قرارة أنفسهم يقولون (لا حل سوى العسكرى)!! ومادام

حفتر يتقدم على الأرض فالأرجح جدًا أن الأمر سيكون كذلك..

مصر للطيران

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE