الأموال
الجمعة، 19 أبريل 2024 10:58 صـ
  • hdb
10 شوال 1445
19 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : الإنشاد الدينى.. الفرعونى والقبطى والإسلامى (٨)

الأموال
  • الإنشاد والمديح من الحضرة الصوفية إلى المسارح

الظاهرة الجديدة في ساحة الإنشاد الدينى التي أفردت لها الكاتبة الصحفية مروة البشير فصلا كبيرا في كتابها هى ما وصفتها بانتقال المديح والإنشاد من الحضرة الصوفية والمساجد إلى المسارح من خلال فرق الإنشاد التى ظهرت مؤخرًا.. ذكرت منها أربع فرق (أحسبها الأهم والأكثر تأثيرًا وحضورًا) وهى «فرقة الحضرة» و«فرقة المولوية» و«فرقة الإخوة أبوشعر» وفرقة «الرضوان المرعشلى».

في استعراضها لتلك الفرق.. بدأت المؤلفة بالحديث عن فرقة الحضرة التي تتكون من مجموعة من شباب المنشدين والمبتهلين الذين يقدمون حالة روحانية ـ بحسب تعبيرها ـ تجمع بين الابتهال والذِكر والمديح وعلي النحو الذى يُعد تجديدًا للإنشاد الصوفى في مصر.

ثم إن نشاطها لا يتوقف على الإنشاد والمديح فحسب ولكنه يمتد إلي إقامة ندوات دينية وتثقيفية لنشر العلم الدينى الصحيح ونشر الوسطية والاعتدال.

وتنقل المؤلفة عن مؤسس الفرقة نور ناجح أنه فكر في تأسيسها لسببين.. الأول: نقل الحالة الروحية من الحضرة الصوفية وحلقات الذِكر من ساحات الصوفية والمساجد إلي المسرح، والثانى: هو اهتمامه بتراث مصر الشعبى العظيم في هذا المجال والذى لا يلقى الاهتمام الكافى.

وعن علاقته بالصوفية يقول رئيس فرقة الحضرة إنها بدأت بعد حضوره حضرة صوفية بمسجد السيدة زينب، حيث انبهر بالذِكر والمديح الذى سمعه لأول مرة لدرجة انضمامه للطريقة الخليلية في أكتوبر ٢٠١٣، ومن ثم قرر تأسيس فرقته.

أما المصادر التى يختار منها قصائد الإنشاد والمديح فهى القصائد التراثية وبطانات المشايخ طه الفشنى والفيومى وكبار العارفين مثل محيى الدين بن عربي والحلاج، إضافة إلى قصائد من وصفهم بسادتنا الصوفية المعاصرين.

< ‫< ‫<

وفي حديثها عن فرقة المولوية المصرية تقول المؤلفة إنها تأسست على يدى منشدها ومنظرها الفكرى عامر التونى والتى يحاول من خلالها طرح التراث «المولوى» المصرى علي الساحة العالمية ليؤكد خصوصية مصر التراثية.

ولذا فإنه كما أوضح للمؤلفة يحاول أن يضرب بيديه في الأعماق عبر التاريخ ـ بحسب تعبيره ـ متعقبًا الآثار الموسيقية من الموشحات والابتهالات والمدائح واستعراض كل الأشكال الاحتفالية للطرق الصوفية المصرية أمثال الشاذلية والرفاعية والبيومية وغيرها من الطرق التى تستخدم القوالب الموسيقية المصرية.

وفى تأصيل تاريخى لـ«المولوية» ونشأتها تقول المؤلفة إنها طريقة صوفية تعود إلى محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخى من بلخ في أفغانستان الشاعر والفقيه والمتصوف المعروف باسم مولانا جلال الدين الرومى والذى تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية وأغلبها مكتوب باللغة الفارسية وبعضها باللغة العربية تأثيرًا واسعًا فى الثقافة الإسلامية وخاصة الفارسية والعربية والأوردية والتركية والبنغالية، أما الطريقة المولوية ذاتها والتى اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الدائرية الروحية فقد أسسها أتباع جلال الدين الرومى وابنه سلطان بعد وفاته.

وفى شرحه للفن الصوفى المولوى يقول عامر التونى رئيس الفرقة إنها إحدى الطرق التى تستخدم الموسيقى والأشكال الأدائية بالجسد وهو شكل جديد لدى المتصوفة الذين يستخدمون الكلام في التعبير، إذ إن المولوية تستخدم التعبير بالكلام والجسد معًا، وهو تعبير فلسفة خاصة تقوم على تحريك الجسد في دوران يعنى سموًا للروح.

وعن أوجه الاختلاف بين المولوية المصرية والمولوية فى العالم يقول عامر التونى إن لنا فلسفة خاصة، فنحن ندعو إلى طريق وليس طريقة، وأنا لست شيخ طريقة، وإن كنا ندعو إلى طريق الله بالإنشاد والمديح والابتهال، ولذا فإن المولوية المصرية تمزج بين الثلاثة معًا فى أغنية واحدة ليكون لها تأثير روحى ووجدانى كبير.

وعن رفضه لغناء أشعار جلال الدين الرومى مؤسس «المولوية» أرجع السبب إلي أنها مكتوبة باللغتين الفارسية والتركية، وإذا تمت ترجمتها للعربية فإنها تفقد معناها، وفى نفس الوقت إن ذلك لا يمس من قدر مولانا جلال الدين الرومى فهو مولانا ومؤسس الطريقة المولوية فى العالم الإسلامى كله.

‫< ‫< ‫<

الفرقة الثالثة من فرق الإنشاد هى فرقة «الإخوة أبو شعر» أو فرقة الصحابى أبي أيوب الأنصارى والتي تُعد إحدى الفرقتين السوريتين اللتين احتلتا مساحة كبيرة في ساحة الإنشاد الدينى في مصر في السنوات الأخيرة، والتى تتكون من عشرة أعضاء.. ستة منهم إخوة من عائلة «أبوشعر» السورية.. والدهم الشيخ أبوشعر الحسينى الرفاعى من الأشراف.. عمل في شبابه منشدًا لبعض العلماء الكبار في دمشق.

بدأت الفرقة مسيرتها فى عام ١٩٨٣ عندما كون أربعة من الإخوة فرقة «براعم» لمدح الرسول، حيث سُميت في البداية باسم الصحابي أبى أيوب الأنصارى نسبة للمسجد الذى تخرجوا فيه في منطقة الزهراء في دمشق.

أما عائلة «أبوشعر» التي تنتسب إليها الفرقة، فهى من العائلات العريقة في دمشق وقد عُرفت بهذا الاسم لأن جدها الأكبر كان يرد على كل من يتحدث معه بالشِعر (بكسر الشين) ولكن جرى تداول الاسم بفتح الشين.

الإخوة أبوشعر وكما أوضحوا للمؤلفة يجمعون بين انتساب الأم للحسن بن علي بن أبى طالب وبين انتساب الأب للإمام الحسين وذلك هو السبب في وصفهم لأنفسهم بأحفاد رسول الله.

وتنقل المؤلفة عن رئيس الفرقة أن رسالتها فى الإنشاد والمديح هى تقديم رسالة صحيحة عن الإسلام ومدح الرسول وآل البيت وأولياء الله الصالحين إلى كل الأمة الإسلامية بعيدًا عن الطائفية والمذهبية والأيديولوجيات.

‫< ‫< ‫<

وتختتم المؤلفة هذا الفصل بالحديث عن فرقة الرضوان المرعشلى ثانية الفرق السورية التى وفدت إلى مصر في السنوات الأخيرة بسبب الأحداث في سوريا منذ عام ٢٠١١.

وفى تقديمها للفرقة تقول المؤلفة إنها تأسست في دمشق عام ١٩٨٠ علي يدى مؤسسها عبدالقادر المرعشلى وتتكون من أبنائه، حيث بدأت مسيرتها بعد أن تعلم عبدالقادر الإنشاد من والده ياسين في مجالس الذِكر، ثم بدأ في الإنشاد في الحفلات والمناسبات الدينية منذ عام ١٩٦٠، وقد عُرف في سوريا بإنشاد قصائد المديح باللهجة المصرية التى جذبت السوريين إليه.

وعن قصائد الإنشاد والمديح التي تتغنى بها الفرقة في القاهرة يقول رئيس الفرقة إنها تتضمن كل الألوان الإنشادية سواء المصرية أو المغربية أو التركية.. مشيرا في نفس الوقت إلى أن الجمهور المصرى يُفضل اللون المصرى الذى تجيده الفرقة والذى كان سببًا في شهرتها في سوريا منذ بدايتها..

‫< ‫< ‫<

ويبقى للحديث بقية.. مع استعراض آخر فصول كتاب «فن الإنشاد الدين» والذى يتضمن مفاجأة.. أو هكذا أحسبها..

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE