الأموال
السبت، 20 أبريل 2024 01:05 صـ
  • hdb
10 شوال 1445
20 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : فن الإنشاد الديني.. الفرعوني والقبطي والإسلامي (٧)

الأموال

جيل جديد من المنشدات في ساحة المديح

بعد استعراضها لأهم وأشهر المنشدين والمداحين في العصر الحديث، لم يفت الكاتبة الصحفية مروة البشير أن تخصص فصلاً من كتابها لإلقاء الضوء على جيل جديد من المنشدات والمداحات، اللائي ظهرن مؤخرًا على الساحة.

غير أنه لم يفتها الإشارة في البداية إلى أقدم وأشهر منشدة ومداحة، وهي الفنانة خضرة محمد خضر، والتي اتجهت إلى هذا اللون من الغناء في فترة اختلط فيها الغناء الشعبي بالإنشاد الديني أو ما يُسمى بالمديح الشعبي في حُب النبي وآل البيت.

وبعد فترة وجيزة من عملها بالإنشاد، الذي بدأته كمداحة بعدما حفظت الكثير من القصص الديني، قامت بتأسيس فرقة شعبية خاصة بها.

وكانت النقلة النوعية الكبيرة في مسيرتها عام ١٩٥٥، على يدي زكريا الحجاوي الذي اكتشفها عندما كان يجوب قرى ومدن محافظات مصر لجمع التراث الشعبي، واكتشاف المواهب، حيث لعب دورًا كبيرًا في صقل موهبتها وكوّن معها فرقة «النيل» التي اشتهرت بتقديم عروضها في المسارح والموالد، وقد جمع كل أشهر أعمالها عام ١٩٨٥ في ألبوم بعنوان «أيوب المصري».

< < <

وبعد خضرة محمد خضر ظهرت موجة جديدة من المنشدات والمداحات في بداية التسعينيات.. أشارت المؤلفة إلى أشهرهن وهي نبيلة عطوة التي تخصصت في إنشاد القصائد الصوفية والمدائح النبوية، بينما لم تشر إلى سيرتها الذاتية كما لم تشر إلى غيرها من منشدات تلك الموجة الجديدة.

< < <

بعد موجة التسعينيات وفي السنوات الأخيرة ظهر جيل جديد من المنشدات والمداحات على الساحة.. تُعدّ آية الطبلاوي حفيدة قارئ القرآن الشهير الشيخ محمد الطبلاوي الأصغر في هذا الجيل، إذ لم يتجاوز عمرها ـ وقت إصدار الكتاب ـ (١٤ عامًا)، وإن كانت بدأت مسيرتها في الإنشاد في سن (٧) سنوات عندما اكتشف جدها الطبلاوي موهبتها في ذلك الوقت المبكر.

وتنقل مؤلفة الكتاب عنها أنها لقيت ترحيبًا وحظيت بتشجيع لم تكن تتوقعه، سواء من جدها وأسرتها أو من كبار المنشدين، خاصة الشيخ محمود ياسين التهامي، نقيب المنشدين، الذي كان أول من دعمها والذي تعتبره الأب الروحي، بعد أن أدخلها نقابة المنشدين، حيث انطلقت في مسيرة الإنشاد والمديح.

< < <

وفي استعراضها لمنشدات الجيل الجديد تتوقف المؤلفة عند شيماء النوبي، مديرة مدرسة الشيخ زين محمود للإنشاد الديني و«الفولكلور» والسيرة الهلالية، والتي بدأت مسيرتها في الإنشاد والمديح بعد إجادتها قراءة القرآن الكريم، حيث تأثرت بكل من الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، بينما تعتبر الشيخ سيد النقشبندي والشيخ نصر الدين طوبار والشيخ محمد عمران أساتذتها في مجال الابتهال.

< < <

وعن المُنشدة الجديدة إيمان الصوالحي ابنة مدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية، تقول مؤلفة الكتاب إن مسيرتها بدأت في سن (٨) سنوات بسبب حرصها على الاستماع إلى كبار قارئي القرآن والمبتهلين، ثم بدأت ممارسة الإنشاد والمديح فور تخرجها في كلية الدراسات الإسلامية.. ومشيرة إلى أن الفضل في ذلك يرجع إلى دراستها الأزهرية وحفظها للقرآن الكريم الذي جعلها تتقن مخارج الألفاظ والحروف.

وتنقل المؤلفة عن إيمان الصوالحي أن اكتشاف موهبتها في الإنشاد والمديح يرجع إلى شقيقها الأكبر، بعد أن استمع إليها وهي تؤدي لأساتذة المقامات العليا؛ مثل الشيخ نصر الدين طوبار، باعتبار أن من يجيد الأداء من خلال هذه الطبقات الصوتية يمكنه أن يؤدي الغناء الصعب.

ورغم تلقيها عروضًا لإقامة حفلات إنشاد ديني في المغرب والسعودية في مكة والمدينة في أوقات الحج، إلا أنها ترى أن الأهم أن تثبت وجودها في مصر أولاً، خاصة بعد أن قدمت عدة حفلات إنشاد ومديح برعاية الأزهر الشريف.

< < <

تختتم الكاتبة الصحفية هذا الفصل من الكتاب بالحديث عن المنشدة نبوية حسان، والتي تُحب وصفها بـ«المحبة للنبي وآل بيته» والتي بدأت في سن مبكرة بالإنشاد في «الحضرات» الصوفية، حيث نشأت في بيئة صوفية وحيث كان أبوها رجلا صوفيًا وهو الذي غرس فيها محبة آل البيت والصالحين واكتشف موهبتها المبكرة.

ورغم أنها لم تكمّل تعليمها، حيث توقفت عند نهاية المرحلة الابتدائية، إلا أنه وبحسب المؤلفة، يمكن ملاحظة طلاقة وفصاحة لسانها، وهو الأمر الذي أرجعته نبوية حسان إلى أصحاب الفضل من الصالحين في مدينتها المنزلة بمحافظة الدقهلية، الذين أسهموا في تكوينها على حد تعبيرها.

وعن أدائها للإنشاد والمديح، وحسبما أوضحت لمؤلفة الكتاب، فإنها تفضّل القصائد ولا تميل إلى العامية، حيث تنشد لشعراء صوفيين خاصة عبدالحميد الوصيف الوفائي، الذي كان مصدرًا عظيمًا للإلهام بالنسبة لها، إلى جانب عمر بن الفارض وعبدالغني النابلسي ومحمد الكتاني، أصحاب الدواوين الشعرية الصوفية والتي تطهّر البدن والقلب واللسان وترقى بالإنسان وتطهّر روحه وتجعل ذِكر الله حاضراً دائمًا.

وعن تجربتها كامرأة في مجال الإنشاد والمديح، فقد أوضحت للمؤلفة أنها لم تواجه أي صعوبة في تقبل الجمهور لها، خاصة أنها تنشد قصائد تبدو صعبة ولكنها تنشدها بسهولة وانسيابية بشهادة كل من يستمع لها.

< <<

في ختام هذا الفصل من كتاب «فن الإنشاد الديني».. عن الجيل الجديد من المنشدات والمداحات.. تبقي ملاحظة مهمة، وهي أنهن جميعًا أجمعن على مطلب واحد من الدولة والإعلام، وهو ضرورة الاهتمام بفن الإنشاد الديني والمديح، والذي بدأ يلقى ترحيبًا وإقبالاً ملحوظًا من عموم المصريين، خاصة الشباب حسبما يتضح من الحضور المكثف في حفلات الإنشاد في كل المناسبات.

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE