الأموال
الجمعة، 19 أبريل 2024 05:49 مـ
  • hdb
10 شوال 1445
19 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

شريف عبدالفهيم يكتب : شعب لا يحب النظام

الأموال

لا أعلم ما السر الغريب الذي يجعل الشعب المصري لا يحب النظام، فالطابور يسبب له أزمة والنظام يعتبر بالنسبة لكثيرين كارثة لا يطيق أن يتحملها.

فإذا قادك قدرك لأن تقف في طابور لإنهاء أي مصلحة فسوف تجد نصف الطابور يقف خارجه يحجز دوره خلف النصف الثاني حتى يحين دوره.

أو لو وقفت في طابور لشراء تذكرة من أحد شبابيك صرف التذاكر بإحدى محطات مترو الأنفاق فسوف ترى العجب، فبعد أن وقفت بكل احترام في الصف لتحصل على تذكرتك تجد رجلاً أو شاباً أو سيدة لا فرق في العمر يأتي إليك وقد اقتربت على شباك التذاكر يطلب منك أن تشتري له معك ثلاث أو أربع تذاكر لأنه لا يحب أن يقف في الصف ولا يطيقه ودائما الحجة أنه مستعجل رغم أنه يركب معك في نفس قطار مترو الأنفاق الذي ركبته أنت وركبه الذي بعدك والذي بعدكما وربما آخر فرد في الطابور، فأين الاستعجال هنا وقد ركب نفس المترو.

التفسير الوحيد لهذا الأمر أننا شعب لا يحب النظام، شعب يدفعه الفضول لترك الصف دون انتظار دوره ليقف بجوار الرجل الذي وصل إلى أول الصف ليشاهد كيف ينهي الموظف الإجراءات.

الكارثة أن الذين من المفروض أن يكونوا هم المنوطين بتنظيم تلك الطوابير هم أول من يتعدى النظام المتبع فيها وإذا تكلمت وشاء حظك العثر أن يكون المسئول عن النظام لا يهتم بأي نظام فسوف تكون لنتيجة سباً وقذفاً وربما ضرباً لأن الباشا مش بيحب النظام.

حدث هذا معي في إحدى الهيئات الحكومية ذات السيادة- وهي نموذج حي لكل الهيئات الحكومية التي تحكمها البلطجة من بعض صغار الموظفين- حيث أردت أن أنهى إحدى الأوراق المهمة والتي لم تأخذ أكثر من 30 ثانية في يد الموظف، لكني ظللت أكثر من ساعة ونصف الساعة بسبب أن الباشا يرسل من خارج الطابور أحد تابعيه لينهي إحدى الأوراق فتكون النتيجة أنني وقفت ومعي أكثر من عشرة أفراد التزمنا بالطابور أكثر من ساعة في حر الشمس، وعندما اعترضت حضر الباشا بنفسه ليرى من الذي يعترض على كلامه لكن الوضع تغير وهدأت نبرة صوته عندما علم وظيفتي فهل لو كنت إنسانا عادياً كان الموقف سيمر بهذا الهدوء.. أشك؟

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE