الأموال
الثلاثاء، 19 مارس 2024 05:28 صـ
  • hdb
9 رمضان 1445
19 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : إسرائيل تسرق البترول السورى..بحماية أمريكية!

الأموال

أمريكا وإسرائيل تسرقان البترول السورى.. وأصحابه الشرعيون محرومون منه..

كان لافتًا للنظر بشدة أن الرئيس الأمريكى ترامب اتخذ قرارًا بإعادة مئات من الجنود الأمريكيين إلى سوريا لـحماية حقول البترولب في محافظتى دير الزور والحسكة اشرق الفراتب بعد أن كان قد قرر انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، قبل ذلك بأيام قليلة، وبدأ على الفور في تنفيذ القرار.

وقتها قال ترامب (بصراحة) لا يحسد عليها إن أمريكا يجب أن يكون لها انصيبها من البترول السورىب!! وأنه سيطلب إرسال شركة أمريكية لاستغلال وتطوير الحقول الحالية، والتنقيب عن حقول جديدة، بالتعاون مع الأكراد فى شمال سوريا الشرقى!

وبالرغم من أن تصريحات ترامب تمثل قرصنة وبلطجة دولية، واغتصابًا لثروات الشعب السورى، فسرعان ما اتضح أنه كان يكذب، بغرض التمويه على كارثة أخرى.. لا تقل فداحة إن لم تزد ــ وهى أن هناك شركة إسرائيلية تقوم بالفعل باستغلال الحقول المذكورة، وبيع جزء كبير من إنتاجها إلى إسرائيل، تحت إشراف وزارة الخزانة الأمريكية!! وأن هناك عقدًا لتنظيم عملية السرقة هذه لثروات الشعب السورى، بين الإدارة الذاتية الكردية وشركة اجلوبال ديفيلوبمنت كوربوريشين GDCب الإسرائيلية.. ممثلة في رجل الأعمال الإسرائيلى الأمريكى مردخاى خانا.. وأن الشركة الإسرائيلية تقوم بالعمل فعلا في المنطقة منذ شهر يونيو الماضى (٢٠١٩) اRT - ١٨ نوفمبر ٢٠١٩ب.

صحيفة اينى شفقب التركية المقربة من أردوغان كشفت عن تفاصيل عملية النهب (ينى شفق ـ ١٢ نوفمبر ٢٠١٩) وأشارت إلى أن أول تسريبات عنها كانت قد نشرتها جريدة الوس أنجلوس تايمزب الأمريكية في بداية الصيف المنقضى، ولكن من الواضح أن تركيا لم ترد إثارة ضجة حول الموضوع، لأنها كانت تخطط لوضع يدها على تلك الحقول فى هدوء، فى إطار خطتها لاحتلال الشمال السورى بدعوى إقامة امنطقة آمنةب فيه، كما كان أردوغان قد أعد قوة خاصة للسيطرة على تلك الحقول، (راجع االأموالب الأحد 10 نوفمبر 2019) لكن خطة أردوغان للسيطرة على المنطقة بأكملها فشلت، واضطر للاقتصار على منطقة محدودة، بعيدة عن حصتها البترولية، ثم أعاد ترامب قواته للسيطرة على الحقول، مما قضى باستحالة وصول القوات التركية إليها.. وواضح أن هذه التطورات كلها قد أثارت حفيظة تركيا، فقررت فضح اللصوص الآخرين.

وتضم منطقة إنتاج البترول في محافظة ادير الزورب واالحسكةب مئات من الآبار موزعة علي حقول أبرزها االعُمَر، والتفك، وكونيكو، والرميلات، والجفرة، والسويدية، والشدَّادى، وتشرين وغيرها، وكلها أصبحت الآن فى قبضة شركة اجلوبال ديفيلوبمنت كوربوريشينب الإسرائيلية، التى تمارس عملها بالتعاون مع الإدارة الذاتية الكردية وقوات اقسدب وبحماية القوات الأمريكية، وتحت مراقبة وإشراف وزارة الخزانة الأمريكية.

وحسب اينى شفقب فإن إنتاج هذه الحقول يبلغ ١٢٥ ألف برميل/ يوميا.. وتخطط الشركة الإسرائيلية لزيادتها إلى (٤٠٠ ألف برميل/ يوميا) من خلال تطوير وإعادة تأهيل الحقول القائمة، والتنقيب عن آبار جديدة.. ومعروف أن إنتاج المنطقة قبل الحرب على سوريا (٢٠١١ وحتى الآن) كان يبلغ نحو (٣٨٥ ألف برميل).. لكنها تعرضت لدمار كبير أثناء المعارك التي انتهت بسيطرة اداعشب على المنطقة، ثم المعارك ضدها، مما أدى لهبوط الإنتاج بدرجة كبيرة.. وتوجد في المنطقة مصاف بدائية، استغلتها اداعشب ـ ثم الأكراد فيما بعد ـ للقيام بعمليات تكرير للحصول على البنزين، والوقود اللازم للتدفئة.. بينما كان يجرى تصدير البترول الخام (والأدق أن نقول سرقته وتهريبه) إلى تركيا بصفة أساسية، وبأسعار بخسة، بناقلات الصهاريج من خلال اتفاقيات بين اداعشب وبلال أردوغان نجل الرئيس التركى!! وهى الاتفاقات التى فضحتها المخابرات ووسائل الإعلام الروسية مع بدء تدخل قوات موسكو (بناءً على طلب سوريا) فى نهاية سبتمبر ٢٠١٥.. كما ركزت القوات الجوية الروسية جهودها على ضرب المنشآت البترولية الداعشية، من آبار ومنشآت تكرير ومخازن، وكذلك قوافل صهاريج نقل البترول الخام.. مما ألحق بها خسائر كبيرة جدًا، وحرم داعش من أهم مصادر تمويلها، كما حرم أسرة أردوغان من مكاسبها الحرام.

<< وبعد انتقال السيطرة على المنطقة إلى أيدى القوات الكردية، ودخول القوات الأمريكية، ومع سيطرة الطيران السورى والروسى على أجواء البلاد وخاصة مناطقها الغربية والوسطى.. أصبح لابد من البحث عن طريق آخر لتهريب النفط الخام السورى.

>> وكانت الإجابة.. إسرائيل!! ومعروف أن العلاقات قديمة ووثيقة بين الأكراد والدول الصهيونية، كما أن القوات الأمريكية تسيطر على أجزاء كبيرة من الحدود السورية مع العراق (شرقًا، والأردن جنوبًا) من خلال قاعدة االتنفب في منطقة المثلث الحدوي السورى ـ العراقى ـ الأردنى، وكذلك قواعد ومناطق سيطرة التحالف االدولى/ الأمريكىب فى العراق وخاصة فى مناطقه الغربية المشتركة فى الحدود مع سوريا.

>> وهكذا تقرر أن تبدأ عملية تهريب البترول السورى من مناطق سيطرة الأكراد إلى إسرائيل، عبر الأراضى العراقية، ثم الأردنية، وبواسطة شاحنات الصهاريج.

وتذكر صحيفة اينى شفقب أن إسرائيل تشترى البترول السورى المنهوب بأسعار تتراوح بين (١٦٠٠ و٢٤٠٠ دولار) للطن المترى (٧ براميل).. أى بما يتراوح بين ٢٢ و٣٥ دولارا للبرميل (وبحساب أدق: بين ٢٣ و٣٤ دولارا للبرميل ـ الكاتب).. وهو سعر بخس للغاية بالقياس لأسعار البترول العالمية (٦١ دولارا للبرميل لمزيج برنت فى الوقت الحالى) وتتفاوت أسعار البترول حسب أنواعه (خام غرب تكساس الأمريكى مثلا يساوى ٥٥ دولارا هذه الأيام).. ولكن الفارق يظل هائلا في جميع الأحوال.. وبحسبة بسيطة فإن إسرائيل إذا اشترت ألف برميل مثلاً من البترول السورى المسروق فإنها توفر أكثر من ٣٠ ألف دولار على أقل تقدير، بعد حساب تكاليف النقل بالشاحنات، وإذا اشترت (١٠٠ ألف برميل) فإنها توفر (٣ ملايين دولار).. بينما توفر (٣٠ مليون دولار إذا اشترت مليون برميل).. وهكذا.. وليس تحت أيدينا بيانات عمّا يتم تهريبه إلى إسرائيل، وما تستهلكه القوات الكردية والأمريكية يوميًا وسنويا.. لكننا نعرف أن إنتاج منطقة دير الزور والحسكة (شمال شرق سوريا يوميا يبلغ ١٢٥ ألف برميل/يوم) وأن إنتاج المنطقة الآن تسيطر عليه شركة إسرائيلية، وبالتالى فإن إسرائيل تستطيع أن تشترى كل ما تحتاجه من البترول السورى المسروق بسعر يتراوح بين ٢٣ و٣٤ دولارا للبرميل وبقدر ما يستطيع أسطول الصهاريج نقله!!

>> يحدث ذلك بينما يواجه الشعب السورى.. المالك الشرعى لهذا البترول.. نقصا حادًا فى البترول ومشتقاته.. وتفرض عليه أمريكا والدول الغربية الكبرى حظرًا بتروليا شاملا بهدف استنزاف وتركيع سوريا، وإذا تمكن السوريون من شراء أى كمية من البترول أو مشتقاته فإنهم يشترونها بالأسعار العالمية، بينما يأخذ أعدى أعدائهم (الأتراك سابقا، والإسرائيليون حاليا) بترول سوريا المسروق بأقل من نصف سعره!

>> ويدخل الشتاء ببروده القارس على السوريين وهم محرومون من وقود التدفئة، بينما يستمتع به أعداؤهم، وبأبخس الأسعار!!

>> كما يصرف السوريون البنزين لسياراتهم وفق قواعد صارمة، وتواجه حركة المواصلات ومحطات توليد الكهرباء والمصانع نقصا حادا في الوقود.. بينما تستخدم الطائرات الحربية الإسرائيلية وقودًا سوريًا فى شن غاراتها الإجرامية على سوريا! فضلاً عن كون هذا البترول قد تم شراؤه بأبخس الأسعار!!

>> والحقيقة أنه لولا الإمدادات الروسية والإيرانية ـ التى تتحدى الحظر الأمريكى والعربى ـ لكانت الحياة في سوريا قد تعرضت للشلل، ولكان مواطنوها قد تعرضوا لأشد المعاناة في برد الشتاء، ولكانت الآليات العسكرية السورية قد عجزت عن الحركة وخوض المعارك ضد الإرهاب الأسود..

ومن المفارقات المثيرة للأسف والسخرية أنه بينما كانت شركة اجلوبال ديفيلوبمنت كوربوريشينب الإسرائيلية قد سيطرت على حقول البترول السورية، فإن بريطانيا لجأت لاحتجاز ناقلة بترول إيرانية كانت متجهة إلى سوريا بحمولة كبيرة (٢ مليون برميل).. تطبيقًا للحظر الغربى المفروض على سوريا.. ولم يتم الإفراج عن الناقلة من ميناء جبل طارق (البريطانى) إلاّ بعد أن احتجزت إيران سفينة بريطانية، وتوترت الأجواء بشدة في منطقة الخليج العربى.. وجاءت حشود بحرية أمريكية وبريطانية.. وكان يمكن لأى شرارة تنطلق بطريق الخطأ أن تشعل الحرب.. أو على الأقل أن تشعل اشتباكًا كبيرًا فى منطقة بالغة الحساسية والخطورة.

>> كل هذا من أجل تركيع سوريا وإخضاعها لمخططات التقسيم والنهب، بعد أن انتصر شعبها وجيشها على الإرهاب الأسود وتمكنا من تحرير الجزء الأكبر من مساحة البلاد.. عبر تضحيات بالغة الجسامة، ومعاناة شديدة القسوة والفداحة، وخسائر مروعة في الأرواح والممتلكات.. ولا يتسع المجال هنا لمناقشة الموقف العسكرى.. وحسبنا أن نقول إن الشعب السورى وجيشه وحلفاءه قد حققوا انتصارا استراتيجيا كبيرًا.. وأفشلوا مؤامرة التقسيم. لكن مؤامرة الاستنزاف وإنهاك القوى ومحاولات التركيع لاتزال مستمرة.

ولعل من الواضح الآن لماذا أعاد ترامب قواته إلى سوريا لـاحراسة حقول البترول؟!ب ولماذا تصر أمريكا على التمسك بقاعدة االتنفب على المثلث الحدودى السورى - العراقى ـ الأردنى؟! ولماذا تتمسك بـامخيم الركبانب نادى الإرهابيين على الحدود السورية ـ الأردنية؟! لأن الإرهابيين ضروريون لمواصلة استنزاف سوريا، وحراسة طريق قوافل صهاريج البترول السورى المسروق في طريقها إلى إسرائيل!!

>> ولسنا بحاجة إلى القول إنه لا يصح إطلاقًا أن يمر البترول السورى في طريقه إلى إسرائيل عبر أراض عربية.. فهذه بديهيات لا تحتاج إلى تكرار ولا إلى التذكير بها..

>> كما أننا لسنا بحاجة إلى القول بأنه يجب أن تعود سوريا إلى الجامعة العربية ـ وقد كان من الخطأ أصلا إخراجها منها ـ وإلى إعادة العلاقات العربية مع سوريا.. لأن تعزيز شرعية وقوة الدولة السورية هو من أهم ضرورات تعزيز قدرتها على مواجهة المؤامرات الأمريكية والغربية ضد هذا البلد العربى الشقيق.. وهى مؤامرات تبلغ من العدوانية والانحطاط وانتهاك كل القيم ومبادئ الشرعية الدولية ما يستفز أى إنسان ذا ضمير.. فما بالك بأن يكون هذا الإنسان عربيا.

والحقيقة أن استباحة أرض ومقدرات وثروات الشعب السورى هى استباحة لكل أرض وثروة عربية.. وبديهى أن سوريا ستحرر باقي أرضها وستسترد بترولها في نهاية المطاف.. لكن التاريخ لن يرحم كل من تواطأ على الجرائم الوحشية التى وقعت وتقع في حق سوريا وشعبها.. والشعوب العربية لن تنسى عروبتها.. وكل من يتصور غير ذلك يخطئ خطأ شنيعًا.. وعلى سبيل المثال فقط يكفي أن نُذكِّر الجميع بهتافات جمهور كرة القدم باسم فلسطين، ورفعه لأعلامها وبالهتافات ضد إسرائيل التي هزت مدرجات الملعب في مباراة مصر وجنوب إفريقيا مؤخرًا.

وبغض النظر عن خلافات الأنظمة والسياسيين فإن الشعوب العربية لن تنسى عروبتها.. تذكروا هذا جيدًا.

 

 

 

مصر للطيران
مصر وكوديفوار

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

آخر الأخبار

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE