نبية صدقى يكتب : ”علم أم سمسرة”
المعلم أكن له كل احترام وتقدير وتبجيل لأن من تحت يديه يخرج الأطباء والمهندسون وغيرهم من جميع فئات المجتمع فلا يستطيع أحد ان ينكر فضل المعلم إلاجاهل او حاقد أو حاسد.
لكن للأسف بعض المعلمين تخلوا عن رسالتهم وتحولوا إلى سماسرة ليس لهم تفكير إلا كيف يحصلون على المال بأي شكل من الأشكال بحجج واهية لا أساس لها غير هوى النفس والطمع .
فتراهم يغالون في ثمن الحصة غير مبالين بحال تلاميذهم وفي داخل الحصة تكون السمسرة حيث تباع مذكرات بما يقارب ثمن الحصة أو تزيد بحيث لو صورت لبلغت بعض القروش وفي آخر الفصل الدراسي يزيد في حصص المراجعة بحجة الإنتهاء من المنهج أو تجهيز التلاميذ للإمتحانات وما هدفه إلا ليزيد حصالته أو جيبة من حيث ولي الأمر .
بل البعض يؤجر صالة افراح أو سنتر لأن أعداد الطلاب كثيرة ولا يشتكي من كثرة الطلاب بينما هو في الفصل يشتكي من كثرة الطلاب.
إذن فلا تعجب أن بعض أولياء الأمور قص لي أنه صرف على الدروس الخصوصية 50ألف جنيها على إبنته وقص لي أخر أنه كان يصرف على الدروس أكثر من المأكل والمشرب وهذا في نظري نوع من أنواع الإستغلال لانهم يستغلون حالة الطالب بلا رحمة ولا شفقة.
لان ولي الأمر يعطي وهو كاره أو مجبر فهذا في نظري أشبه بالجزار يسلخ الذبيحة ولا يلتفت إليها لفتة رحمة أو شفقة كذلك بعض المعلمين يسلخون ولي الأمر بلا رحمة ولا شفقة ولا يبالون بآثار فعلتهم التي تعود بنتيجة سلبية على الأسرة ولا يشعرون كيف يضغطون على ولي الأمر.
لأن الإنسان يأكل أي مأكل ويشرب أي مشرب فلو أكل رغيف عيش ببعض ملح يشبع ولو شرب أي مشرب يرتوي أما الدروس فلا غنى عنها .
ونراهم أشبه ما يكونون في هذا الحديث الشريف (كان في بني اسرائيل جدي ترضعه أمه فتزويه فأفلت فارتضع ثم لم يشبع فأوحى الله إليه إن مثل هذا كمثل قوم يأتون من بعدكم يعطي الرجل منهم ما يكفي الأمة أو القبيلة ثم لا يشبع).
وآخيرا نذكر اساتذتنا بقول بعض العلماء (متي رضيت بالله وكيلا وجدت إلي كل خير سبيلا). اللهم احفظ بلادنا واحفظ جيشنا العظيم وامنها وكل أهلها ولآبائنا ولأمهاتنا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
