الأموال
الثلاثاء، 23 أبريل 2024 07:10 مـ
  • hdb
14 شوال 1445
23 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

شريف عبد الفهيم يكتب : «التربية» التي ماتت

الأموال

قرأت منذ أيام حادثتين وقعتا على رأسي كالصاعقة، والاثنتان تخصان وزارة «التربية» - ولاحظوا معي كلمة التربية في أول المسمى - والتعليم.

وقبل أن أتحدث عن الحادثتين دعونا نفهم معنى مسمى وزارة التربية والتعليم، فالتربية انتفت تماما من المدارس ولم تعد موجودة أصلاً، والتعليم حاله لا يخفى على أي إنسان يعيش في مصر، والسبب في الحالتين واحد، قلة مرتبات المدرسين فكان الحل أمامهم الدروس الخصوصية، وبالطبع الطالب الذي يدفع دائما يكون هو الأعلى ولا يستطيع أي مدرس أن يرفع عينه فيه.

نعود للحادثتين، آدم وروان، طفلان عمر الأول لم يتجاوز الخمس سنوات والثانية تسع سنوات، الأول ابتلاه الله بمرض لعين أثر على حالته وملامحه فتساقط شعره نتيجة العلاج الذي يتعاطاه، ألحقه والده مثل كل الأطفال بالحضانة حتى لا يكون لديه إحساس أنه أقل من أقرانه، لكن الذي حدث كان العكس، خاف الأطفال من الاقتراب منه بسبب تحذير المدرسات للتلاميذ بعدم الاختلاط به حتى لا يصابوا بالعدوى منه، وهو ما ينم عن جهل تام لدى هؤلاء المدرسات بطبيعة وحقيقة هذا المرض، وبالطبع ذهب الأطفال ليخبروا أولياء أمورهم بما قالته المدرسة فما كان منهم إلا أن يطلبوا من مديرة الحضانة طرد الطفل آدم وإلا فسوف يسحبون أبناءهم من الحضانة، وهنا تغلبت المادية على الإنسانية فقررت مديرة الحضانة أن تطرد آدم الذي ذهب لوالدته باكياً منكسراً بسبب سوء تصرف من هذه المديرة المريضة.

أما الحادثة الثانية فكانت تخص الطفلة «روان» ابنة حارس العقار التي تشاجرت مع زميلة لها في المدرسة كأي طفلين ولكن يبدو أن عقدة الطبقية مازالت تسيطر على عقول بشوات العصر الحديث.

فوجئت الطفلة بأم زميلتها تدخل عليها في طابور الصباح لتنهال عليها ضرباً بمساعدة الإخصائية الاجتماعية للمدرسة وسط تعنيف من مدرسة الطفلتين، لتقول لها والدة زميلتها «إزي بتتخانقي مع بنت مهندس بترول يا بنت البواب»، لتنهار الطفلة وتصاب بشلل في الوجه واليد اليسرى وترقد في المستشفى طريحة الفراش.

صحيح أنه تم إيقاف كل من تسبب في الواقعتين وأحيلوا للتحقيق ولكن الأساس يكمن في منظومة خاطئة بكل المعايير.

 

 

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE