الأموال
الجمعة، 29 مارس 2024 07:24 صـ
  • hdb
19 رمضان 1445
29 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : السودان فوق بركان (14 - 14)

الأموال


نجاح الحكومة الانتقالية مرهون بتحقيق مطالب الثورة

بعد أسابيع من تشكيل المجلس السيادى السودانى (العسكرى ـ المدنى) وتشكيل الحكومة المدنية الانتقالية وحيث يمكن القول بأن الثورة قد حققت نجاحا نسبيا، إذ إن السلطة العليا السيادية ليست مدنية بالكامل وبما لا يحقق مطلب السودانيين بمدينة السلطة والحكم.

ورغم أن البركان الذى عاش السودان فوقه طوال أشهر الثورة منذ اندلاعها فى ديسمبر الماضى قد هدأ كثيرًا، إلا أن الخطر لايزال قائمًا لحين انتهاء الفترة الانتقالية بعد ثلاث سنوات بتحقيق كل مطالب وأهداف الثورة.

لقد ذهبت سكرة الثورة ونشوة انتصارها بإسقاط نظام البشير الاستبدادى القمعى الفاسد، وبقى التحدى الأكبر لاستكمال مسيرتها نحو تحقيق مطالبها، وهى استحقاقات يترقب السودانيون تنفيذها خلال الفترة الانتقالية، وتلك هى المهام الجسيمة والثقيلة الملقاة على عاتق الحكومة المدنية الانتقالية برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك وأعضاء حكومته من التكنوقراط ذوى الكفاءات.

< < <

استحقاقات المرحلة الانتقالية ذات الأولوية هى ما تضمنها شعار الثورة الذى رفعه السودانيون (حرية. سلام. عدالة) وهو الشعار الذى انطوى على تطلعات الشعب المقهور نحو حرية افتقدها طوال ثلاثين سنة من حكم البشير ونحو السلام فى مناطق الصراع المسلح بين النظام السابق وحركات المعارضة الشعبية المسلحة فى أطراف السودان، ونحو العدالة.. العدالة الاجتماعية وعدالة توزيع الثروة بين كافة مناطق السودان ونحو العدالة القانونية واستقلال القضاء ونحو العدالة في تولى المناصب دون تركزها في فصيل واحد وفي حفنة من أنصار النظام.

ومن المؤكد أنه لا مفر من تحقيق تلك المطالب الثورية وهى المهمة الصعبة أمام حكومة حمدوك والتى تستلزم بذل جهود حثيثة خلال الفترة الانتقالية التى لا تزيد على ثلاثة أشهر من الآن.

وفى نفس الوقت فإن أجندة الحكومة حافلة بمهام أخرى عاجلة وضرورية حتى يمكن للسودان تخطى المرحلة الانتقالية بنجاح.. سبيلاً لبدء مرحلة الاستقرار السياسى فى نهايتها لإقامة دولة القانون المدنية الديمقراطية.

< < <

ولعل بوادر تحقيق مطلب الحرية قد تبدّت بالفعل في الأفق السياسى وفي الشارع بحسب تأكيدات الدكتور حمدوك رئيس الحكومة بفتح المجال السياسى وحرية التعبير والإعلام والحق فى التظاهر.

أما مطلب العدالة فمن الواضح أن تحقيقه سوف يستغرق بعض الوقت، إذ إن العدالة الاجتماعية يتطلب تحقيقها الخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة؛ بينما تتطلب العدالة القانونية والقضائية إعادة هيكلة منظومة القضاء وتطهيرها من قضاة النظام السابق وتوفير ضمانات استقلال القضاء. أما تحقيق العدالة بين المركز في العاصمة الخرطوم وما حولها وبين بقية ولايات السودان في الأطراف، فإنه يبقى رهنًا بوقف الحروب في تلك المناطق وتحقيق السلام.. المطلب الثالث في شعار الثورة.

<< <

ومن ثم فإن شعار السلام يبقى أكثر تحديات المرحلة الانتقالية وتحديدًا خلال الستة أشهر الأولى حسبما جاء في الوثيقة الدستورية التي تم إقرارها قبيل تشكيل المجلس السيادى والحكومة المدنية.

وقف الحروب في مناطق الصراع وتحقيق السلام بعد سنوات طويلة من الاقتتال الأهلى بين النظام السابق والحركات المسلحة المعارضة هو الأساس لنجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق الاستقرار السياسى في السودان.

مهمة تحقيق السلام فى مناطق الصراع سوف تكون بالغة الصعوبة إذ إنها بقدر ما تتطلب توفر النيات الحسنة لدى الجانبين.. الحكومة والحركات المسلحة وضمانات سياسية فإنها تتطلب أيضًا إعادة السكان النازحين والفارين من القتال وجرائم الحرب التى ارتكبها نظام البشير ضدهم وهى المهمة التى ستكون تكلفتها المالية باهظة جدًا.

< < <

وإلى جانب مهمة الحكومة في تحقيق مطالب الثورة وشعاراتها، فإن ثمة مهام أخرى عاجلة وضرورية تمثل تحديات كبرى أمام الدكتور حمدوك الذى يمتلك خبرات اقتصادية كبيرة.. إقليمية في افريقيا ودولية أيضًا.

وفي سياق مواجهة الأزمة الاقتصادية فإن الحكومة تواجه أيضًا أزمة البطالة بين الخريجين والشباب سواء في مناطق الأطراف المهمشة أو فى العاصمة الخرطوم ذاتها.. وتلك مهمة أخرى وعاجلة.

< < <

أما الخطر الخفي الذى يتهدد الحكومة الانتقالية ويعرقل أداءها وخطواتها الإصلاحية، فإنه يكمن فى فلول النظام السابق القابعين فى مؤسسات الدولة ويسيطرون على كثير من مفاصلها، وهو الخطر الذى يستدعى إجراء حركة تطهير عاجلة لإزاحة تلك الفلول، ولعل تجارب سابقة فى دول الإقليم أكدت خطورة استمرار بقاء أتباع النظم السابقة على نجاح الثورات.

< < <

القصاص لدماء وأرواح شهداء الثورة هو المطلب الذى لن يتنازل السودانيون عن تحقيقه خاصة شهداء مجزرة فض اعتصام مقر القيادة العامة للجيش فى آخر أيام شهر رمضان الماضى والتى راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل ومئات الجرحى والمصابين.

صعوبة تحقيق هذا المطلب ترجع لحساسيته الشديدة، حيث تحيط الاتهامات بالمجلس العسكرى السابق الذى يشارك بعض أعضائه فى المجلس السيادى الحالى، فهل تستطيع حكومة الدكتور حمدوك إنجاز هذه المهمة.. سؤال تصعب الإجابة عنه حتى الآن.

> > >

أما على الصعيد الخارجى فإن ثمة مهمة أخرى بالغة الصعوبة أمام الحكومة الانتقالية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهى التُهمة التى ورثتها الحكومة بعد الثورة عن نظام البشير المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فى دارفور وغيرها من أقاليم السودان، ولاشك أن نجاح حكومة حمدوك فى إنجاز هذه المهمة يتطلب دعمًا ومساندة.. عربياً وإفريقيا بعد إسقاط نظام البشير الذى تسبب في إدراج السودان في القائمة.

< < <

وفي نفس الوقت فإن نجاح الحكومة في أداء مهامها خلال المرحلة الانتقالية يستلزم وبالضرورة تجنب الدخول فى محاور إقليمية.. ضمانًا لاستقراره واستقلاله السياسى.

< < <

يبقي أنه رغم النجاح النسبى للثورة السودانية حتى الآن وأنها لاتزال نصف ثورة وستظل حتى تكتمل مدنية السلطة، فإن استكمال الثورة واستكمال نجاحها يظل رهنًا بنجاح حكومة الدكتور حمدوك ومن ثم نجاح المرحلة الانتقالية.. حتى لا يبقي السودان فوق بركان.

مصر للطيران

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE